تشييع جثمان مستشار الحرس الثوري رضي موسوي الذي قتل بغارة إسرائيلية على سوريا
تشييع جثمان مستشار الحرس الثوري رضي موسوي الذي قتل بغارة إسرائيلية على سورياأ ف ب

لماذا سحبت إيران كبار ضباطها من سوريا؟

تلقي التسريبات التي كشفت عن سحب إيران لكبار ضباطها من سوريا، الضوء على مخاوف طهران من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة في الحرس الثوري، وتشير إلى وجود "اختراقات أمنية جعلت هؤلاء العسكريين صيدا سهلا للغارات الجوية"، بحسب مصادر ومحللين تحدثوا لـ"إرم نيوز".

ويواجه الحرس الثوري في سوريا ضربات إسرائيلية دقيقة، تهدف إلى "تحجيم النفوذ المتزايد"، ومنع طهران من ترسيخ نفسها في المنطقة، كما يقول المحللون.

وامتلكت إيران تأثيرا كبيرا في سوريا، بدءا من الانخراط الأمني في الصراعات، وتمويل ميليشيات جاءت من العراق ولبنان وأفغانستان ومناطق أخرى، فضلا عن اتهامات مستمرة باستغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسكان.

عمال إنقاذ يتجمعون أمام مبنى دمر بغارة إسرائيلية على دمشق
عمال إنقاذ يتجمعون أمام مبنى دمر بغارة إسرائيلية على دمشقأ ف ب

وتأتي الانسحابات من سوريا على وقع توتر يشهده العراق أيضا، إذ كشفت مصادر لـ"إرم نيوز" في وقت سابق أن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني زار بغداد سرًّا قبل أيام، بهدف حثِّ الميليشيات على التهدئة خوفا من مواجهة مع واشنطن، بعد ضربة أسفرت عن مقتل 3 جنود أمريكيين على الحدود الأردنية السورية.

"رسم خرائط"

ويقول المحلل السياسي اللبناني جورج حايك لـ"إرم نيوز"، إن "المنطقة تعيش زمن التغييرات الجيوسياسية، وتشهد إعادة رسم للتموضعات العسكرية والسياسية".

ويضيف حايك: "من المعروف أن إيران تعتمد سياسة براغماتية، بصرف النظر عن الشعارات الفضفاضة، وتستشعر بأن الولايات المتحدة تريد إنهاء بعض الأزمات في المنطقة، رغم أن التفاوض بين واشنطن وبغداد لم يتوقف".

ويقرأ حايك سبب تقليص إيران لتواجدها العسكري في سوريا في نقطتين: "الأولى لتخفيف الخطر على الضباط الإيرانيين من استهدافات اسرائيل، والثانية ترجمة لاتفاق مع أمريكا ببدء تقليص النفوذ الإيراني، ربما مقابل مكتسبات مالية أو التغاضي عن السيطرة على مكان آخر".

ويشير المحلل السياسي أن "القرار سينعكس على سوريا، خصوصا أن الدعم الإيراني كان كبيرا خلال الأزمة، إلى جانب الدعم الروسي".

كما يرى أن "انسحاب إيران الجزئي يأتي في إطار إعادة رسم الخرائط في المنطقة، وهذا ما سنشهده في الأشهر المقبلة".

"ضربات موجعة"

ومن جهته، يقول المحلل السياسي الأردني عامر ملحم، إن "خروج إيران الجزئي من سوريا جاء بسبب ضربات إسرائيلية موجعة طالت شخصيات بارزة، ولتخوُّف إيران من الإنجرار إلى حرب واسعة لا تقوى على مواجهتها".

لكن ملحم يؤكد في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "إيران لن تترك المنطقة تنعم بالاستقرار، إذ تترك خلفها آلاف المقاتلين ضمن ميليشيات طائفية، يتولى الحرس الثوري مسؤولية تمويلها".

ويشير أن "إيران ستترك هؤلاء المقاتلين لمواجهة الضربات الإسرائيلية، بينما تبقي ضباطها في مأمن يديرون عملياتهم عن بعد من طهران، إضافة لاعتمادها على ميليشيا حزب الله اللبنانية في إدارة عملياتها في سوريا".

ويعتقد ملحم أن "القرار سيثير القلق لدى الحكومة السورية من عدة أمور، على رأسها الشعور بأن إيران ورطتها في مواجهة ضربات إسرائيلية مستمرة، خصوصا إذا أصبحت الميليشيات في حالة انفلات كما يحدث في العراق".

أخبار ذات صلة
ما تشعله إيران من توترات إقليمية بات يهدد أمنها!

ويلفت إلى أن "إيران باتت لا تسيطر على جميع الميليشيات في العراق، وبالتالي إن حدث هذا الأمر في سوريا، فقد يسبب مشاكل بين الدولتين، ويثير القلق لدى الدول في المنطقة".

وتعرضت إيران منذ وصولها إلى سوريا لضربات إسرائيلية مستمرة، لكنها ازدادت منذ بدء الحرب بقطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تعرضت إيران لضربة كبيرة، بعد مقتل أحد مستشاريها القدامى في سوريا، رضي موسوي، الذي يعد الأكثر خبرة في فيلق القدس، الوحدة المكلفة بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.

ويعتبر موسوي أعلى رتبة في فيلق القدس يُقتل خارج إيران، بعد مقتل قاسم سليماني في العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com