بولا يعقوبيان خلال مسيرة لذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت
بولا يعقوبيان خلال مسيرة لذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروتأ ف ب

بولا يعقوبيان لـ"إرم نيوز": مافيا سياسية تسيطر على لبنان ونخشى حربا شاملة

حمّلت النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان ما وصفتها بـ"المافيا السياسية" مسؤولية الأزمات التي يواجهها لبنان، وفي مقدمتها عملية انتخاب رئيس للبنان.

وقالت يعقوبيان، في حوار مع "إرم نيوز"، إن البلاد تواجه تعقيدات مرتبطة بسيطرة "مافيا سياسية على البلاد تعمل كمرتزقة للخارج، وتُخضع قرارها الداخلي لقوى خارجية".

وعن السبيل الممكن لتجاوز الأزمة، قالت يعقوبيان إن انتخاب رئيس للبنان يعد مهمة شاقة، تزداد تعقيدا مع مرور الوقت.

وكشفت يعقوبيان أنها لا تعول كثيرا على فاعلية المجموعة الخماسية الخاصة بلبنان، مشيرة بالقول: "إذا لم تُشارك إيران بشكلٍ مباشر أو غير مباشر في المباحثات الجارية يبقى الأمل ضعيفاً باختراق جدار التعطيل، علما أن هناك أحاديث عن تواصل بعض الدول، مثل قطر وفرنسا والسعودية، مع الإيرانيين".

وفي المقابل، قالت يعقوبيان: "تُطالب إيران بمزيد من التنازلات مقابل الموافقة على انتخاب رئيس للبنان، ويبدو أن جميع الأطراف تعتبر هذه الورقة باهظة الثمن، أكثر مما يتوقع بعض اللبنانيين".

إيران تطالب بمزيد من التنازلات مقابل الموافقة على انتخاب رئيس للبنان.
بولا يعقوبيان

وأكدت أن الدول المختلفة تمارس "لعبة المناورة على حساب الساحة اللبنانية ومصلحة اللبنانيين، رغم الضرورة القصوى لوجود رئيس للجمهورية يضمن سير العمل العام، وإعادة تنشيط عمل المؤسسات".

وأشارت يعقوبيان في هذا السياق إلى رأيها في الزعامات الطائفية بلبنان بالقول: "يعاني لبنان من نظام حكم فريد من نوعه، حيث تسيطر الأحزاب على مناطقها وتديرها كإقطاعيات، وأدَّى هذا النظام إلى تفاقم الأوضاع، خاصةً مع سيطرة هذه الأحزاب على المؤسسات واستغلالها لتحقيق مصالحها الخاصة".

وأضافت: "لا يوجد مثيل لإدارة الدولة اللبنانية في العالم؛ لذلك يدفع اللبنانيون ثمن هذه الطريقة التي تهدد مستقبل البلاد، فالزعامات اللبنانية هي بلاء هذا البلد وكارثته، فهي من أوصلته إلى هذا الحال المزري، وهي تقنع الشعب اللبناني أنها تضحي وتقاتل من أجله".

من الاشتباكات جنوب لبنان
من الاشتباكات جنوب لبنانأ ف ب

وعلى صعيد الاشتباكات بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل حذّرت يعقوبيان من احتمالية تصاعد التوتر وتحوله إلى حرب شاملة، مع تأكيدها عدم رغبة اللبنانيين في الحرب، خاصةً في ظل ضعف قدرات الدولة على المواجهة، مقارنةً بعام 2006.

وقالت إنه "رغم عدم رغبة كلّ من إسرائيل وحزب الله في خوض حرب جديدة، فإنّ المخاوف تبقى قائمة من إمكانية انزلاق الأمور إلى صراع أوسع وأكثر تدميرًا".

وأكملت يعقوبيان قائلة: "تُواجه إسرائيل تحديات كبيرة حاليًّا بسبب الأوضاع في غزة، ولا تريد فتح جبهة ثانية، وتدرك أن الصراع مع لبنان لن يكون سهلًا، خاصة بعد ما حدث في غزة، ولن تتردد إسرائيل في اتخاذ إجراءات قوية رغم ظروفها".

