ما سرّ تقارب مقتدى الصدر مع الرؤية الخليجية للمنطقة؟
ما سرّ تقارب مقتدى الصدر مع الرؤية الخليجية للمنطقة؟ما سرّ تقارب مقتدى الصدر مع الرؤية الخليجية للمنطقة؟

ما سرّ تقارب مقتدى الصدر مع الرؤية الخليجية للمنطقة؟

أبدى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في العراق، تقاربًا مع الرؤية الخليجية للمنطقة عندما طلب في بيان الأربعاء، اللجوء إلى منظمة المؤتمر الإسلامي التي تقودها المملكة العربية السعودية ودول مثل تركيا، والتي اعتبرت حزب الله منظمة إرهابية، قبل أيام.

وطلب مقتدى في بيانه تدخل "منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، من أجل إخراج الشعب العراقي من محنته وتصحيح العملية السياسية (..)"؛ ما فجّر مفاجأة مدوية داخل البيت الشيعي الذي يتولى صناعة القرار السياسي في العراق.

ويأتي إنهاء الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للاعتصامات الشعبية المتتالية مقدمة لدور خليجي فاعل في العراق يهدف إلى تفويت الفرصة على إيران وأذرعها في هذا البلد، بحسب مراقبين وسياسيين عراقيين.

ويرى هؤلاء أن"التوجه الذي تبناه زعيم التيار الصدري، جعله في مرمى القوى الشيعية التي ينتمي إليها، لاسيما مَنْ ولاؤها إيراني"، مشيرين إلى أن قراره "يعني من الناحية العملية اللجوء إلى المملكة العربية  السعودية المحور الأساس في أي تحرك عربي أو إسلامي". 

تقارب الصدر مع سنة العراق

يقول طالب حسن العبد الباحث السياسي العراقي في حديث لـ "إرم نيوز": "يجب أن نتذكر أن دعوة الصدر بانتخابات مبكرة ترعاها منظمات مثل الأمم المتحدة والتعاون الإسلامي تعني تدويل الأزمة العراقية، وهذا المطلب سبق أن طرحه قادة الكتل السنية العراقية، وهذا التصرف لم يكن على لائحة القوى المرتبطة بإيران"، مضيفاً: "الصدر فاجأ العراقيين بقراره الانسحاب من الاعتصامات ويبدو أنّ لديه تحالفًا جديدًا على المستوى السياسي، لاسيما مع السنة والأكراد".

اللافت في انسحاب التيار الصدري الممثل بكتلة "الأحرار" داخل البرلمان من اعتصامها المفتوح، بشكل لم تفهمه قوى سياسية عديدة، منها أعضاء بالكتلة الصدرية نفسها، هو اتصالات هاتفية أجراها رئيس الحكومة العراقية، المضغوط عليه من قادة الكتل الشيعية الموالية لإيران، حيدر العبادي.

وجاء انسجاب الصدر وإعلانه فض الاعتصام المفتوح بعد ساعتين فقط من اتصال العبادي بكل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك الأردن عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، بحسب بيانات صادرة عن مكتب رئيس الحكومة العراقية.

وفي مؤشر على الدور الخليجي والعربي المرتقب في العراق، تأتي مطالبة البيت الأبيض للدول الخليجية بدور أكثر تأثيراً في العراق، لاسيما السعودية والإمارات، على ألا يقتصر دور البلدين على الجهد العسكري ضد تنظيم داعش؛ إنما يتعداه إلى دور سياسي فاعل.

كل تلك التطورات تدفع مراقبين إلى الجزم بتبني حركة التيار الصدري في العراق خليجيا وعربيا في مقابل تحركات تيارات مثل المجلس الأعلى والدعوة ومنظمة بدر الموالية لنظام الولي الفقيه في إيران, ما يعني استقطاب الشيعة العرب نحو محيطهم بعيداً عن التأثير الإيراني اللاعب الأساس في الملف العراقي منذ 2003.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com