هل يُوظّف الحوثيون "التقية" للتقارب مع السعودية؟
هل يُوظّف الحوثيون "التقية" للتقارب مع السعودية؟هل يُوظّف الحوثيون "التقية" للتقارب مع السعودية؟

هل يُوظّف الحوثيون "التقية" للتقارب مع السعودية؟

مع الإعلان المفاجئ عن اتصالات تجري بين السعودية والحوثيين، لاحت في الأفق بارقة أمل لاحتمال التوصل لاتفاق يفضي لتسوية سياسية تنهي أزمة الحرب المستمرة منذ نحو عامين في اليمن.

وبدا أن الرياض اتفقت مع الحوثيين على إجراءات لبناء الثقة، تضمنت تبادل أسرى وتهدئة على الحدود السعودية اليمنية، وانحساراً للغارات الجوية على صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.

وجرت عملية التفاوض على نحو مباشر بين الطرفين، وفي الأراضي السعودية، في خطوة غير مسبوقة منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم في (مارس/ آذار) من العام 2015م.

وسعت قيادة قوات التحالف العربي في اليمن، إلى التقليل من شأن هذه المباحثات، معتبرة أنها "وساطة قبلية"، إلا أن الإعلان عن هذه الخطوات عزز الآمال بشأن فرص التسوية بعد الجمود الذي طبع على مدى شهور مفاوضات رعتها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية.

وتزامنت هذه الخطوات مع تغير لافت في مواقف قيادات من جماعة الحوثي، تجاه إيران الحليف التقليدي للجماعة، والمحررك الرئيسي للاضطرابات في المنطقة من وجهة النظر السعودية.

وطلب القيادي في جماعة الحوثيين، يوسف الفيشي على حسابه على موقع "فيسبوك" المسؤولين الإيرانيين بالبقاء بعيداً عن الصراع اليمني.

وجاء في ما كتب الفيشي: "كفى مزايدات واستغلالا، على المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بإيران السكوت وترك الاستغلال والمزايدات بملف اليمن"، ولاقى هذا الموقف ترحيباً من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي وصفه بـ"الإيجابي".

ولم تقف تصريحات الحوثيين أو المقربين منهم الداعية إلى التعاون مع السعودية ووقف تدخلات طهران في اليمن، عند هذا الحد، بل تحدث المرجع الديني المقرب من الحوثيين والمقيم في قم، عصام العماد، على صفحته على "فيسبوك"، عن "إمكانية قبول الهدنة والصلح والسلم مع السعودية"، ليبدو وكأنه إضفاء سريع للدعم الديني لتواصل الحوثيين مع السعودية في محاولة لوقف الحرب.

وتأتي هذه التطورات في ظل تضارب التكهنات حول موقف الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، الحليف الرئيسي للحوثيين من المفاوضات.

وظهرت خلال الأشهر الماضية مؤشرات على خلافات بين الطرفين، دفعت كثيرين إلى التنبؤ بقرب تصدع جبهة المتمدرين في اليمن.

وتعترف السعودية بالحوثيين، وتقول إنها لا تهدف للقضاء على جماعتهم أو عزلها عن الحياة السياسية، شريطة أن تنأى بنفسها عن إيران وتلعب دورها ضمن إطار الدولة و"الشرعية" في اليمن.

لكن متابعين ومحللين شككوا في جدية الحوثيين وقدرتهم على اتخاذ قرارات لا تحظى بتأييد من إيران.

ويقول الخبير في شؤون الحركات الشيعية أسامة اشحادة في حديث لـ"إرم نيوز": "إن الاستراتيجية السياسية الشيعية، عودتنا على الحذر والتأني، لما تتميز به من خداع وشراء للوقت عبر المفاوضات، من أجل تحقيق أهدافها ومخططاتها في المنطقة، معتمدين بذلك على التقية".

واستبعد شحادة أن "يتخذ الحوثيون قرارهم المتوقع بإيقاف الحرب في اليمن من جانبهم، بعيداً عن إيران"، داعياً إلى "انتظار موقف رسمي من طرف قيادة التحالف العربي لبناء وجهة نظر واضحة واتخاذ موقف صريح مما يحدث في اليمن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com