وحذرت بالقول: "إن جبهة لبنان إذا فُتحت، فإن الوضع سيكون مختلفًا لما حدث في عام 2006؛ لأن قدرات الدولة على المواجهة أقل من ذي قبل؛ لذلك لا يرغب اللبنانيون في الحرب، لكن القرار ليس في الداخل اللبناني، بل هو مرهون بالتدخلات الخارجية".

أزمة المودعين

وعن أزمة المودعين في البنوك اللبنانية، رأت يعقوبيان أن هذه الأزمة جزء لا يتجزأ من الأزمات المتشعبة التي يعاني منها لبنان، إلا أنها تتطلب حلولًا خاصةً.

وأوضحت أن هذه الحلول تبدأ بإبرام اتفاق فعلي مع صندوق النقد الدولي، ويُضاف إلى ذلك ضرورة مصارحة المسؤولين للمواطنين بشأن مصير الودائع والإجراءات التي اتخذت لحمايتها.

وأضافت أنه "رغم التصريحات الرنانة، فإنه لم تُتخذ أي خطوات ملموسة لحماية أموال المودعين، فطالما المواطن اللبناني يمنح صوته لأحزاب التركيبة الحالية، سيظل الوضع صعبًا، فمَن بدّد المليارات دون مساءلة، لا يهمّه مستقبل لبنان أو شعبه".

وبحسب يعقوبيان، فإن هذه الأموال "تُوجّه لشراء الإعلام وشراء الذمم وشراء النواب والزعامات، دون أي نية لإعادة أي شيء للمودعين، الذين يُمثلون الحلقة الأضعف في هذه الأزمة".

أموال المودعين تُوجّه لشراء الإعلام والذمم والزعامات.
بولا يعقوبيان

وعن تقييمها لتجربتها السياسية كمعارضة للسلطة قالت: "لم أُقدم على مجابهة السلطة في لبنان بسهولة، فليس الأمر يتعلق بسلطة عادية أو منتخبة أو ديمقراطية، بل بمجموعة من المافيات مكتملة الأوصاف".

وأضافت: "تعلمت دروسا مكثفة من عصابات العالم وأتقنت فنون التلاعب؛ لذلك أشعر بالرضا عن مواقفي وما أسعى إليه سياسيًّا وتشريعيًّا من العام 2018 حتى اليوم، حتى لو أن ما سعيت إليه لم يترجم حتى الآن نتائج إيجابية ملموسة على حياة اللبنانيين الذين لم تتغير ظروفهم المعيشية بل بالعكس ازدادت سوءا، فالصراع طويل الأمد، ولا يمكن الانتصار على الأشرار بضربة قاضية".

وأكدت يعقوبيان أن "مَن يريد مواجهة الواقع في لبنان عليه ألا يستسلم لليأس، وعليه أن يُعدّ جبهة معارضة واسعة تُشارك فيها مختلف أطياف المجتمع، فلا يمكن للمواجهة أن تكون فردية، بل يجب أن تكون جماعية؛ لأن البلاد تدفع ثمنًا باهظًا بسبب التركيبة الحالية للأحزاب".

ووجهت حديثها لمَن يلوم الاحتجاجات الشعبية اللبنانية أو يُطلق عليها الأحكام بأنها فشلت بالقول: "هي ثورة استمرت شهرين أو ثلاثة أشهر فقط؛ لأنها واجهت منظومةً متجذّرةً عمرها أكثر من 100 عام، موجودة في كلّ مفاصل الدولة ومؤسساتها؛ لذا فإنّ مواجهة مثل هذه المنظومة عملية معقدة تتطلب الكثير من الوقت والجهد".

أخبار ذات صلة
ريفي: أزمة لبنان ليست طائفية ويجب سحب سلاح "حزب الله"

وأوضحت يعقوبيان، أن "البلد قائم على نظام مذهبي طائفي يقسّم اللبنانيين كقطعان ورعايا، بينما رجال الدين بالممارسة يقومون بتغطية رجال السياسة؛ لذلك أصبح الوضع في لبنان معقدًا للغاية، ولا يمكن تقييم النجاح والفشل بسهولة".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com