لماذا يتنصل المصريون من ذكر ثورة 25 يناير؟      
لماذا يتنصل المصريون من ذكر ثورة 25 يناير؟      لماذا يتنصل المصريون من ذكر ثورة 25 يناير؟      

لماذا يتنصل المصريون من ذكر ثورة 25 يناير؟      

رغم نجاح  ثورة 25 يناير في الإطاحة بنظام امتد حكمه في مصر مدة ثلاثين عامًا، بتأييد شعبي جارف، إلا أنه وبعد  مرور 6 سنوات بدأ الكثير يظهر تململًا من مجرد ذكراها، والبعض يكتفي بذكر عيد الشرطة الذي يوافق 25 يناير.

وكان وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، امتنع عن ذكر ثورة 25 يناير، خلال اجتماعه بقيادات الوزارة لتأمين البلاد، واكتفى بالقول إن  " الذكرى الخامسة والستين لعيد الشرطة الذي يوافق 25 يناير من كل عام، لن تزيد رجال الشرطة إلا إصراراً وعزيمة على مواصلة التصدي لكل ما يمس باستقرار وأمن الوطن"، وفقًا لبيان وزارة الداخلية.

كما تبادل الكثير من القيادات والشخصيات العامة التهاني بحلول عيد الشرطة دون الالتفات لذكرى ثورة يناير.

ونشرت الصحفات الرسمية لعدد من قيادات الدولة على مواقع التواصل الاجتماعى، "فيسبوك"، التهاني للشرطة المصرية بعيدها الـ 65، ووضعت خانتين (موافق) و(غير موافق) وكتبت من "اللي موافق على إلغاء كلمة ثورة 25 يناير وعدم الاعتراف بها نهائياً يدوس موافق" على أن يكون هذا اليوم هو عيد للشرطة المصرية فقط، كما وجه أيضًا الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من قيادات حزبية وإعلامية التهنئة للشرطة المصرية بعيدها دون ذكر اسم ثورة يناير، على مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبه، اعتبر السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن "إطلاق لفظ ثورة على ما حدث في مصر خلال 25 يناير 2011، ليس دقيقًا" منوهًا إلى أن الجدل لا يزال قائمًا حول هذا النقطة، موضحًا أن المصريين لم يتوحدوا على توصيف طبيعة ما شهدته مصر في 2011، متسائلاً "هل كان الشعب بكل طوائفه ملتفًا حول هذه الانتفاضة؟".

 وقال في حديث  لـ"إرم نيوز"، أن ثمة الكثير من الأسئلة التي يجب أن تطرح وتناقش بطريقة موضوعية قبل أن نقول إن هناك ثورة أم لا؟، موضحًا أن كل من يتحدث عن ثورة يناير ويتمسك بالثورة، لفظهم المجتمع، ولكن هناك الكثير من المصريين، يريدون الالتفات إلى المستقبل.

وأشار هريدى إلى أن الكثير من المصريين يعتقد أن ما حدث في يناير أدخل البلاد في نفق مظلم، كما يعتقد الكثيرون أن ثورة يناير السبب الرئيس فيما تشهده مصر من "إرهاب"، وغلاء معيشة وتدهور في الاقتصاد، وانتشار البطالة وغلق المصانع.

وقال المهندس حسام الخولي، نائب رئيس حزب الوفد، إن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر الآن والربط بينها وبين ثورة يناير، جعل الكثير من المصريين لا يريد أن يذكر ثورة يناير، كما أن "ذاكرة المصريين لم تعد قوية، وبالتالي لم يتذكروا ما كان يحدث من قيود على الحريات قبل ثورة يناير"، مضيفا أن ثورة يناير حققت الكثير وأخفقت في الكثير.

واعتبر الخولي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما حققته ثورة يناير ستظهر إيجابياته مستقبلًا، مثل انتخابات برلمانية نزيهة، فضلاً عن أنها أوجدت رئيس جمهورية لمدة محددة، وليس رئيسًا لمدى الحياة.

وأضاف أن ثورة يناير أفرزت حرية لم يستطيع المصريون التعامل معها بالشكل الجيد، بينما استغلها "البلطجية" والمجرمون أسوأ استغلال، مما جعل الكثير من الشعب المصري يكره تلك الحرية التي أفقدته الإحساس بالأمان لفترات طويلة.

وقال الدكتور أحمد غباشي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر وعضو اتحاد المؤرخين العرب، لـ"إرم نيوز"، إن سبب تنصل الكثير من المصريين من ثورة يناير، يرجع لعدم تحقيقها أي مكاسب، مشيرًا إلى أنها كانت سببًا في ظهور عناصر وجماعات احتلت المشهد السياسي لفترات وعملت لمصلحتها الخاصة، مما أدى إلى تدهور البلاد إلى أسوأ مما كانت عليه، مما اضطر المصريين إلى تصحيح الأوضاع مرة أخرى.

وأشار إلى أن الكثير من المصريين يرون أن حالتهم المادية كانت أفضل قبل ثورة يناير، مما جعلهم يعتبرنها كابوسا؛ بسبب عدم تحقيق المطالب المرجوة منها.

تشهد مصر اليوم الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، وسط صمت سياسي واختفاء المعارضة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وانتشار أمني مكثف بالعاصمة ومحافظات أخرى.

ولأول مرة منذ ست سنوات امتنعت القوى السياسية والحزبية عن إعلان دعوات جماعية ومنظمة للاحتفال أو الاحتجاج في ذكرى ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وحملت شعار "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".

واندلعت  ثورة 25 يناير في العام 2011 بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية، وقيود على الحريات، خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com