معبر رفح .. حكاية "انتظار ومعاناة"
معبر رفح .. حكاية "انتظار ومعاناة"معبر رفح .. حكاية "انتظار ومعاناة"

معبر رفح .. حكاية "انتظار ومعاناة"

رفح- ازدحم آلاف من الفلسطينيين في صالة الانتظار بمعبر رفح البري على الحدود بين قطاع غزة ومصر، منذ ساعات فجر الاثنين، حيث فتح المعبر لسفر الحالات الإنسانية، بعد إغلاق دام نحو شهرين متواصلين.

وفتحت السلطات المصرية، معبر رفح الأحد والاثنين، في كلا الاتجاهين، لعبور المسافرين من ذوي الحالات الإنسانية، بعد أن كانت أغلقته عقب الهجوم الذي تعرض له الجيش المصري، بمحافظة شمال سيناء في 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأسفر عن سقوط 31 قتيلا، و30 مصاباً، وفق حصيلة رسمية.

وتجمع آلاف المسافرين الفلسطينيين على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في محاولة لتسجيل أسمائهم لعلهم يكونوا في عداد المسافرين لهذا اليوم، وإلا فإن سفرهم سيؤجل "حتى إشعار آخر".

الجريح الفلسطيني محمود الأسطل (28عاما) افترش الأرض بجوار بوابة المعبر وسط الأجواء الباردة فوضعه الصحي لم يسمح له بالوقوف لساعات طويلة.

ولم يتمكن الأسطل من المغامرة بمستقبل ساقيه المصابتين، وإقحام نفسه وسط الزحام فأرسل شقيقه ليسجله للسفر في الجانب الفلسطيني من المعبر، ونجح في ذلك، الأحد، ولكن الحظ لم يحالفه بالسفر بسبب كثرة عدد المسافرين.

ويقول: "تمكنت الأحد من التسجيل للسفر ولكني لم أسافر فطلبت مني إدارة معبر رفح الحضور في الساعة السادسة صباحا (4:00 تغ) لأكون من أول المسافرين".

ويضيف الأسطل، الذي أصيب خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2012 بجروح متوسطة في ساقيه تتطلب إجراء عملية عاجلة وإلا فإنهما ستتعرضان للبتر: "عندما حضرت باكرا وجدت الآلاف قد سبقوني وحاولت الوصول للبوابة الفلسطينية لمعبر رفح لكني لم أنجح بسبب الازدحام الشديد".

ويتابع: "أجريت عملية جراحية لساقي في مصر قبل نحو ثلاثة أشهر، وكان من المفترض أن أعود لاستكمال العلاج قبل شهرين ولكن إغلاق المعبر منعني من ذلك"، مشيرا إلى أن الطبيب المصري الذي يعالجه أبلغه بأن ساقيه ستتعرضان لخطر البتر في حال لم يحضر إلى القاهرة لاستكمال العلاج.

ولا يختلف حال الأسطل كثيرًا عن الكهل الفلسطيني إسماعيل حمد (55عاما) الذي بدت عليه علامات الإرهاق واليأس، وهو يحمل جواز سفره وينظر إلى آلاف الفلسطينيين الذين يتدافعون أمام نافذة التسجيل للسفر.

ويقول الكهل حمد، الذي تكاد إقامته في دولة الجزائر تنتهي وحينها سيكون من المستحيل عليه السفر والعودة إلى أسرته وعمله هناك،: "حاولت السفر، الأحد، ولكني لم أتمكن من ذلك وإن لم أسافر اليوم فإن أسرتي في الجزائر ستبقى بدون معيل".

ويضيف: "إن لم أغادر اليوم سأفقد إقامتي في الجزائر التي تنتهي في 25 ديسمبر/ كانون الأول الجاري أي يوم الخميس المُقبل، ومن المستحيل بعد ذلك تجديدها بسهولة".

وواصلت السلطات المصرية، اليوم الاثنين، فتح معبر رفح البري، المغلق منذ نحو شهرين في كلا الاتجاهين، لسفر الحالات الإنسانية في قطاع غزة، وعودة العالقين في الجانب المصري.

وقال مدير دائرة المعابر في غزة، ماهر أبو صبحة، إن السلطات المصرية، واصلت فتح معبر رفح البري الواقع على الحدود مع جنوبي قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، لسفر الحالات الإنسانية، ولدخول المسافرين العالقين في مصر.

وكانت السلطات المصرية، قد أبلغت، السبت، الجانب الفلسطيني رسميا، بفتح المعبر ليومين متتالين (الأحد والاثنين)، في كلا الاتجاهين.

ووفق هيئة المعابر بغزة، فقد غادر القطاع أمس الأحد، نحو 630 مسافرا، فيما وصل القطاع 378 عائدا.

وناشد أبو صبحة، السلطات المصرية بفتح المعبر لأيام إضافية أخرى، وفتحه بشكل دائم، للتخفيف عن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأغلقت السلطات المصرية، معبر رفح البري، عقب الهجوم الذي تعرض له الجيش المصري، بمحافظة شمال سيناء (شمال شرق)، يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأسفر عن سقوط 31 قتيلا، و30 مصاباً، وفق حصيلة رسمية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com