مصر.. جنرالات الجيش يسيطرون على تحالفات البرلمان
مصر.. جنرالات الجيش يسيطرون على تحالفات البرلمانمصر.. جنرالات الجيش يسيطرون على تحالفات البرلمان

مصر.. جنرالات الجيش يسيطرون على تحالفات البرلمان

القاهرة - تحاول العديد من الشخصيات العسكرية المصرية السابقة السيطرة على المشهد السياسي، من خلال عقد تحالفات انتخابية بين القوى المدنية لإعادة رسم خريطة حزبية جديدة، من شأنها أن تهيّمن على البرلمان الجديد، لعقد تحالفات انتخابية ترضي كافة الأطراف المتناحرة سياسياً، وقطع الطريق أمام تيار الإسلام السياسي للتسلل إلى مجلس النواب المقبل.



وفي ظل رفض لجنة شئون الأحزاب قبول أوراق تأسيس حزب "مصر العروبة"، الذي يرأسه الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق، بسبب ثغرات في الإجراءات يحاول عنان تلافيها، إلا أن الرجل قام بتحريك دعوى قضائية لوقف الانتخابات البرلمانية، لحين فصل لجنة شئون الأحزاب في قرار تأسيس حزبه.

وهذا يعني رغبة الجنزال السابق دخول مُنافسة شرسة على الكعكة السياسية في البلاد، في ظل صعود عدد كبير من قدامى المحاربين في الجيش إلى صدارة الساحة السياسية، وهو ما يُثير تخوّف القوى المدنية والثورية من عسكرة الحياة الحزبية.

ومن جانبه، يقول السيد البدوي رئيس حزب الوفد الليبرالي: إن رئيس المخابرات العامة الأسبق مراد موافي، من أبرز الشخصيات العسكرية الموجودة ضمن قوائم تحالف "الوفد المصري"، الذي يضم أحزاب "الوفد، الديمقراطي المصري، الإصلاح والتنمية، والمحافظين".

ويؤكد أن أحزاب التحالف بينهم تفاهُم تام على جميع مُتطلبات العمل السياسي خلال المرحلة المقبلة، وتابع: الوفد انسحب من كافة التحالفات التي ارتبط بها خلال الفترة الماضية، مثل التحالف الذي كان يقوده عمرو موسى، بسبب اختلافات في وجهات النظر حول عدد المقاعد وبرامج الأحزاب وشكل الدعاية الانتخابية واختيار المرشحين.

ونفى البدوي ما تردد حول انضمام تحالف "الوفد المصري" إلى قائمة د. عبد الجليل مصطفى التي تحمل اسم "صحوة مصر"، وتابع: لم تحدث أي مشاورات حول انضمام "الوفد المصري" لأي تحالف انتخابي آخر.

حزب السادات

في الوقت نفسه، يواصل عفت السادات رئيس حزب "السادات الديمقراطي"، مشاوراته مع عدد من القوى السياسية لتشكيل قائمة انتخابية موحّدة تجتمع تحت لواء حزب السادات، وحول اسم الحزب، يوضح أن الرئيس الراحل أنور السادات كان مُحارباً ورئيساً عظيماً، والقوى السياسية التي تجتمع تحت لواء حزب السادات تحمل نفس أفكار ومبادئ الرجل، وسيتم إطلاق تحالف انتخابي جديد يحمل اسم الرئيس السابق "محمد أنور السادات".

ويؤكد أن الحزب يعقد اجتماعات يومية مع النقابات العمالية ونقابات المزارعين، بالإضافة إلى ممثلين عن الكُتلة الشعبية، وحزب "الاستقلال" الحالي يجمع عدداً من نواب "الحزب الوطني الديمقراطي" المنحل، وحملة "مستقبل الوطن" تموّل من رجل الأعمال "أحمد أبو هشيمة"، جنباً إلى جنب مع العديد من الشخصيات العامة لإعداد برنامج انتخابي قوي.

