بعد تصاعد الانتقادات.. هل تشهد العلاقة بين مصر وتركيا مزيدًا من التوتر؟
بعد تصاعد الانتقادات.. هل تشهد العلاقة بين مصر وتركيا مزيدًا من التوتر؟بعد تصاعد الانتقادات.. هل تشهد العلاقة بين مصر وتركيا مزيدًا من التوتر؟

بعد تصاعد الانتقادات.. هل تشهد العلاقة بين مصر وتركيا مزيدًا من التوتر؟

بعد تصاعد وتيرة الانتقادات المتبادلة بين الخارجية المصرية، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اختلف خبراء ومراقبون حول التوقعات التي يمكن أن تشهدها الفترة القادمة بين القاهرة وأنقرة، ومدى تأثيرها على المسار السياسي والاقتصادي.

يأتي ذلك، بعد أن تحولت مصر من موقف الامتناع كثيرًا عن الرد تجاه هجوم أردوغان، إلى إصدار البيانات الرسمية بالأرقام حول ما اسمته الممارسات القمعية للرئيس التركي.

وتصاعدت وتيرة الرد المصري على الهجوم التركي؛ ليرى وزير الخارجية المصري سامح شكري أن أرودغان لا يجب أن يتم إعطاؤه أكبر من حجمه في ظل حالة الحقد التي يتبناها ضد مصر، بحسب وصفه، فيما صدر بيان من الخارجية المصرية متضمنًا هجومًا غير مسبوق، وذلك بعد مهاجمة أردوغان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وانتقاداته لرؤساء وقادة الاتحاد الأوروبي لحضورهم القمة العربية الأوروبية مؤخرًا بشرم الشيخ.

في هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر بدأت التصعيد السياسي ضد تركيا، بعد أن امتنعت عن اتخاذ هذا الأسلوب لفترة طويلة، الأمر الذي يعني مرحلة جديدة من التوتر قد تكون أكثر سخونة وتصعيدًا في العلاقات خلال الفترة القادمة، بحسب قوله.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن تأثير ما جرى مؤخرًا قد ينعكس على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين سواء في المعاملات التجارية أو الاستثمار والقطاع السياحي، بالرغم من عدم تأثر هذه القطاعات بالتوتر السابق خلال الفترة الماضية.

وتابع: "مصر لا تزال تصعد موقفها وترد عبر وزارة الخارجية، وليس شخص الرئيس كما يفعل أردوغان، وهذه صياغة دبلوماسية جيدة".

من ناحيتها، وصفت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، هجوم وانتقادات أردوغان على مصر بأنها "انتقادات موسمية" تعبر عن عدم التوزان وعدم التحكم في المشاعر التي يحملها تجاه مصر، منتقدة تصدر أردوغان لمشهد الهجوم، وهو ما لم يكن معروفًا أو متبعًا من قبل الزعماء والقادة تجاه أي دولة، وهو ما يقلل من شأن الرئيس التركي، ويعظم من شأن مصر التي ترد بأسلوب معين وعبر شخصيات معينة.

وعن المرحلة القادمة، قالت الشيخ، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن العلاقات الاقتصادية لن تشهد تغيرًا كبيرًا بسبب موقف مجلس الأعمال المصري التركي الرافض لاتخاذ أي موقف اقتصادي بناء على الموقف السياسي، ومن ثم سيقتصر الأمر على التصعيد السياسي، أو تبادل التصريحات، مشيرة إلى أن أردوغان لا يزال يعيش صدمة فشل حلم عودة الإمبراطورية العثمانية في المنطقة، خاصة بعد إسقاط نظام حكم جماعة الإخوان في ثورة 30 يونيو بمصر، وعودة الاستقرار نسبيًا للمشهد السوري بمساعدة وجهود مصر مع آخرين في هذا الصدد.

وتضيف الشيخ: "أردوغان يشعر بالصدمة لاستجابة قادة الاتحاد الأوروبي للقمة المصرية، بعد اعتقاده المسبق بأنه بوابة العرب تجاه أوروبا، وبالتالي جاءت القمة العربية الأوروبية بمثابة صدمة له، فأراد توجيه الأنظار إليه، وإشغال مصر في معكرة كلامية تسيطر على الساحة الإعلامية على حساب القمة المنعقدة، في ظل احتضانه لأبواق إعلامية لجماعة الإخوان يدعمها بنفسه".

في المقابل، رأى الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مرحلة التصعيد الحالية، ربما تكون بداية لحلحلة الأزمة الراهنة بين القاهرة وأنقرة.

وأوضح: "أعلم أن هناك شخصيات ليست في موقع المسؤولية الرسمية بتركيا تسعى لحل الأزمة، وربما يكون التصعيد الحالي وتعقيد الأمور بشكل أكبر بداية للحل".

وأضاف اللاوندي، في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، أن مصر لم تفعل سوى رد الإساءة بإساءة فقط، والعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين يحكمها رجال الأعمال بشكل أكبر، ولديهم قرار مسبق بالبعد عن المنعطف السياسي وتغيراته، مختتمًا بقوله: "أتوقع بقوة حل الأزمة، خاصة أن الرئيس السيسي لا يوجه بشخصه أي إساءة لأحد، وهذا تعامل القادة الكبار، وهو الأمر الذي يعد بابًا مفتوحًا لعودة العلاقات، وتخلي أردوغان عن جماعة الإخوان".

يذكر أن الخارجية المصرية أصدرت بيانًا، صباح الأربعاء، سردت فيه قيام أردوغان بحبس وسجن الصحفيين الذين وصل عددهم إلى 175 صحفيًا وعاملًا بالمجال الإعلامي، ووجود ما يزيد عن 70 ألف مُعتقل سياسي داخل تركيا، وفصل أكثر من 130 ألف موظف تعسفيًا من وظائفهم الحكومية، ومُصادرة أكثر من 3000 جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية.

وتطرق البيان إلى إصدار أوامر اعتقال بحق أكثر من 1400 مواطن تركي، وإصدار إجراءات عقابية ضد العشرات من الأكاديميين والصحفيين ورموز المجتمع المدني ومجتمع الأعمال، ومنها الحُكم الصادر مؤخرًا ضد 16 شخصًا بعقوبة السجن المؤبد، ومنهم المدافعون عن الحريات المدنية وعدد من الصحفيين المعارضين نتيجة ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي، والحُكم بإدانة 27 أكاديميًا تركيًا بسبب توقيعهم عريضة في العام 2016 تدعو لإنهاء النزاع المُستمر لمدة 30 عامًا بين الدولة التركية والأكراد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com