الأحزاب المصرية في 2015.. بين الصعود والاندثار
الأحزاب المصرية في 2015.. بين الصعود والاندثارالأحزاب المصرية في 2015.. بين الصعود والاندثار

الأحزاب المصرية في 2015.. بين الصعود والاندثار

حمل عام 2015 العديد من المفاجآت على الساحة السياسية المصرية، بعد أن شهد إجراء الانتخابات البرلمانية، التي كشفت عن الأحجام الحقيقية للأحزاب السياسية في الشارع المصري.

ورغم أن كل التوقعات كانت تميل نحو حصول حزب النور السلفي على نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان، إلا أن نهاية العام جاءت متناقضة تماماً مع توقعات شغلت مساحة كبيرة من قبل المحللين والسياسيين.

ويمثل العام الجاري "عام السقوط" بالنسبة للحزب، الذي حصل على 12 مقعداً ضمن 568 تم انتخابهم على مستوى الجمهورية، ليحتل المركز السادس بين الأحزاب بعد المصريين الأحرار، ومستقبل وطن، والوفد، وحماة الوطن، والشعب الجمهوري.

وكان سقوط الحزب السلفي صاحب المرتبة الثانية في البرلمان المنحل، بعد جماعة الإخوان مفاجأة من العيار الثقيل، بل جاءت نسبته لتكذب كل التوقعات حول إمكانية التنسيق بينه وبين أعضاء جماعة الإخوان لحصد أكبر عدد من المقاعد، أو ترشح أعضاء الإخوان على قوائمه، بعد حظر حزب وأنشطة الجماعة وفقاً للقانون.

أما جماعة الإخوان المسلمين، فلم يكن عام2015 مختلفاً بالنسبة لها، حيث استمرت المحاكمات تجاه عدد كبير من أعضاء وقيادات الجماعة، واكتفى أعضاء الجماعة خلال عام 2015 بموقف المتفرج، لمشاهدة المباريات السياسية الدائرة بين الأحزاب خاصة في انتخابات مجلس النواب الأخيرة، التي لم يكن لهم أي دور فيها ولو بالمشاركة.

ويعد عام 2015 العام السعيد بالنسبة لحزب المصريين الأحرار، لكونه شهد تصدره لعدد المقاعد البرلمانية، حيث نجح في حصد 65 مقعداً ليحتل المرتبة الأولى، وهو يمثل بارقة أمل للمهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال ومؤسس الحزب، رغم كل ما أثير ضده، وبرغم كل ما ناله من اتهامات حول استغلال المال السياسي في العملية الانتخابية، ليجلس المصريين الأحرار، على مقاعد الإخوان في البرلمان المنحل، وهي نفس مقاعد رجال الحزب الوطني أثناء عهد مبارك.

ومثل حزب "مستقبل وطن" الحصان الأسود في عام 2015، حيث لم يكن متوقعاً للحزب الذي يرأسه شاب في العقد الثالت من العمر اسمه "محمد بدران"، أن يحتل المركز الثاني في البرلمان بـ51نائباً، ولعل السبب في ذلك، هو الدعم الرئيسي الذي يقدمه رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة للحزب، وسط اتهامات عديدة بمساعدة بعض أجهزة الدولة للحزب الجديد، إلا أن رئيس وقيادات الحزب، نفوا هذا الأمر أكثر من مرة.

كما يعد عام 2015 بالنسبة لحزب الوفد العريق، هو "عام الارتباك"، نتيجة الخلافات الدائرة بين رئيس الحزب الحالي الدكتور السيد البدوي، ومؤيديه، وبين جبهة "تيار إصلاح الوفد"، بقيادة عدد كبير من المعارضين له، وهو ما كان له أثره في حصد المقاعد البرلمانية، حيث حصل الحزب على قرابة 45مقعداً، رغم تاريخه السياسي العريق، كأقدم وأعرق الأحزاب المصرية، التي تم تأسيسها مع ثورة 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول.

ومن الأحزاب الجديدة التي ظهرت على الساحة السيسية المصرية، برز حزب "حماة الوطن"، حيث احتل منطقة وسطى بين الأحزاب في البرلمان، رغم حداثة نشأته بعد أن حصد 17 مقعداً، محتلاً المرتبة الرابعة بين الأحزاب، رغم إمكانياته المادية الضعيفة، وتأسيسه على عدد كبير من قيادات الجيش السابقين والمحاربين القدامي.

ويعتبرعام 2015 بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري "عام البزوغ"، لأنه أول مرة يخوض فيها انتخابات، وحصل على 13 مقعداً بالبرلمان محتلاً المركز الخامس، إلا أن حالة الرضا داخله، تأتي من كونه حصل على مقاعد أكبر من حزب النور السلفي نفسه، ومن ثم، يرى قياداته أن عام 2015 شهد بزوغاً لنجم الحزب، ووضعه على الخريطة الحزبية في مصر.

وحصل حزب الحركة الوطنية، الذي أسسه الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الأسبق، على قرابة6 مقاعد فقط، ما جعل عام 2015 بالنسبة له "عام الصدمة"، وهو نفس الأمر بالنسبة لحزب التجمع أحد أقدم الأحزاب صاحبة التاريخ السياسي الذي لم يحصد سوى مقعد يتيم في الانتخابات، ليكون عام 2015 هو "عام اليتم".

ومثل عام 2015 "عام الاختفاء" بالنسبة الحزب الناصري الذي لم يحقق أي صدارة في المشهد السياسي خلال عام 2015، حيث مثلت الحالة التي يقف عليها الحزب الآن، وعدم قدرته على خوض المعركة الانتخابية في انتخابات مجلس النواب،أسوأ مرحلة يمر بها الحزب العريق عبر تاريخه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com