مخاوف من توحيد خُطب الجمعة في السعودية
مخاوف من توحيد خُطب الجمعة في السعوديةمخاوف من توحيد خُطب الجمعة في السعودية

مخاوف من توحيد خُطب الجمعة في السعودية

على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي طالت خطباء الجمعة، كردة فعل على بعض التصريحات المتطرفة، يتخوف مثقفون سعوديون من إقدام القيادة السعودية على توحيد خطب الجمعة في عموم مساجد المملكة.

وفي مقال نشرته صحيفة الشرق السعودية، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "توحيد خطب الجمعة!" يتمنى الكاتب السعودي فائق منيف ألا تلجأ وزارة الشؤون الإسلامية للخيار الأسهل الأضعف بإلغاء الخطباء وتحويلهم إلى روبوتات.

وقال الكاتب في مقاله إنه "على الرغم من إساءة بعض الخطباء للمنبر فإن هناك خطباء وعوا أهميته ودوره الحقيقي في تحفيز المجتمع المسلم ودفعه للتطور والتميز، وقد شهِدت خطبًا عن أضرار التدخين وأخطار السرعة وآداب الحوار وخلافها من أدوات تغيير السلوك المجتمعي؛ بمثل هؤلاء الخطباء تعود منابر خطب الجمعة لأهدافها التي شُرعت من أجلها، ووزارة الشؤون الإسلامية مسؤولة عن جعل نسبة أمثالهم 100 % بتدقيق الاختيار وتطوير الأداء والمتابعة والمحاسبة".

وأضاف منيف: "صحيح أن خطبة الجمعة ليست منبرًا شخصيًا للخطيب، لكنها لا ينبغي أن تكون تعميمًا حكوميًا يُوزّع كل أسبوع على المساجد، فيردّده كل الخطباء بصورةٍ تجعلهم لا يختلفون عن الميكرفون سوى في الإطلالة وتحريك الشفاه".

تعميم الخطأ

ويعتبر الكاتب أن "ما يرتكبه بعض الخطباء من شطحات ليست حجة لتعميم الخطأ على الجميع، وعقابهم بتحويلهم من صوت إلى صدى، ولو جازت مطالبة وزارة الشؤون الإسلامية بتوحيد خطب الجمعة لجازت أيضًا مطالبة وزارة الإعلام بتوحيد مقالات الصحف لمنع تجاوزات بعض الكتاب. فترسل الوزارتان واحدةٌ كل أسبوع خطبا للجمعة، وثانيةٌ مقالًا يوميًا يذيّل في كل صفحة من الجرائد باسم وصورة كاتب مختلف، وهكذا يتحول المشهد إلى نسخة كاربونية كاريكاتورية تشابه ما يعرض  على شاشات الرصد التي يحقن بها يوميًا مواطنو (أوقيانيا) في رواية جورج أورويل 1984".

وكثيرًا ما يُصدَم الرأي العام السعودي بين الحين والآخر، بتصريحات وفتاوى صادرة عن خطباء وأئمة تحمل الكثير من التطرف والغلو، ما يثير جدلًا في الأوساط الشعبية ومواقع التواصل الاجتماعي، ليتحول إلى سجال فكري يتصدر صفحات الصحف المحلية.

فهناك خطيب يطالب المصلين بعدم الشراء من أكشاك الشاي الفقيرة، وآخر يقذف الطبيبات والممرضات والمبتعثات ويصف أهاليهن بـ"الدياثة" وثالث يكفّر نجوم الفن، تلك وغيرها الكثير أمثلة على غلو بعض التصريحات الصادرة عن بعض الخطباء.

وفي بعض الأحيان تصل تلك الفتاوى والتصريحات إلى أروقة المحاكم، ليصدر القضاء السعودي أحكامًا بحق خطباء بتهم القذف أو التكفير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com