تحليل: انهيار اليمن يلحقه بالنموذج الصوماليتحليل: انهيار اليمن يلحقه بالنموذج الصومالي

تحليل: انهيار اليمن يلحقه بالنموذج الصومالي

أفردت صحيفة "إسرائيل اليوم" الصادرة صباح الأحد، مساحة كبيرة لمتابعة التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة اليمنية. وقالت الصحيفة العبرية أن انهيار اليمن يضعه في مصاف الدول العربية التي سبقته، مثل ليبيا، وسوريا، والعراق، وهي دول انضمت بدورها إلى النموذج الصومالي، بحسب وصفها.

كما أضافت أن هذا الانهيار يعتبر "نذيرا سيئا للغاية للرئيس الأمريكي باراك أوباما". وبحسب بوعاز بيسموت، محلل الشؤون العربية بالصحيفة: "كانت السلطة اليمنية حلقة مهمة للغاية في الحرب على الإرهاب، ولكنها لم تتمكن من السيطرة على مقاليد الأمور بعد إجبار الرئيس المخضرم علي عبد الله صالح على الرحيل عام 2012"، واصفا إياه بأحد ضحايا ربيع الشعوب العربية.

وأضاف بيسموت أن خليفته المدعوم من واشنطن، الرئيس عبد ربه منصور هادي، أُجبر يوم الخميس الماضي على الاستقالة، في أعقاب سيطرة الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران على البلاد.

وأضاف أن "الفراغ اليمني يعتبر رسالة غير مريحة لملك السعودية الجديد، الذي يرى أن واشنطن في عهد أوباما، تفشل مجددا في حماية حلفائها، وفي المقابل تنجح إيران في غرس "إسفين" في دولة عربية أخرى، ويتعاظم نفوذها في المنطقة، على الرغم من الضغوط المزعومة ضدها".

وبحسب الصحيفة، كان اليمن مركزا أساسيا لتنظيم القاعدة الإرهابي، وأنه من الصعب تصور الأحداث القادمة بعد صعود المليشيات الشيعية الحوثية المقربة من إيران، وكيف أن ما كان خيالا بات حقيقة على الأرض.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "دول الخليج بقيادة السعودية، التي تخشى امتداد النفوذ الإيراني، لديها أسباب وجيهة لهذا القلق، وبخاصة وأن الأمر بات يتعلق بمضيق باب المندب، الذي يحمل أهمية إستراتيجية. وأنه الآن قد يسقط إما في قبضة إيران أو تنظيم القاعدة". وطبقا لمحلل الشؤون العربية بالصحيفة، "لا يوجد سيناريو أكثر رعبا من هذا السيناريو بالنسبة لأوباما، الذي طالب عام 2008 بتشكيل عالم جديد أكثر أمنا".

ولا يوجد شك، بحسب الصحيفة، في أن إدارة أوباما منشغلة اليوم بالمشهد الإيراني، وأنها مضطرة لممارسة ضغوط على طهران بشأن برنامجها النووي. وفي المقابل، "تمددت الأذرع الإيرانية في العراق وفي سوريا ولبنان، واليوم في اليمن". كما أضافت الصحيفة العبرية أن طهران "نجحت في بلبلة إدارة أوباما، فهي من جانب تقف معه في نفس الجبهة، وتواجه جهاديي القاعدة وداعش، ولكنها على النقيض تحمي نظام الأسد، ولم تتخل عن حلمها النووي".

ويحمل اليمن بالنسبة لواشنطن أهمية استراتيجية من الدرجة الأولى في الحرب على الإرهاب، وقبل أربعة شهور فقط أعلنت إدارة أوباما أن شراكتها مع النظام اليمني بقيادة الرئيس منصور، تعتبر نموذجا للنجاح الذي تحققه في المنطقة. وتتساءل الصحيفة: "هل يحتمل أن واشنطن لم تفهم ما يحدث على الأرض، مثلما حدث في الدول الأخرى؟". ويعتقد بيسموت أن ثمة الكثير من الأسباب التي تدفع دولا مثل مصر والأردن والسعودية، لرؤية النفوذ الإيراني وقد توقف عن التمدد.

نجاح استراتيجي لنظام آية الله الإيراني



وفي تحليل آخر، كتب عومير دوستري، في الصحيفة ذاتها، أن نجاح الحوثيين في السيطرة النهائية على العاصمة صنعاء، واستقالة الرئيس اليمني، يشكل نجاحا إستراتيجيا كبيرا لنظام آية الله في طهران، وهو النجاح الذي ينضم لسلسلة نجاحات إيرانية أخرى في العراق، أو في الملف النووي. وأضاف دوستري، أنه "طوال عقد من الزمان، يعيش اليمن على وقع صراعات قبلية ودينية ضارية، تهدف إلى تغيير هوية البلاد. وأن أحداث الربيع العربي لم تترك اليمن بعد أن تسببت في إقصاء الديكتاتور علي عبد الله صالح" بحسب وصفه.

ويضيف الكاتب، أن تلك الأحداث تركت خلفها حالة من عدم اليقين أو الاستقرار، وزادت من حجم الفجوة المتأصلة هناك. كما أضاف أن "الطموح الاستعماري الإيراني الشيعي في آسيا وفي الشرق الأوسط وأفريقيا، بات واضحا للعيان، ونجح في ترسيخ أقدامه في اليمن، التي تعتبر بالنسبة له قاعدة جيواستراتيجية هامة، لمد نفوذه في الشرق الأوسط".

وبحسب الكاتب، سوف تعني سيطرة إيران على اليمن، "السيطرة على خليج عدن، وبذلك يمكنها أن تحدد من يدخل إلى البحر الأحمر ومن يخرج منه. كما أن اليمن تحت السيطرة الإيرانية سيصبح (كماشة) على السعودية، أكبر أعداء إيران، وبخاصة وأن شمال السودان من جانب آخر يعتبر من حلفاء نظام آية الله الإيراني".

ويشير دوستري إلى أن معنى سيطرة الحوثيين عمليا من الناحية الإستراتيجية، هو "إحتلال إيران لليمن"، وأن الواقع الجديد "سيتيح لإيران تصدير الثورة الشيعية إلى مناطق شاسعة للغاية ودول كثيرة، وبخاصة في أفريقيا. كما أن السيطرة الإيرانية البحرية سوف تمنع السعودية من إحباط عمليات تهريب السلاح الإيراني إلى الحوثيين في اليمن، أو للنظام الحاكم في السودان الشمالي".

تجدر الإشارة إلى أن هذه التحليلات، وغيرها من التحليلات الإسرائيلية الأخرى فيما يتعلق بالشأن العربي، لا تعني أنها تبدي اهتماما باليمن أو تحرص على مصالحه بشكل استثنائي، ولكنها في الغالب تبحث عن المصلحة الإسرائيلية، وبخاصة وأن هناك الكثير من التحليلات والدراسات الإسرائيلية السابقة، والتي وضعها خبراء عسكريون وسياسيون، كانت تبدي ارتياحا، وتسرد المكاسب من وراء الفوضى التي يشهدها العالم العربي، ومن ذلك انشغال تلك الدول بشؤنها الداخلية، وتبدد المخاطر المحدقة بإسرائيل، بحسب وصفهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com