تفاصيل لقاء السيسي الأخير بهيكل
تفاصيل لقاء السيسي الأخير بهيكلتفاصيل لقاء السيسي الأخير بهيكل

تفاصيل لقاء السيسي الأخير بهيكل

كشفت مصادر مصرية مطلعة لشبكة إرم الإخبارية، مقتطفات مما دار في لقاء ثنائي عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، بعد التطورات الأخيرة على الساحة السعودية والتسريبات والموقف الأمريكي الداعي إلى إعادة الاعتبار لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.



لقد جاء هذا اللقاء بين الرئيس السيسي وهيكل على ضوء التطورات الأخيرة في مصر خاصة قبل وبعد 25 يناير وفي أعقاب الأحداث الدموية الكبيرة في سيناء يوم 29 يناير والموقف الأمريكي على ضوء استقبال الجانب الأمريكي لوفد الإخوان المسلمين المصريين في وزارة الخارجية الأمريكية في الفترة من 25-29 يناير ولقاءات الرئيس الأمريكي مع القيادة السعودية الجديدة يوم 27 يناير، حيث كثرت التكهنات والحوارات في أوساط المثقفين والإعلاميين المصريين عن كيفية الرد المصري على ما حصل من لقاء في واشنطن وتساؤلاتهم حول استمرار الدعم الخليجي لمصر، وهل سيراهن النظام حتى النهاية على هذا الدعم بالرغم من الموقف الأمريكي الواضح بدعمه للإخوان المسلمين!

لقد كان الجميع يترقب تعبيرات ومواقف الرئيس السيسي عما حصل ورده عما يسرب من هنا وهناك.

نقل هيكل عن الرئيس السيسي في اللقاء الثنائي المذكور قوله "ان موقفي من جماعة الإخوان المسلمين هو موقف وطني مصري وانني قد حاولت جاهدا مع الإخوان قبل ثورة 30 يونيو لتصويب مسيرتهم مع أنني كنت على قناعة تامة بأنهم لن يصوبوا نهجهم وأن مسيرة تاريخهم الطويل تدل على ذلك.

وفي لقاءاتي المتواصلة مع محمد مرسي عندما كنت وزيرا للدفاع كان مرسي يتفق معي في كل الملاحظات التي أقدمها له ويعدني بأن الأمور في طريقها الى الإصلاح، وكنت اقتنع بذلك حيث انني كنت أرى في مرسي رجلا صادقا، هكذا كانت قناعتي، ولكن الشيء المؤلم أن مرسي لم يكن صاحب قرار فمكتب الإرشاد هو الذي يصدر القرارات لمرسي ليعلنها أو لينفذها.

واضاف، لم تراعي جماعة الإخوان المسلمين الوضع الداخلي المصري بالمطلق ولم تكترث بأوضاع الناس ومعيشتهم وحياتهم ربما لأنها كانت مطمئنة للدعم الأمريكي لهم ولذلك لم تفكر جماعة الإخوان المسلمين حتى في اسوأ احلامها ان يحصل لهم ما حصل.

وقال، لقد كانت الجماعة تعتقد بأن الرضا الأمريكي عليها أهم عندها من رضا الشعب المصري.

واضاف: لم يشارك الإخوان في ثورة 23 يوليو عام 1952 ولم يكن لهم اي علاقة بها وان بعض الضباط الذين كان لهم علاقة بالإخوان المسلمين وذلك من خلال التزامهم الديني لا أكثر من ذلك.

السبب انهم لم يشاركوا ولم يساهموا في ثورة 23 يوليو هو التزامهم مع بريطانيا التي كانت صاحبة قرارهم في تلك الفترة.

وعندما نجحت الثورة واصبحت حقيقة واقعة وساطعة على الأرض نظر الإخوان المسلمون الى مجموعة الضباط الاحرار على انهم "شوية عيال" وانه قد آن الأوان لهم بأن يركبوا الثورة ويسرقوها.

كان الإخوان المسلمون يعتقدون بأن معركتهم هذه ستكون سهلة فقد بدأوا بدق الأسافين بين مجموعة الضباط الاحرار بالاضافة لحبك المؤامرات وابراز تكتلات في محاولة جاهدة منهم لتحقيق هدفهم.

لكن جمال عبد الناصر كان واعيا ومدركا لكل ما كان يخطط له من قبل الجماعة فقد كشف جميع اتصالاتهم الخارجية.


عبد الناصر سايس جماعة الإخوان المسلمين طويلا وتجنب الصدام معهم لأنه كان يعتبر أن الشعب المصري هو الخاسر الأكبر في حال الصدام الداخلي.


لكن هدفهم بقي وهو سرقة الثورة، لتتفجر الاحداث عام 1954 عندما قرر الإخوان التخلص من عبد الناصر اثناء محاولة اغتياله في المنشية يوم 26 اكتوبر 1954 لأنهم كانوا يعتبرون ان عبد الناصر هو السد المنيع امامهم.


