دار الإفتاء المصري
دار الإفتاء المصري

"تشريح العقل المتطرف".. مشروع مصري جديد لمواجهة "الإرهاب"

في طفرة نوعية وخطوة غير مسبوقة في تاريخ دار الإفتاء المصرية، أطلق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، أُولى فعاليات مشروع "تشريح العقل المتطرف"، الذي يهدف إلى فهم العوامل الأساسية والدافعة نحو التطرف، والمراحل التي يمر بها وصولًا إلى العمل "الإرهابي" والتفجيري، وذلك عبر عقد مجموعة من جلسات العصف الذهني وورش العمل، للخروج بنماذج واضحة، ودليل كاشف لأنماط المتطرفين ومراحل تحولهم سواء في الداخل أو الخارج.

وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان رسمي لها اليوم الخميس، إن المشروع يضم مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات ذات العلاقة بالتطرف والإرهاب وممارسة العنف وتحليل السلوك الفردي العنيف على النفس، كما يضم متخصصين في العلوم الشرعية وجماعات الإسلام السياسي والحركات الإسلامية والمراجعات الفكرية لجماعات الجهاد والجماعة الإسلامية، إضافة إلى مجالات الأمن المجتمعي وتحليل الصراعات.

وقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية المصرية، إن فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، يضع هذا المشروع على سُلَّم أولوياته في تلك المرحلة، ويُسخِّر كافة إمكانات دار الإفتاء وقدراتها لتحقيق المرجو من هذا المشروع، وهو الوصول إلى نموذج عملي واضح لكيفية صناعة المتطرف وأنماطه، ومراحل تحولاته وصولًا إلى وضع التصورات والسياسات الإجرائية التي تكفل مواجهته، ووقف نزيف التحول نحو التطرف وممارسة العنف.

وأضاف نجم، أن الاستعانة بخبراء من مختلف المجالات يعكس إيمان دار الإفتاء بأن قضية التطرف و"الإرهاب"، هي قضية مركَّبة وذات أبعاد متنوعة، ولا تقتصر على البعد الديني وحدَه أو الجانب الاقتصادي فقط، أو الجوانب النفسية والسلوكية وحدها، وإنما هي نتاج لتفاعل العديد من تلك العوامل التي أنتجت لنا الفرد "الإرهابي".

وأوضح نجم، أن هذا المشروع ممتد لعدة أشهر، وسيقوم المرصد بنشر تقارير وأوراق السياسات المقترحة التي توصل إليها الخبراء والمتخصصون المشاركون في هذا المشروع، وستكون متاحة لصانعي القرار والمتخصصين والمفكرين وقادة الرأي والمراكز البحثية والفكرية، وكافة الأطراف والهيئات ذات الصلة بمواجهة العنف والتطرف.

وشارك في المشروع الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، والدكتور كمال حبيب، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والقيادي الإخواني المنشق، والدكتور محمد المهدي، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، وإيمان رجب الباحثة في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، والدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي.

يذكر أن مشروع "تشريح العقل المتطرف"، يأتي تزامنًا مع إصدار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، قرارًا بتشكيل المجلس القومي لمواجهة "الإرهاب" والتطرف، على إثر حادثي استهداف كنيستي طنطا والإسكندرية منذ 3 أشهر وسقوط عشرات الضحايا من أبناء الكنيسة، والمسلمين المدنيين من رجال الشرطة عقب قيام عناصر "إرهابية" بتبني أعمال إرهابية وتفجيرية.

ويأتي كل ما سبق في ظل استمرار الأعمال الإرهابية والتفجيرية التي تستهدف المؤسسات المصرية ورجال الجيش والشرطة، خاصة في محافظة شمال سيناء منذ إسقاط نظام حكم جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي في ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com