السفير التركي بأبوظبي: رجال الأعمال لعبوا الدور الأهم في استعادة العلاقات بين الإمارات وتركيا
السفير التركي بأبوظبي: رجال الأعمال لعبوا الدور الأهم في استعادة العلاقات بين الإمارات وتركياالسفير التركي بأبوظبي: رجال الأعمال لعبوا الدور الأهم في استعادة العلاقات بين الإمارات وتركيا

السفير التركي بأبوظبي: رجال الأعمال لعبوا الدور الأهم في استعادة العلاقات بين الإمارات وتركيا

تحدث توجاي تونشير سفير تركيا لدى الإمارات في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، عن تطور العلاقات بين بلاده ودولة الإمارات خلال الفترة الأخيرة والتي تشهد ازدهارًا، وزيارات، كسرت الجمود السياسي بين البلدين.

وتناول السفير تونشير خلال حديثه المصور، تأثير التقارب بين الإمارات وتركيا على المنطقة ومستقبله، وكيفية تغلب الجانبين على الأزمة في العلاقات، والحفاظ على روابطهما الاقتصادية، كما أكد أهمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مستعرضًا جانبًا من حجم التبادل التجاري خلال الفترة الأخيرة.



وفيما يلي نص المقابلة مع السفير التركي في أبوظبي:

ما انطباعكم حول زيارة الرئيس أردوغان إلى أبوظبي، وكيف تقيّمون المرحلة الجديدة في العلاقات بين البلدين؟

زيارة رئيسنا إلى الإمارات العربية المتحدة هي في الحقيقة زيارة تاريخية، وقد سبقتها سلسلة من الزيارات، ففي أغسطس الماضي، زار الشيخ طحنون بن زايد تركيا، وكانت الزيارة الأولى التي كسرت الجمود السياسي بين البلدين، أعقبتها زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى أنقرة، وقد تضمنت محادثات شاملة، ثم جاءت زيارة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتلتها كذلك زيارة رئيس البرلمان التركي، وأخيرًا كانت زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أبوظبي، وكل هذه الزيارات المتبادلة، والتي كانت على أعلى مستوى، أكدت انتهاء مرحلة الركود السياسي بين البلدين، وبداية حقبة جديدة.

تم خلال تلك الزيارات التوقيع على العديد من الاتفاقيات، سواءً خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد لتركيا، أو زيارة الرئيس أردوغان إلى أبوظبي، والتي تم التوقيع خلالها على 13 اتفاقية، وهذه الاتفاقات كانت في مجالات متعددة، منها الثقافة، والصحة، والاقتصاد، والنقل، وغيرها من المجالات الكثيرة التي تساهم في استعادة علاقات أقوى مما كانت عليه في السابق، وتعزيزها أكثر، وهذا ما ترجمته الاتفاقيات، ومن ناحية أخرى، أظهرت هذه الزيارات حفاوة الاستقبال في البلدين، ومدى عمق العلاقات بينهما.

لاشك أنكم تابعتم وقائع زيارة الرئيس أردوغان، الأسبوع الماضي، ومن هنا نشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على حفاوة الاستقبال، لقد أضاؤوا الأبنية، واكتسى برج خليفة بالعلم التركي، كما تم عزف نشيدنا الوطني هنا، وهذه اللفتة الكريمة أظهرت قبول الشعبين لبعضهما البعض، والود المحبة اللذين يجمعانهما، وتلقينا في السفارة اتصالات وتبريكات كثيرة من الناس.

وكان الوضع الذي يتوق إليه الشعبان هو أن تصبح العلاقات بين البلدين على هذا النحو، وقد تحقق ذلك بالفعل من خلال الزيارات المتبادلة.

كيف سيؤثر التقارب بين البلدين على المنطقة، وكيف ترون مستقبله؟

مستقبل هذين البلدين واضح جدًا، لأن أهدافهما مشتركة، وكما تعلمون فإن بعض الدول قد تكون علاقاتها غير مستقرة، أما تركيا والإمارات فيجب أن تكون علاقاتهما ثابتة بحكم انتمائهما لذات المنطقة، والأهم من ذلك أن كلتا الدولتين تريدان السلام والاستقرار لهذا الإقليم، وهذه هي الميزة الإستراتيجية في هذه العلاقة.

ولهذه الأسباب، فإن التعاون المشترك بين البلدين سيمكنهما من الوصول إلى الكثير من أهدافهما، وتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة، وهذا لاينحصر على منطقتنا فقط، بل يشمل أيضًا مناطق أخرى، بما في ذلك أفريقيا، والقوقاز، و آسيا الوسطى.

وأثناء الزيارات تم التطرق إلى ما يمكننا فعله معًا من أجل هذه المناطق، وإلى أين يمكننا الوصول من خلال العمل المشترك، وفتح المزيد من آفاق التعاون بين البلدين، وسترون ذلك خلال الأيام والأشهر المقبلة.

كيف نجحت الإمارات وتركيا في الحفاظ على علاقتهما الاقتصادية رغم الأزمة السابقة؟

في البداية لا أقول إنها كانت أزمة بل ركودًا، لقد كان هناك فعلًا ركود في العلاقات بين البلدين، وقد استمر ذلك الركود طويلًا، وخلال تلك الفترة لم تتأثر العلاقة الاقتصادية، وقد لاحظنا ذلك، وفي الأخير كلا البلدين لديه "سوق حرة"، فدبي تطمح لأن تصبح مركزًا ماليًا عالميًا، وقد نجحت في ذلك.

وفي حالات كهذه يكون من الخطأ الخلط بين العلاقات الاقتصادية والسياسية، وفي الحالة التركية الإماراتية لم يتم ذلك.

