مصر.. صراع مستمر قبيل انتخابات البرلمان
مصر.. صراع مستمر قبيل انتخابات البرلمانمصر.. صراع مستمر قبيل انتخابات البرلمان

مصر.. صراع مستمر قبيل انتخابات البرلمان

يقول مراقبون إن "معارك تاريخية متجددة ومستمرة" تدور على دوائرمصرية، في الوقت الذي بدأت فيه الأحزاب والتيارات السياسية بإعداد العدة لخوض الانتخابات البرلمانية التي تستكمل بها خارطة الطريق الموضوعة في يوليو 2013 بعد إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين.



وتهدف هذه المعارك إلى الحصول على أكبر عدد من المقاعد في مقاعد الفردي والقائمة، وهي بمثابة محك للصراع بين قيادات سياسية وشخصيات عامة.


وتتبدل هذه الشخصيات مع الأنظمة طوال تاريخ الحياة النيابية في مصر انطلاقاً من أول انتخابات في عام 1924 في عهد الملك فؤاد، مروراً بالنظام الجمهوري في انتخابات 1956 مع الرئيس جمال عبد الناصر.


وتستمر هذه الدوائر في أهميتها ومكانتها في حكم أنور السادات، ومحمد حسني مبارك، والمجلس العسكري، وصعود "الإخوان المسلمين" إلى ساحة المنافسة العلنية نهاية بحكم عبد الفتاح السيسي.


وتعطي مجموعة من المعايير وفرضيات لشروط اللعبة السياسية والمصالح الحزبية والاقتصادية والاجتماعية، أهمية لما يقارب 10 دوائر تكون بمثابة "البطة السمينة"، بحسب مراقبي السياسة مع مختلف الحقب السياسية.


وعلى الرغم من أن طبيعة وصول المرشح إلى كرسي البرلمان، هو القيام بدور سياسي يتعلق بالتشريع والرقابة على الحكومة، بجانب دور فرعي خاص بخدمة أبناء الدائرة، إلا أنه من الطبيعي وجود مصالح خفية تقف وراء وصول هذا النائب لمقعد الدائرة التي يراهن عليها، ولاسيما أنه يتكلف مصاريف في الحملات الانتخابية تتجاوز ملايين الجنيهات، في حين أن راتبه وبدلاته السنوية لا تتجاوز الـ 300 ألف جنيه.


وتدور أهمية هذه الدوائر في النظام الفردي فقط الذي يطل في الانتخابات البرلمانية المقبلة بـ 210 دوائر، بها 420 مقعداً.


وتتصدر قائمة هذه الدوائر التي تحمل الصراع التاريخي، دائرة قصر النيل، الكائنة في القاهرة، وتضم مناطق "جاردن سيتي، قصر العيني، الزمالك، ميدان التحرير، الجزيرة"، وهي دائرة تكتسب أهميات عدة، أولاها وجود مقرات الحكومة والسفارات الكبرى مثل البريطانية والأمريكية والإيطالية في إطارها، فضلاً عن مقر مجلس الوزراء والبرلمان، والجامعة الأمريكية،
فضلاً عن أن سكانها من الشخصيات السياسية المؤثرة، نظراً لأخذ الشخصيات السياسية والوزراء منذ فترة الملكية وحتى الآن، إن قل الأمر تدريجياً، أحياء الزمالك، جاردن سيتي للمعيشة اليومية.


وهذه الدائرة كان لها احتكار سابق للنائب هشام مصطفى خليل، نجل رئيس الحكومة الأسبق، وبعد ثورة 25 يناير شهدت صراعاً من جانب "الإخوان" للفوز بها، ولكن احتدم الأمر بين جميلة إسماعيل ومحمد أبو حامد التي نالها في الاستحقاق الماضي.


وينطبق نفس الأمر تقريباً على "السيدة زينب" الملقبة بدائرة "العظماء"، فهي من خاض عليها زعيم الأمة سعد زغلول المنافسة في أول انتخابات عام 1924، وكانت مقراً لبيت الأمة، فضلاً عن وجود المقرات الحكومية فيها، وهي الدائرة التي كانت تحت استحواذ واحد من أهم رجال نظام مبارك، وهو رئيس مجلس الشعب السابق، د. فتحي سرور، ودائماً ما تشهد صدامات، ولاسيما أن "الإخوان المسلمين" كانت تراهن عليها دائماً، وفازت بها في انتخابات 2011، بينما يستعد شخصيات بارزة في الحزب الوطني المنحل لتكون تحت أيديهم.


