الحويج يربط استقرار ليبيا بنزع سلاح الميليشيات وطرد المرتزقة
أكد وزير الخارجية الليبي، عبد الهادي الحويج، أن الاستقرار في ليبيا لا يتحقق إلا من خلال نزع سلاح الميليشيات، وإخراج المرتزقة، والقوى الأجنبية، واستعادة الثقة بين الأطراف السياسية في البلاد، وفق "موند أفريك" الفرنسي.
وقال "الحويج" الذي يزور باريس، خلال مقابلة مع موقع "موند أفريك"، إن الوضع في ليبيا "معقَّد"، معتبرًا أن البلاد لم تشهد في تاريخها هذه الدرجة من الانقسام والتشرذم على جميع المستويات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وأضاف "الحويج" المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي لا تزال مؤجلة إلى موعد لاحق نظرًا للوضع المعقَّد في ليبيا: "نأمل أن تكون الانتخابات هي الحل، ومن المؤكد أن الانتخابات ليست عصا سحرية، بل هي أداة مهمة للتعبير عن إرادة الشعب الليبي بعد العقد المظلم الذي عانى فيه شعبنا كثيرًا".
وحول فشل كل المحاولات والمؤتمرات الدولية السابقة في حل المشكلة الليبية، قال الحويج إن "جميع المحاولات باءت بالفشل لأن المصالح الإقليمية والدولية للقوى المختلفة لا تتوافق مع بعضها بعضًا.. وللأسف، تم اغتصاب القرار الليبي، واستلام الملف الليبي من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية التي سيطرت على المشهد السياسي الليبي، لكننا، اليوم، نعتقد أن هناك إرادة ورؤية جديدة لحل الأزمة الليبية".
واعتبر الوزير أنه لا يمكن لليبيين أن يحلوا الأزمة بأنفسهم "لأن هناك أزمة ثقة بينهم، وقد تقاتل الليبيون فيما بينهم، ووصل الانقسام في بعض الأحيان إلى ذروته، حتى داخل الأسرة أو المدينة".
وأكد أنه "ليس هناك فائز أو خاسر، فكلنا خاسرون في بلد يئن تحت وطأة الأذى والحزن والألم، وكلنا نستفيد في بلد يستطيع فيه الجميع المساهمة في المؤسسات والتمتع بالحقوق والمواطنة، إذ إن بوصلتنا ووجهتنا وهدفنا واحد، اسمه ليبيا"، وفق تعبيره.
وحول أهم المبادرات التي سيطرحها إذا فاز بالرئاسة الليبية، قال الحويج إن من أوعد هذه المبادرات "إعادة بناء المؤسسات، وإعادة الثقة بين الليبيين، وإرساء دولة القانون والمؤسسات والمواطنة، بالإضافة إلى تحول النموذج الاقتصادي الليبي للانتقال من الاقتصاد الريعي إلى تنويع مصادر الدخل في ليبيا"، وفق ما أورده الموقع.
وأكد الوزير الليبي ضرورة إرساء "قانون يوحد جميع الليبيين، ولا يفرق بين قبائل، ولا بين هذه المنطقة ولا تلك، فالليبيون عائلة واحدة، وعلينا أن نعزز القانون والمواطنة، والحريات، والتنمية، والتعليم، ومكافحة كل من الفساد، والجهل، والفقر".
وقال: "يجب علينا أيضًا أن نستعيد الدولة حتى تنهض وتستعيد كرامتها ووحدتها، مع احترام الجميع، خاصة الشباب والنساء، ومع الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك ضحايا الحرب من كل جانب"، متمنيًا أن تكون ليبيا واحة التقدم والأمن والاستقرار والتنمية والنهضة والمستقبل، في الشرق كما في الغرب، وفي الشمال كما في الجنوب، وفق "موند أفريك".
ونقل الموقع عن "الحويج" قوله فيما يتعلق بترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات المقبلة: "أعتقد أنها نقطة إيجابية تهم المجتمع الليبي لأنها تثبت أنه مجتمع متصالح حتى مع النظام السابق".
المصدر: موقع "موند أفريك" الفرنسي