ولم يكتفِ رجال الأعمال الأتراك بتمرير الرسائل الإيجابية فقط، وبغض النظر عن سياستنا، قلنا لدبي نحن نقبلكم، وعلى هذا النحو واصل رجال الأعمال الأتراك الأمر.

لقد أثبت رجال أعمالنا قدرتهم على العمل هنا، وضخ استثمارات أكبر، وفي هذا الإطار نشكر دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبالمثل حصل ذلك في تركيا في نفس الفترة، إذ كانت الاستثمارات الإماراتية في تركيا كبيرة جدًا، وكذلك وارداتها، نحن أيضًا لم نخلط بين العلاقات الاقتصادية والعلاقات السياسية.

وبهذه الطريقة عادت العلاقات بين البلدين بشكل أقوى من السابق، وكما قلت فقد لعب رجال الأعمال الدور الأهم في استعادة هذه العلاقات، وسنعمل على تقويتها، والمضي بها قُدمًا، يدًا بيد مع رجال أعمالنا، ومسؤولينا، وسفارائنا.

ما أهمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين والاتفاقيات الموقعة بينهما، وكذلك حجم التبادل التجاري؟

حجم التبادل التجاري بين البلدين كبير جدًا، وإن كان ما زال أقل مما يجب أن يصل إليه، إذ يقدّر اليوم، بنحو 8 مليارات دولار، وتُعد الإمارات شريكنا التجاري الأول من بين دول الخليج، والثاني بين الدول العربية.

وفي الحقيقة هذه الأرقام مهمة جدًا، فالإمارات تتصدر دائمًا مراكز عالية في حجم الاستثمارات، وخلال الزيارة الأخيرة تم بحث زيادة حجم الاستثمارات، وناقشنا أيضًا المجالات والقطاعات التي يمكن أن تشهد ضخ استثمارات أكبر.

ونتطلع إلى أن تكون أرقام الاستثمارات 10 مليارات دولار أو 15 مليار دولار، والانتقال بها إلى مستوى متقدم، وبالفعل هناك زيادة مستمرة في أرقام الاستثمارات حاليًا، ويمكن ملاحظة ذلك.

وفي هذا الإطار، ماذا يجب على الدولتين القيام به؟ هو تهيئة البيئة المناسبة لرجال الأعمال لضخ استثماراتهم، والقيام بأعمالهم التجارية، وتوقيع اتفاقياتهم بشكل مرن وسهل.

وهذا ما يحدث الآن، حيث يقوم البلدان بخلق الظروف والبيئة المناسبة لرجال الأعمال ليقوموا بدورهم، ويشمل ذلك مجالات الصحة، والنقل.

ونشير هنا إلى توقيع اتفاقية مهمة في مجال النقل، لأن هذا القطاع عانى من بعض المشاكل التي سببها عدم الاستقرار في المنطقة، وفاقمتها أزمة كورونا.

ومن أجل تطوير ذلك، يتم إجراء بعض الأبحاث لفتح قنوات نقل وممرات جديدة بين تركيا والإمارات.

ولن تؤدي مشاريع النقل هذه إلى ربط الإمارات وتركيا ببعضهما البعض فقط، بل ستساهم بربط تركيا بدول الخليج، وفي المقابل ستساهم بربط باقي دول الخليج بالقارة الأوروبية عن طريق الإمارات.

وهذا مهم جدًا بحد ذاته، وقد بدأنا بإجراء دراسات فنية حول هذا المشروع، وفي القريب العاجل -إن شاء الله- سنتمكن من خلق ممرات نقل بين الإمارات وتركيا، ستُمكن من نقل التجارة بشكل أسرع وبأقل التكاليف، وسنتخذ خطوات أبعد من ذلك مستقبلًا.

وخلال الزيارة كانت هناك مفاوضات بشأن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين المعروفة بـ"جيبا"، وهي اتفاقية مهمة للغاية، وقد شرحنا الخطوات التي يجب أن نبدأ بها.

وسيؤدي هذا إلى تكثيف الأنشطة الاقتصادية بين البلدين، وتسهيل الدعم لها، وهناك أهمية لمجال الصحة، والتعاون المشترك في هذا المجال أمر مفيد للبلدين.

وبالنسبة للتعاون المشترك في مجال الصناعات العسكرية، فإن لدينا في تركيا إمكانيات كبيرة في مجال الصناعات الدفاعية، وكان هناك معرض للصناعات العسكرية في أبوظبي وقد قمت بزياته، ورأيت الكثير من الشركات التركية هناك، والحضور التركي في هذا المعرض هو أمر مهم.

وليس الأمر فقط عملية "بيع وتصدير" بل هناك شراكات في العمل، والاستثمار، والإنتاج، ونقل التكنولوجيا، وغيرها من الأشياء التي نعمل عليها، وفي هذا الإطار وقعنا اتفاقيات مهمة حول الصناعة والتكنولوجيا، وبهذا النمط سنتمكن من تعزيز علاقاتنا إلى مستوى أفضل.

كلمة أخيرة

أشكركم جدًا على إتاحة هذه الفرصة لي، لقد أتيت إلى أبوظبي منذ 9 أشهر، وبدأت مزاولة عملي في شهر مايو الماضي، ومنذ جئت إلى هنا وحتى الآن وأنا أرى الأشياء الإيجابية، أرى شعبًا ودودًا يحب الأتراك، ويحب الأكلات التركية، والمسلسلات التركية، والموسيقى، ما أعطانا الدافع والشجاعة، لاتخاذ خطوات مهمة لتعزيز العلاقات، ولهذا نقدم كامل الشكر لشعب الإمارات وحكومتها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com