بعد ان لجأ الإخوان المسلمون الى القتل والعنف والارهاب كان رد عبد الناصر رادعا وقاسيا والأهم من ذلك ان الشعب المصري احتضن عبد الناصر وهاجم الإخوان وعراهم.


كانت ضربة عبد الناصر لهم قوية فأدركوا ان خصومهم ليسوا "شوية عيال" فأعادوا التفكير مجددا، فهرب معظم قادتهم من مصر لدول الخليج ولبريطانيا وفرنسا وانتشروا هناك حيث كانت تحاك اقذر المؤامرات ضد مصر بما فيها العدوان الثلاثي.


وظل الإخوان منذ تلك الايام وهم يخططون للثأر من وطنية الشعب المصري وجمال عبد الناصر.


بعد وفاة عبد الناصر غير الإخوان تكتيكاتهم ورأوا في السادات شخصية مختلفة وهم من سموه بالرئيس المؤمن فأصبحت هناك علاقات متبادلة بين السادات والإخوان فالكل يستخدم الآخر لتحقيق مصالحه وهنا الخطأ الكبير الذي وقع فيه الرئيس السادات عندما مد الجسور معهم ولكن هذه الجسور نفسها هي من قتلت السادات في النهاية.


في الثمانينيات والتسعينيات بدأت مجموعة كبيرة من مهاجري الإخوان بالعودة التدريجية الى مصر وكانوا يلتزمون الصمت لأنهم قرروا انهم في مرحلة اعادة بناء تنظيم خاص بهم في كافة انحاء مصر وصمتوا طويلا ولم "يحتكوا" بالنظام الذي اعتبر ذلك مكسبا له، حتى وصلنا الى نهاية التسعينيات وأصبح الإخوان دولة في قلب دولة والنظام عاجز عن مجابهتهم او الصدام معهم الا في بعض الفترات فقد كانت تجري عمليات اعتقال لأنصارهم هنا وهناك.


أنا اعرف ان الدولة المصرية لم تمس البنية التحتية الخاصة بالإخوان وأصبحوا محميين بقرار أمريكي وللأسف ان النظام كان يعتبر أن مس الإخوان هو استفزاز لأميركا، ففي الوقت الذي انفجرت فيه ثورة 25 يناير كان الإخوان وبقنوات سرية يجرون الحوارات والتفاهمات مع أمن الدولة والمخابرات وبعض رموز رجال الاعمال القريبين من النظام لإستمرار الهدنة فيما بينهم وقد أخطأ كثير من رموز النظام اولئك الذين اشرفوا على الإنتخابات النيابية الاخيرة لانهم لم يشركوا الإخوان فيها ويحافظوا على "كوتتهم" في مجلس الشعب.


الأميركان كانوا داعمين للإخوان بشكل واضح وعلى ما اعتقد ان الاميركان مع بداية ثورة 25 يناير كانوا يعتقدون ان الإخوان قد وصلوا لمرحلة البلوغ وأن بامكانهم الآن تسلم السلطة في مصر.


سرقت ثورة 25 يناير لأنهم لم يكن لها قائد محدد او حزب مسؤول، كثر الطباخون والقادة في ثورة 25 يناير فسرقها الإخوان بسهولة، أثاروا الرعب بالبطش والتلويح بالمزيد ليخيفوا الشعب المصري وسلطته خلال تلك الفترة "المجلس العسكري" الذي كان هدفه الاساسي هو تجنب اي صراع داخلي يوصل الى الحرب الأهلية، لكنه ايضا لم يفرط في تماسك الدولة المصرية.


كان قادة المجلس العسكري يخشون فكرة الحرب الأهلية ولذلك فقد داهن المجلس العسكري في بعض القرارات والتسويات الإخوان تجنبا للأسوأ.


الإخوان قبل الانتخابات وبعدها تصرفوا كحزب حاكم وان مصر قد دانت لهم واصبحت من املاكهم الخاصة وتوضحت فلسفة الإخوان أكثر فهي لا تقوم على الشراكة واستيعاب الآخر، فكل شيء لهم.


أخطر ما فكر به الإخوان بعد ضربهم لجهاز أمن الدولة والداخلية هو الانتقال لضرب الجيش الذين كانوا يعتبرونه العقبة الاساسية امام تحقيق احلامهم.


مع تسلم مرسي السلطة كرئيس للجمهورية كان أول المراسيم التي اصدرها هي العفو عن قادة المجموعات الارهابية المعتقلين في السجون المصرية دون ان يراعي الدستور والقانون.