دائرة صراع أيضاً، هي في منطقة "الزيتون"، التي تعتبر من أهم المناطق والأحياء في مصر، ويقع بداخلها مجموعة من المؤسسات السيادية والقصر الجمهوري في "القبة"، وكانت احتكاراً في الماضي لأحد رموز نظام مبارك، رئيس ديوان الجمهورية، د. زكريا عزمي، في حين فاز بها "الإخوان" في الانتخابات الماضية، ويراهن عليها عدد كبير من الأحزاب، لكونها دائرة تحكم رئيسية، فيما يتعلق بالسياسة والاقتصاد، وتحتوي على عدد كبير من الناخبين.


ومن ضمن الدوائر التي تشهد صراعاً تاريخياً مازال مستمراً، دائرة "الباجور" بمحافظة المنوفية، التي اكتسبت شهرتها وقوتها المستمرة، منذ الستينيات، عندما خرج منها القيادي الشاب في الاتحاد الاشتراكي، كمال الشاذلي، الذي تنقل في مناصب حزبية متحكمة مع تغير مسمى الحزب الحاكم، ليكون السياسي الحزبي الأول والمتحكم في السياسة المصرية على مدار 30 عاماً من حكم مبارك، وهي الدائرة التي يتجدد فيها صراعات حالية بين أبناء وأقارب الشاذلي من جهة، ومن جهة أخرى، أقارب الرئيس الأسبق حسني مبارك، بالإضافة إلى الوجود السلفي والإخواني بها.

ودائرة "منوف والسادات"، التي أصبحت من الدوائر المهمة منذ 20 عاماً، مع صعود مهندس سياسة التوريث في مصر، وإمبراطور الحديد، الذي كان سبباً في قيام ثورة 25 يناير، وهي دائرة تحمل العديد من المناطق الصناعية المهمة والمشروعات الاستثمارية الضخمة، وفاز بها في انتخابات 2011، القيادي الإخواني أشرف بدر الدين، الهارب إلى دولة قطر، ومن المنتظر أن تشهد هذه الدائرة، عودة جديدة لـ"عز"، بعد إعلان غير مباشر من جانبه تسبب في إثارة للشارع السياسي المصري.


وأيضاً نجد دائرة "تمي الأمديد" في محافظة الدقهلية، التي تشهد تجدداً لصراع بين المحامي الشهير، مرتضى منصور، وأحد رجال المال، عبد الرحمن بركة، حيث يستبدل كل منهما في كل دورة الكرسي بعد معركة نارية مستمرة ومستجدة هذا العام.


أما دائرة "ديرب نجم" بالشرقية، فهي تشهد صراعاً مستمراً على كرسي البرلمان، من جانب عائلة وزير الاقتصاد السابق، مصطفى السعيد، وأحد أباطرة الصناعة في مصر، طلعت السويدي، حيث يتواجد الصراع بين العائلتين منذ عام 1970، على الرغم من انضمام الأسرتين للاتحاد الاشتراكي، ثم حزب مصر، ثم الحزب الوطني، ومع تغير الأسماء، فقد كانت هي الأسماء الحاكمة.


من المعروف أن المال يتحكم بشكل كبير في الانتخابات البرلمانية، وما يجعل عدداً كبيراً من رجال الأعمال يعملون على حماية مصالحهم من خلال كرسي البرلمان، ومن بينهم رجل الأعمال المحسوب على الحزب الوطني المنحل، محمد أبو العينين، الذي دائماً ما كان يفوز بدائرة الجيزة بعد صراع مع مرشحي الإخوان، الذين كانوا يتسترون وراء صفة "المستقل"، ولكنه تركها لهم في 2011، حماية لمصالحه المالية، ولكنه يجهز لعودة مهمة في انتخابات 2014.


دائرة "الرمل" في الإسكندرية، هي من أكبر دوائر الجمهورية، ومن أهم دوائر العاصمة الثانية "الإسكندرية" نظراً لكون الدائرة مقراً لكبار التجار والصناع، والمناطق الحيوية بالمدينة، وكان لها صراع أخير بين أحد رموز النظام السابق، اللواء محمد عبد السلام المحجوب، القيادي الإخواني صبحي صالح، وهي دائرة تشهد حالياً صراعاً مبكراً، لاسيما أنها تعتبر مقراً لقوى الإسلام السياسي، المنقسمة بين دعم "الإخوان" من جهة، والتحالف مع النظام من جهة أخرى مثل حزب "النور".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com