الطّفل المحرَّر محمد نزال.. يغادر سجون إسرائيل "مهشم" اليدين

قال الطّفل محمد نزال المفرَج عنه ضمن الدفعة الخامسة من الأسرى الفلسطينيين، إنه تعرَّض لتهشيم متعمد ليديه خلال اقتحام الجنود الإسرائيليين لزنزانته. ويقول الأطباء إن الطفل يحتاج لزراعة "بلاتين".

وتمّ الإفراج عن الدفعة الخامسة من الأسرى الفلسطينيين، أمس الثلاثاء، وعددها 30 أسيرًا من الأطفال والنساء، فيما أطلقت حركة حماس سراح 11 اسرائيليًّا.

ومن ضمن الأطفال المفرج عنهم كان الطفل محمد الذي تظهرعلى يديه آثار"اعتداء وحشي" تعرّض له في مصلحة السجون والوحدات الإسرائيلية الخاصة، خلال اقتحام عناصرها السجن، حيث تعرّض محمد يومذاك لاعتداء عنيف أدّى لتهشيم كلتا يديه، كما تم الاعتداء على رفاقه أيضًا.

يقول الطفل محمّد "كانت وحدات الجيش الإسرائيلية الخاصة بالتعاون مع مصلحة السجون الإسرائيلية تقتحم السجون بشكل دوري تحديدًا بعد السابع من أكتوبر، وتقوم بالاعتداء علينا بالضرب المبرح وإطلاق الكلاب البوليسية والضرب بأعقاب البنادق، وسط منظر وحشي لا يمكن وصفه بالكلمات لا سيما وأننا كنا جميعًا من الأطفال".

ويضيف نزال في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، في إحدى ليالي الاقتحام المتكررة التي باتت نهجًا داخل السجون، دخلوا بأعداد كبيرة وبدؤوا بالضرب وتكسير العظام، حاولت أن أدافع عن نفسي وهنا تهجم عليّ عدد كبير منهم وبدؤوا بضربي بكل قوة خاصة على أطرافي، ما أدّى لتكسيرعظامهما، مع ظهور كدمات وسحجات في كل أنحاء جسدي، ثمَّ تركوني بعدها ملقى على الأرض دون علاج لمدة تزيد على 10 أيام".

يتابع الطفل المحرّر حديثه "عشت أيامًا وليالي غاية في الصعوبة، فقد بدأ البرد يتسلل إلى جسمي وبدأت الجروح والكسور تشتدّ وكان الألم رهيبًا لا يمكن تحمّله، وكنت -وما زلت- غير قادرعلى تحريك يدي، وكان رفقاء السجن هم من يعتنون بي ويطعمونني ويقومون بإلباسي الملابس".

يقول مدير المستشفى الحكومي بمدينة جنين الدكتور وسام بكر إنه "فور وصول الطفل المحرّر محمد نزال إلى مدينة جنين قمنا على الفور بعمل الفحوصات الطبية اللازمة تحديدًا لأطرافه العلوية، إذ تبيّن أنه يعاني من كسور بليغة في كلتا يديه وبحاجة عاجلة إلى عمليات جراحية وتركيب بلاتين".

يضيف بكر في حديث خاص لـ"إرم نيوز" تنتج هذه الإصابات عادةً عن الضرب بآلات صلبة بشكل مركّز ومكثّف على الأطراف حتى يتمّ تهشيمها بهذا الشكل، وهذا يدل على أنّ الطفل محمد نزال قد تعرّض للضّرب المبرح الذي يؤدّي في معظم الأحيان إلى الموت نتيجة عدم القدرة على تحمّل الألم.