هل خرج قرار اجتياح رفح من يد نتنياهو؟
شنَّ قائد عسكري إسرائيلي سابق هجومًا حادًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية الأزمة التي تسبب بها مع الإدارة الأمريكية بشأن قضية اجتياح مدينة رفح.
وذكر المسؤول أنه على عكس ادعاءات نتنياهو، فإن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه تنفيذ عمل بري في رفح إذا قال البيت الأبيض "لا"، وفق ما أورده موقع "واللا"، اليوم الأحد.
الموقع نقل تصريحات اللواء (احتياط) نِمرود شيفر، القائد الأسبق لشعبة التخطيط التابعة لهيئة الأركان العامة، والتي لم يدخر خلالها هجومًا على نتنياهو وحكومته.
وأشار شيفر إلى أن رئيس الوزراء "يتحدى البيت الأبيض مع علمه أن إسرائيل لن تحارب حين يقول لها (لا)، بما في ذلك في لبنان".
واتهم رئيس الوزراء بأنه "حوَّل إسرائيل، خلال 5 أشهر، إلى بلد منبوذ (قال بلد يعاني من الجذام)"، مضيفًا: "الأمريكيون لا يبيعون لنا الذخائر".
ولفت إلى أنه "لو عارضت واشنطن عملية رفح، فإن إسرائيل لن تقاتل في رفح"، مضيفًا أنه كان بمقدور إسرائيل شن هجوم بري على رفح فقط في الأسابيع الأولى من حرب "السيوف الحديدية"، واستطرد قائلًا: "لم تعد تلك الفرصة بأيدينا".
عمليات صغيرة في رفح
وأردف أنه "من المرجح أن ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات صغيرة مستهدفة (في رفح)، لكن من غير الممكن تنفيذ عمليات في غزة تشبه تلك التي نُفِذَت خلال الشهور الأولى من الحرب، طالما يرفض الأمريكيون ذلك".
كما لم تسلّم الحكومة الإسرائيلية من هجوم شيفر، بشأن إدارتها للحرب، من زاوية ردود الفعل الدولية، وقال إن أكبر الأزمات التي تسببت بها تلك الحكومة مع واشنطن تتعلق بالحرب البرية المحتملة في رفح.
وانتقد بشدة استخدام نتنياهو ومسؤولين آخرين تعبيرات مثل "سنحارب في رفح رغم أنف الأمريكيين".
ورأى أن تلك الكلمات جاءت "من أجل إرضاء ناخبي اليمين، ولا مكان لها على أرض الواقع".
وعاب على نتنياهو وحكومته إهدار فرصة التأييد الدولي في مستهل الحرب، مضيفًا أن الرد بكلمات حادة على الأمريكيين أكبر بكثير من "إعلان التحدي" على البيت الأبيض، وأن نتنياهو يعلم خطورة الأمر، ويصر على توجيه رسائل "كاذبة".
هل فوتت إسرائيل الفرصة؟
وأعرب عن قناعته بأن قادة الجيش الإسرائيلي "يدركون هذا جيدًا (استحالة الحرب في ظل رفض واشنطن)، وأن الجيش لا يمكنه أن يحارب طالما يعارض الأمريكيون ذلك".
وبيَّن أنه "في ظل الوضع الراهن، فإن مسألة الحرب في الشمال ضد حزب الله غير مطروحة على الطاولة أيضًا".
وقدَّر أن إسرائيل فوتت فرصة تحقيق أهدافها في غزة ولبنان خلال الشهور الأولى من الحرب، "وقت أن كان التأييد الأمريكي والأوروبي قويًا، إلا أن نتنياهو حوَّل إسرائيل إلى بلد مصاب منبوذ".
وذهب إلى أنه بسبب نتنياهو وحكومته، فإن "أفضل أصدقاء إسرائيل (أمريكا) يقولون لها إلى هنا، لن نبيع لكم ذخيرة ولا قطع غيار".
