من هو السياسي الكويتي مبارك الدويلة؟

عاد السياسي الكويتي مبارك الدويلة، إلى إثارة الجدل مجددا، بعد أن ارتبط اسمه هذه المرة بتسجيلات صوتية مسربة ومنسوبة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ليعيد للأذهان أحداثا جدلية سابقة ارتبط اسمه فيها.

ولد مبارك فهد علي فهد الدويلة الرشيدي في محافظة الفروانية عام 1954، ودرس في مدارس البلد الخليجي قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الهندسة الميكانيكية ويتخرج في إحدى جامعاتها.

لكن ذلك التخصص الهندسي لم يكن الجانب الأبرز في حياة الرجل الذي انخرط في وقت مبكر من حياته في العمل السياسي، ببلد يمتلك صحافة حرة وجريئة ولديه مجلس أمة منتخب يمثل البرلمان وفق المفاهيم السياسية الغربية.

عُرف الدويلة كأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الكويتية التي كانت جزءا من التنظيم الدولي للجماعة السياسية الدينية، قبل أن يتخلى الفرع الكويتي كما يقول الدويلة ذاته عن التنظيم بسبب موقفه من غزو العراق للكويت في تسعينيات القرن الماضي.

بعد الغزو وتحرير البلاد، تحول إخوان الكويت إلى مسمى جديد لتنظيمهم، هو الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) التي لا تزال تستلهم فكر جماعة الإخوان، لكنها مستقلة عنها تنظيميا، وظل الدويلة أحد أبرز أعضائها.

أصبح الدويلة عضوا في مجلس الأمة الكويتي للمرة الأولى في حياته السياسية، عام 1985، قبل أن يفوز في دورات لاحقة ويخسر إحداها، فيما لا يزال مواظبا على الظهور في وسائل الإعلام والكتابة في الصحافة المحلية.

وبينما يشكل السجال السياسي جزءا من حياة الكويتيين، حيث خلافات الحكومة ونواب مجلس الأمة المستمرة، فإن مبارك الدويلة تميز عن زملائه النواب بمواقف سياسية تتجاوز حدود بلاده؛ ما أثار ضده انتقادات ومحاكمات خارجية بتهمة التدخل في شؤون دول أخرى.

فقد قادت مواقف سياسية وتصريحات إعلامية للدويلة، الرجل لمواجهة حملة انتقادات واسعة من قبل دول مجاورة تتهمه بالتحريض ضدها أو الإساءة إليها.

وورد اسم الدويلة في التسجيلات الصوتية التي ينشرها المعارض القطري خالد الهيل من مقر إقامته في لندن، إذ نسب إحدى تلك التسجيلات للدويلة والقذافي وهما يتحاوران حول خطط الزعيم الليبي لإثارة القلاقل في السعودية التي كان يعاديها.

ولم تنته القضية عند هذا الحد، فقد أكد الدويلة أنه التقى القذافي بالفعل، لكنه قال إن اللقاء كان بعلم حكومة بلاده، وإنه أبلغ أمير البلاد الشيخ صباح الصباح بما دار فيه، قبل أن يتوجه للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكان حينها اميرا لمنطقة الرياض، ويبلغه بخطط القذافي.

غير أن النفي لمزاعم الدويلة تلك، ورد من البلدين، إذ نفى الديوان الأميري صحة ما قاله النائب السابق، وهو ما نفاه -أيضا- مدير مكتب الملك سلمان عندما كان اميرا للرياض، عساف بن سالم أبو اثنين.

لا يقتصر الجدل المحيط بالدويلة على كل تلك المحطات، فهو يواجه اتهامات بالانحياز لقطر في الأزمة الخليجية الحالية التي تتخذ منها بلاده، موقفا محايدا، فيما تثير مواقفه الموالية للسياسة الخارجية التركية، انتقادات جديدة مع تعارض موقف أنقرة مع مواقف دول الخليج المجاورة لبلاده.