فالعفو الرئاسي عن اي معتقل مرهون ومرتبط بتنسيب وزير العدل لمجلس الوزراء الذي يدوره ينسب لرئيس الجمهورية بعد أخذ رأي الاجهزة الأمنية، كل ذلك لم يتم فأصدر مرسي عفوه وفوجئ الجميع بذلك.

ان الذين خرجوا بقرارات العفو هم الآن من يقودون الإرهاب في سيناء ومن يخطط لهم موجود في الدوحة واسطنبول.


هذا العفو كان رسالة عميقة لمن أراد أن يفهمها، فهؤلاء هم الجيش الحقيقي والاسم الحركي للإخوان المسلمين.


ومع هذا وبصفتي وزيرا للدفاع والقائد العام في ذلك الوقت كنت اضع مرسي بكل ما يجري من إدخال السلاح لمصر وتجاوزات الإخوان وكنت أحذر من ذلك واقول له بأن الأمور في طريقها الى الظلام.


لقد قلت له يا سيد مرسي انت الرئيس المنتخب ورئيس كل الشعب وقد آن الأوان لك ان تنهي كل الدكاكين والزواريب فجيش مصر معك وانت قائده الأعلى، لكنني اصبحت على قناعة بأن لا جدوى من كل ما كان يقال له، وفي بعض الاحيان كنت اشفق عليه وعلى مصيره.


كان الإخوان قادرين ونجحوا بامتياز في استفزاز كل شرائح وطبقات الشعب المصري، فالشعب المصري نزل للشارع بسبب انانية وبطش وتفرد وظلم الإخوان، وللأسف لم يعر الإخوان صراخ وغضب الشعب المصري اي اهتمام وكان جل همهم هو ارضاء الاميركان فقط.


لم يتوقع الإخوان ما حصل وبدأوا يتكلمون عن انقلاب، واقول هنا وبصراحة ان الجيش المصري قد لحق متأخرا بالشعب المصري فعشرات الملايين الذين نزلوا الى الشوراع وهم ابناء الشعب المصري ولولا هذا الدعم من الشعب المصري فلا السيسي ولا غيره قادر على فعل شيء.


لقد اثبت الشعب المصري للإخوان وغيرهم انه القوة الاساسية وصاحب القرار الاول والأخير وليس الاميركان ولا غيرهم.


واضاف السيسي: أما بشأن ما نتعرض له من ضغط لاعادة الحوارات والتفاهمات والتوافقات مع الإخوان فأنا أعلنها وبكل صراحة "لا مكان لهم في الحياة السياسية المصرية".


لقد عرضت عليهم في بداية الطريق التصويب ومراعاة كل الاطراف المصرية لكنهم رفضوا، ولأطمئن الجميع فالإخوان غير معنيين بالتفاهم مع اي أحد فإما هم او لتحرق مصر.


الإخوان الارهابيون يريدون الآن من كل ما يحصل من اعمال اجرامية اعادتنا للوراء وان يصوروا الوضع عندنا للجميع بأنه مختل ومرتبك.


في النهاية انا اراهن على ابناء الشعب المصري وعلى جيشه في التصدي لهم ولا اعير اي اهتمام لأي ضغط، انا جئت للحكم بعد ان نادى بي الشعب المصري على اسس ومفاهيم وضعها لي الشعب، لن اخون أمنيات الشعب المصري وعندما سأفشل سأعود واقول لهم لقد فشلت.


اما بالنسبة لدول الخليج وغيرها فنحن نقدر ظرفها، فالأمريكان وغيرهم يغالون ويبالغون بتخويفهم على أمن الخليج، قد يكون عندهم بعض الحق ولكن بالنسبة لنا فان أمن مصر فوق كل اعتبار. وإخواني في دول الخليج جميعا يدركون ان ما حصل في مصر كان خط الدفاع الاول عن كل دول الخليج فلو تمكن الإخوان المسلمون من مصر لكان الخليج لقمة سائغة بالنسبة لهم.

نحن نعرف حجم الضغوطات التي تمارس على دول الخليج ينظرون لأمن مصر من أمنهم وهم قادرون على مواجهة كل هذه الضغوط ولن يخذلوا مصر لأنهم إن خذلوها خذلوا أنفسهم وقد أكدنا مرارا انه لا تركيا ولا قطر ولا غيرهما قادر على اعادة مصر للوراء.

نحن ننظر للمستقبل وعلاقاتنا مفتوحة مع الجميع ولا نعادي احدا ولكن من حقنا ان ننسج علاقاتنا وفق مصالحنا اولا وأخيرا.

ان مصر قلب العروبة وستبقى كذلك مهما كبرت المؤامرة وسنهزم "الإخوان وحلفاءهم" مهما كانت قوتهم وإجرامهم.

هذا قرارنا "المواجهة والبناء" وسيغير الكثير منهم ما يطرحون ويعودوا لنا مجبرين لأننا الاقوى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com