ويشير السادات إلى أن "تحالف السادات"، يفكر جدياً في الانضمام إلى جبهة دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تحمل اسم "تحيا مصر"، بسبب اتفاق التحالفين في الأهداف والرؤى الانتخابية، وهو ما قد يفتح مجالاً واسعاً للمُنافسة على جميع مقاعد البرلمان.

حزب شفيق

يسعى حزب الحركة الوطنية بقيادة الفريق أحمد شفيق (آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك)، إلى إيجاد موطئ قدم على الساحة السياسية، لاسيما وأن حزب الحركة الوطنية يتمتّع بدعم واسع من أنصار ومؤيدي "الحزب الوطني" المنحل.

وأكدت مصادر أن قادة الحزب في مصر يناقشون الفريق شفيق من مقر إقامته في دولة الإمارات العربية المتحدة، حول رؤيته بشأن التحالفات الانتخابية.

ومن جانبه، يؤكد أحمد سرحان المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية، أن الحزب لم ينتهِ من دراسات كافة التحالفات السياسية التي تسيّطر على المشهد السياسي حالياً، وهناك مشاورات مع الفريق شفيق حول اختيار التحالف المناسب للانضمام إليه، والذي يتفق مع أهداف ورؤية الحركة الوطنية.

وتابع: في حال عدم الانضمام إلى أي تحالف انتخابي سوف ينافس الحزب على جميع المقاعد البرلمانية، وسيعمل بعيداً عن الأحزاب والقوى السياسية المدنية.

ويؤكد أن بعض الشخصيات استبعدت حزب "الحركة الوطنية" من مُناقشاتها بشأن التحالفات، حيت تجاهل تحالف عمرو موسى حزب الفريق شفيق من حساباته، وأيضاً قائمة د. كمال الجنزوري، وتابع: لا يوجد مُبرر لاستبعاد "الحركة الوطنية" من تحالف "الأحزاب المدنية"، سوى أن القوى السياسية ترفض أن يكون الحزب مكاناً لإيواء رجال الحزب الوطني الشرفاء من غير الفاسدين.

عسكرة التحالفات

وفي هذا الإطار، يؤكد د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن بعض الأحزاب والتحالفات الانتخابية التي يقف على رأسها شخصية عسكرية سابقة، تحاول إعادة تشكيل خريطة التحالفات الانتخابية، لاسيما وأن التجارب السابقة كانت تؤدي إلى فشل جميع التحالفات، بسبب عدم وجود قيادة قادرة على ضبط الأداء السياسي، أو التوصُّل لنقطة تلاقي بين الأطراف المتناحرة سياسياً.

وأرجع نافعة استعانة عدد من الأحزاب والتحالفات إلى شخصيات عسكرية، لرغبتها في وجود قائد مُحنَّك تستمتع إليه كافة الأطراف، ويكون دوره محورياً لنجاح التحالف الانتخابي.

وتخوّف نافعة من حدوث معارك جانبية بين الجنرالات خلال الفترة المقبلة، والتي ستكشف في نهاية المطاف عن صراعات عميقة بينهم، تنم عن عسكرة الأحزاب والتحالفات، خاصةً وأن الجنزالات السابقين يحاولون إعادة رسم الحياة السياسية وفق تحالفاتهم الانتخابية.

واتفق مع الطرح السابق، د. حازم حسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وأضاف :إن مُشاركة جنرالات الجيش السابقين في السياسة الحزبية، ستنتهي بمعارك سياسية بين كافة الأطراف الحزبية؛ مما يقوّض السياسة المدنية ويعظّم من تنامي دور السياسة بخلفية عسكرية.

ويشير إلى أن دخول قادة الجيش السابقين إلى الحياة السياسية سيؤدي إلى عسكرة الحياة الحزبية، ومثل هذه التحالفات لن تكون ناجحة، وستواجه مشاكل في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويصف حسني التحالفات الانتخابية في مصر بأنها ليست على أسس سياسية، وإنما على مصالح واتصالات، وتُقام من أجل حصد أكبر عدد من المقاعد في البرلمان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com