هل تنجح "حملة المقاهي" في تجديد الخطاب الديني بمصر؟
"حملة المقاهي".. أحدث طرق تجديد الخطاب الديني في مصر بعدما دشن دعاة وأزهريون وعلماء بوزارة الأوقاف المصرية حملة جديدة تتضمن تجول مجموعة من الدعاة على المقاهي مرتدين الزي الأزهري والجلوس وسط روادها وإلقاء الخطب الدينية عليهم وشرح مفاهيم الإسلام الوسطي وتفنيد أفكار التيارات المتطرفة والرد على الفتاوى المتشددة.
والحملة السابقة أثارت الجدل بين علماء الأزهر، بين من يعتبرها طريقة جديدة ومختلفة للوصول إلى الناس وبين من قال إنها تقلل من شأن الدعاة والأئمة وعلماء الدين وأن الدعوة لها قدسيتها ويجب أن تكون في أماكن تليق بهم.
وبدأت الحملة في محافظة الإسكندرية شمالي البلاد تحت عنوان "دعوة إلى الله"، حيث شهدت منطقة "العجمي" تجول مجموعة من الدعاة على المقاهي مرتدين الزي الأزهري في إطار ما اعتبروه نصحاً وتوعية بالدين الصحيح.
وقال الدكتور محمد سالم أبوعاصي عميد كلية الدراسات العليا بالأزهر في تصريحات لـ "إرم نيوز"، إن "الدعوة عن طريق المقاهى تجوز شرعًا لكونها تأخذ بيدي الإنسان إلى الطريق الصحيح وأن مردودها سيكون كبيرًا وأنها دعوة مسبوقة وأن جماعة التبليغ بالدعوة كانت تقوم بذلك منذ سنوات عديدة وكانت تدعو الأشخاص من المقاهي".
وقال الشيخ محمد زكي بدار الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، إن "نزول الدعاة إلى المقاهى أمر ليس محموداً وليس بالجيد بسبب وجود أدخنة "الشيشة"، كما أن ثمة بعض المقاهي يمارس بها القمار"، معتبرًا أن "الأفضل تطبيق الحملة في النوادي الاجتماعية والثقافية والمساجد".
وأضاف بدار، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن "الدعوة لها قدسية تستوجب اختيار الأماكن التي تليق بحاملي القرآن والحديث"، منوهًا إلى أن "الفكرة جيدة لكنّ تنفيذها قد جانبه الصواب"، على حد قوله.
وأشار إلى أن "الفكرة بدأت من علماء الدعوة بمحافظة الأقصر التابعين للأزهر الشريف بالاتفاق مع هيئة الثقافة بالأقصر وكان مخططًا لها أن تشمل النوادي الثقافية وليست المقاهي".
وأيده في الرأي الشيخ شوقي عبداللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف، منوهًا إلى أن "مقترح تجديد الخطاب الديني عبر الوصول إلى الجماهير فكرة جديدة ومثمرة لكنّ اختيار آلية التنفيذ تحتاج إعادة النظر لأن المقاهي تشهد بعض المظاهر غير الحضارية والأخلاقية وهو سيجعل للفكرة مردودًا سلبيًا".
من جانبه قال الدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام "مجمع البحوث الإسلامية"، إن "الدعوة من خلال المقاهي هدفها الوصول للناس في أي مكان في إطار تجديد الخطاب الديني"، مؤكدًا أن "هناك بروتوكولاً بين الأزهر ووزارة الثقافة من خلال المقاهي الثقافية".
وأوضح أن "الإسلام أبسط مما يتخيل الإنسان وأنه لا مانع من نزول مشايخ الأزهر إلى الناس في كل الأماكن، وسيكون المكلفون بذلك مؤهلين ومدربين على كل المواقف".
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد دعا المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية وذلك في وقت تعاني فيه مصر والمنطقة العربية من تصاعد هجمات المتشددين.
