لماذا أقال السيسي مدير المخابرات العامة من منصبه؟
روجت مواقع تابعه لجماعة "الإخوان المسلمين" شائعات حول انتهاء عمل رئيس المخابرات المصرية السابق، محمد فريد التهامي، وتعيين رئيس جهاز الأمن القومي، التابع للمخابرات المصرية، اللواء خالد فوزي، رئيسًا للجهاز.
باعتبار أن الخطوة جاءت ضمن بنود المصالحة المصرية ـ القطرية التي تمت برعاية سعودية السبت بالقاهرة بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الديوان الملكي السعودي، والمبعوث الخاص لأمير قطر.
الشائعات قامت بربط الزيارة القطرية والإعلان عن إتمام المصالحة، بإنهاء عمل "التهامي"، بدعوى أن الأمر عبارة عن إقالة جاءت مشروطة من قطر لإتمام المصالحة، نظرًا للدور الخفي الذي لعبه "التهامي" منذ عزل الرئيس محمد مرسي.
بالنظر إلى تاريخ "التهامي"، فهو واحد من رجال الأجهزة السيادية المقربة لـ"السيسي"، الذي تولى في السابق منصب رئيس المخابرات العسكرية، ثم رئيسًا لجهاز الرقابة الإدارية لمدة تزيد على 9 سنوات، ثم أقيل في عهد "مرسي" ليعيده "السيسي" عندما كان وزيرًا للدفاع في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، في منصب هو الأهم على مستوى الأجهزة السيادية في مصر، كرئيس للمخابرات العامة.
وفي هذا السياق، قال مصدر مصري مطلع، إن هناك 3 أسباب غير خفية تؤكد عدم إقالة "السيسي" لرئيس المخابرات "التهامي"، الأول يتعلق بحالته الصحية، نظرًا لوجود بعض المتاعب التي تزايدت في الفترة الأخيرة، موضحًا أنه تقدم مرتين بطلب إلى الرئيس المصري، بإعفائه من المهمة خلال العام الماضي، لكن "السيسي" أصر على وجوده في منصبه، نظرًا لكفاءته وقوته في قيادة هذا الجهاز السيادي الذي كان له دور أساسي ومحوري في المرحلة الماضية بعد سقوط حكم "الإخوان" وتقوية الجبهة الداخلية ومواجهة الأخطار الخارجية من دول تعادي القاهرة في المنطقة، وهي المخاطر التي مازالت مستمرة، ومع تردي الحالة الصحية، كان الاتفاق بإنهاء خدمته مع إتمام الـ 68 عامًا.
وأشار المصدر في تصريحاته الخاصة لـ"إرم"، إلى أن السبب الثاني لعدم إقالة "التهامي"، هو أن "السيسي" أحضره إلى هذا المنصب على الرغم من قيام نظام "الإخوان" بإنهاء مسيرته العملية بإصدار قرار للتقاعد، فإذا كانت هناك خلافات في العمل سابقة بين الاثنين ـ كما ردد من جانب جماعة "الإخوان" ـ فلمَ يأتي به إلى هذا المنصب، بالإضافة إلى أنه من الصعب أن تأتي دولة صغيرة لطلب الصلح لتملي شروطًا بإقالة أكبر جهاز سيادي في مصر.
وقال المصدر إن السبب الثالث، يتعلق بقوة "التهامي"، هذا الشخص الذي قام بتصحيح عدة مسارات داخل جهاز المخابرات، لاسيما أن هذا الجهاز الحيوي، مثله مثل مؤسسات مهمة في الدولة.
