دلالات الدعم المصري للسودان في أزمته الحالية
دلالات الدعم المصري للسودان في أزمته الحاليةدلالات الدعم المصري للسودان في أزمته الحالية

دلالات الدعم المصري للسودان في أزمته الحالية

مثّلت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الخميس، محطة فارقة في علاقة البلدين التي شهدت توترات خلال الفترة الماضية قبل أن يجرى احتواؤها.

الزيارة التي انتهت بإعلان القاهرة دعمها الكامل للخرطوم جاءت في توقيت مهم في ظل الأجواء والاحتجاجات المتصاعدة في السودان على خلفية رفع الأسعار، ووصلت فيها المطالبات بإسقاط حكم الرئيس السوداني عمر البشير.

الاجتماع الرباعي الذي شهدته الخرطوم هو الثاني، بعد اجتماع مماثل عُقد في الثامن من شباط/فبراير 2018، في القاهرة ومهّد لعودة السفير السوداني إلى القاهرة الذي كانت الخرطوم استدعته؛ إثر توتر العلاقات بين البلدين بسبب خلافات حول العلاقات والملفات الإقليمية.

لكنّ اللافت في تطور العلاقات أنّها جاءت في أعقاب توتر وصل إلى حد اتهام البشير لجهات مخابراتية مصرية بدعم المتمردين في إقليم دارفور (غرب) بمدرعات بعد هجوم شنّه هؤلاء، لكن علاقة البلدين تحسنت لاحقًا عقب مشاركة البشير في تشرين الأول/أكتوبر 2016 في احتفال في القاهرة في ذكرى حرب أكتوبر.

التطور الحالي اعتبره مراقبون ذا دلالات عديدة، في ظل توقع بأن يكون الوفد المصري نقل معلومات أمنية إلى الجانب السوداني، لأن جميع المؤشرات تتجه إلى تدخل جماعات وأصابع خارجية في أحداث الخرطوم، وفق قولهم.

وقال الخبير في الشؤون الأفريقية والسياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور هاني رسلان لـ"إرم نيوز"، إنّ "جهاز المخابرات المصري لديه معلومات بشأن الأحداث الجاري في السودان، وطبيعة التدخلات الخارجية، وما هي الأطراف المتورطة في الأحداث"، مشيرًا إلى أن "زيارة الوفد المصري تنخرط في هذا الإطار، بالإضافة إلى البناء على نتائج زيارة الرئيس المصري الأخيرة للسودان".

ولفت إلى أن "الرئيس السيسي نجح في تحقيق تقارب غير مسبوق مع النظام الحاكم في السودان منذ توليه الحكم رغم التوتر التي شهدته العلاقات الثنائية سابقًا"، لافتًا إلى أنّ "البلدين يعززان حاليًّا التعاون الأمني لمواجهة التحديات الإرهابية والمخاطر الأمنية الكبرى".

وأوضح أن "التطور الحالي هو نتيجة طبيعية لمواجهة تهديدات الجماعة الإرهابية عبر الحدود الجنوبية المصرية وتعزيز التعاون والتدريب العسكري في هذه المناطق"، موضحًا أن "مصر تواجه تحديات أمنية عبر الحدود الشرقية والغربية والجنوبية".

وأكد أن "مصر دفعت في اتجاه تلطيف الأجواء لعدة أسباب من بينها البحث عن حلول جوهرية لأزمة المياه وبناء السد الإثيوبي، إذ حققت خطوات متقدمة في علاقتها مع السودان والتي تعد مكسبًا كبيرًا في خطوات المفاوضات مع أديس أبابا".

أما عضو لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري، النائب أحمد فؤاد أباظة، فقال لـ"إرم نيوز"، إنّ زيارة الوفد المصري وتصريحاته عقب اللقاء تترجم التعاون الأمني الذي بدا خلال الفترة الأخيرة، لمواجهة التحديات التي تُلم بالمنطقة باعتباره مصيرًا واحدًا.

وقال أباظة إنّ "البلدين تخطيا التوتر ببناء علاقات اقتصادية، في ضوء نتائج الاجتماع السابق الذي عُقد في شهر نوفمبر الماضي بالعاصمة المصرية حين جرى الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل البحري، مع التأكيد على تطوير التعاون في مجال مياه النيل في إطار الاتفاقيات الموقعة، وتنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الأثيوبية بشأن سد النهضة".

ولفت إلى أن "هناك اتفاقًا ثنائيًا أيضًا بعد التوترات الأخيرة بين البلدين والتي نجحت القيادة السياسية المصرية في احتوائها، ينص على تصحيح التناول الإعلامي ونقل الصورة الصحيحة للعلاقات بين البلدين".

ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، زار البشير مصر بعد أسبوعين من استضافة الخرطوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يرافقه 12 وزيرًا من حكومته لإجراء مباحثات تم خلالها توقيع 12 اتفاقًا.

وإثر الزيارة قررت الحكومة السودانية إلغاء الحظر على استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية المصرية الذي استمر 17 شهرًا، كما جرى الاتفاق على خطوات عملية لتحسين العلاقات بين البلدين ومنع التشاحنات.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com