قمة مصرية قطرية مرتقبة تطوي صفحة الخلاف
قمة مصرية قطرية مرتقبة تطوي صفحة الخلافقمة مصرية قطرية مرتقبة تطوي صفحة الخلاف

قمة مصرية قطرية مرتقبة تطوي صفحة الخلاف

يترقب الكثير من الخبراء والمراقبين قمة مصرية قطرية منتظرة في الرياض برعاية سعودية، إذ يرون أنها ستدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين القاهرة والدوحة.

وبدأت مؤشرات إعادة الدفء للعلاقة المصرية القطرية مع مبادرة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي دعا البلدين لتوطيد العلاقات التي توترت في أعقاب عزل الرئيس المصري محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، عن السلطة.

وكرست القمة الخليجية الأخيرة في الدوحة لمثل هذه المصالحة سواء داخل البيت الخليجي الذي عانى من خلافات لأشهر، أو على صعيد التقارب مع مصر.

وكان اللقاء الثلاثي الذي جمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري والمبعوث الخاص لأمير قطر محمد بن عبد الرحمن، شكل نقطة تحول في مسار العلاقات المضطربة بين مصر وقطر التي رفضت "ثورة 30 يونيو" ووصفتها بالانقلاب، فضلاً على استضافة الدوحة لقادة جماعة "الإخوان"، ومؤازرتهم إعلامياً.

ولا تكمن أهمية القمة المنتظرة، التي ستجمع بين السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في طي صفحة الخلاف بين البلدين فحسب، وإنما ستسهم في تغيير المشهد السياسي في المنطقة.

ويرى مراقبون أن اتفاق دول الخليج مجتمعة مع مصر سيلعب دورا في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، كما سيفتح الباب أمام حلول سياسية لملفات راحت تتعقد مثل الملف السوري واليمني والعراقي والليبي.

مقايضة سياسية..!!

وشكلت حدة الانتقادات الإعلامية المتبادلة بين مصر وقطر، سواء في قناة الجزيرة القطرية أو القنوات المصرية المختلفة، عقبة رئيسة أمام أي تقارب، ومن هنا يركز الجانبان على وقف هذه الحملات التي نجحت في تأجيج الخصومة.

وترجمت نبرة التصالح عمليا مع تخفيف في لغة التصعيد من قناة "الجزيرة"، وخاصة من "الجزيرة الدولية" التي اتهمتها القاهرة بالمسؤولية عن تشويه صورة مصر وتنفير السياح من زيارتها، ما زاد في تدهور الاقتصاد المحلي.

وشكت السلطات المصرية مرارا من تغطية قناة الجزيرة للحدث المصري، فهي ركزت على المظاهرات المناهضة للسيسي، واستقطبت الكثير من الاسماء المعارضة للنظام الذي تصفه بـ "سلطة الانقلاب"، ناهيك عن رسائل الإساءة للسيسي والتي تظهر في شريط قناة "الجزيرة مباشر ـ مصر".

وتفيد مصادر أن مصر ستطالب الدوحة بالتوقف عن دعم الميلشيات الليبية بالأموال أو صفقات السلاح، على اعتبار أن استمرار حالة الفوضى في ليبيا يهدد الاستقرار الأمني في مصر، فضلاً عمّا يشكله من تدخل في الأمن القومي المصري.

وفي ظل التصعيد على الجانب التركي الذي يدعم الإخوان، فإن مصادر تقول أن القمة ستركز على تفاهم يقضي بأن تكون العلاقات القطرية ـ التركية بعيدة عن مصر، إذ على الدوحة الاهتمام بمصالحها فقط، لكن بشرط أن تساند قطر أي موقف مصري في المحافل الدولية بعيداً عن السياسة التركية المعادية للسيسي.

وكان أمير قطر زار الاسبوع الماضي أنقرة ووقع مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عدة اتفاقات، كما تعهد الطرفان بالعمل على رفع حجم التبادل التجاري بين بلديهما.

ومن النقاط التي ستبقى عالقة وتحتاج للمزيد من التفاوض، وفقا لمراقبين، هو طرد باقي قيادات الإخوان من قطر وتطبيق قانون تبادل المجرمين والمطلوبين للقضاء.

وفي مقابل كل ذلك، ستقدم القاهرة عدة تنازلات، من بينها التغاضي عمّا وصفتها بـ"تجاوزات قطرية للمبادرة السعودية خلال الأسبوعيين الماضيين".

كما اقدمت مصر فعليا على ما يمكن وصفه بـ "تنازل" من جانب القاهرة، فمع أن دوائر صناعة القرار في مصر كانت تتحفّظ على لقاء السيسي مبعوث الأمير القطري، فإن الرئيس المصري تمسّك باللقاء باعتباره بادرة حسن نية من مصر تجاه قطر، فضلاً عن أنها تقدير للمبادرة السعودية، وكي لا يؤخذ الرفض على أنه وضع للعصا في الدواليب.

شكوك

في غضون ذلك، أفادت صحيفة "نيويوك تايمز" أن التوترات المستمرة بين قطر وجيرانها تثير تساؤلات بشأن قدرة الدول الخليجية على إيجاد استجابة متماسكة لعاصفة الأزمات التي تعصف بالمنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن الخلاف الأساسي يكمن في دعم قطر للإسلاميين في المنطقة، ولا سيما "الإخوان"، وهو ما تعتبره السعودية والإمارات، إضافة إلى مصر، تهديداً لأمن الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها أن قطر "نادراً ما تتزحزح" عن مواقفها.

وفيما يتعلق بقناة الجزيرة أفادت مصادر قطرية، أن "السياسة التحريرية لقناة الجزيرة مستقلة"، لذلك "يجب على الدول الأخرى عدم خلق قضايا سياسية، فقط لأنه توجد قناة تبثّ ما يحدث".

رغم هذه الشكوك، فإن المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف قال إن "بلاده تأمل في أن تشهد الأيام المقبلة خطوات إيجابية لتفعيل مبادرة السعودية لدعم التوافق مع قطر، بحيث تظهر نتائجها من خلال واقع ملموس على الأرض، بالإضافة إلى تطلع القاهرة إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي".

من جانبه قال المبعوث الخاص لأمير قطر، إن "لقاءه بالسيسي، تناول مواضيع أولية والأسباب التي أدت إلى الخلاف، وستتبع هذا اللقاء لقاءات أخرى لبحث سبل كيف نزيل هذه الخلافات والشوائب".

وأضاف المبعوث في تصريحات صحفية نقلتها جريدة العرب القطرية "ستكون هناك خطوات من كلا الدولتين لتوطيد العلاقات وإعادتها".

وبشأن ما يتردد عن وجود شخصيات معارضة للنظام المصري في الدوحة، قال المسؤول القطري إن بلاده "كانت وما زالت تتبع سياسة الباب المفتوح، وترحب بجميع الضيوف"، موضحا "في حال ممارسة العمل السياسي، فإن أنظمة الدولة لا تسمح بذلك، والإخوة المعارضون الذين تستضيفهم دولة قطر مرحب بهم، طالما لا يمارسون العمل السياسي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com