القبائل: الحل الأمني لا يكفي لهزيمة الإرهاب بسيناء
القبائل: الحل الأمني لا يكفي لهزيمة الإرهاب بسيناءالقبائل: الحل الأمني لا يكفي لهزيمة الإرهاب بسيناء

القبائل: الحل الأمني لا يكفي لهزيمة الإرهاب بسيناء

أكد عدد من شيوخ القبائل بسيناء أن الحرب التي تخوضها مصر حاليا ضد الجماعات التكفيرية في سيناء لاسيما على الشريط الحدودي بين رفح وقطاع غزة، لا يكفي فيها الحل الأمني بمفرده ولابد من تضافر الجهود الفكرية والاجتماعية والتنموية لتكون بمثابة "ظهير شعبي" لقوات الجيش والشرطة وفق رؤية سياسية شاملة للقضاء على الإرهاب نهائيا في شبه الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 60 ألف كيلو متر مربع ويقطنها نحو 600 ألف نسمة معظمهم من قبائل البدو.

وفي تصريحات خاصة لشبكة "إرم" الإخبارية، قال الشيخ هليل أبو القيعان، شيخ مشايخ قبيلة "بلي"، أنّ أحد الأبواب الرئيسية لانتشار الإرهاب في القرى والمدن السيناوية هو الفقر والبطالة، محذرا من ارتفاع عدد العاطلين إلى 22 ألف شاب بشمال سيناء عام 2013 أي بمعدل 16%.

وهذا الارتفاع يعود إلى فقدان الوظائف فيما يسمي "الاقتصاد الأسود" المرتبط بالتهريب وتجارة الأنفاق غير المشروعة والذي تعيش عليه قلة منحرفة لا تعبر عن جموع الشرفاء من السيناوية، بعد سيطرة الدولة بدرجة كبيرة على الحدود وهدم أنفاق التهريب، دون أن يترافق مع ذلك تنمية فعالة في الاقتصاد المشروع تساعد على خلق الوظائف البديلة.

إقصاء وتهميش

ويؤكد أبو القيعان أنّ خطط تنمية سيناء بحاجة إلى مراجعة فورية حيث لا يقطف أبناء البادية سوى أقل الثمرات من المشروعات السياحية الكبرى لا سيما في جنوب سيناء حيث شرم الشيخ والغردقة، حيث أن معظم العمالة تأتي من محافظات السويس والوادي، مشيرا إلى أهمية إصدار قانون يعطي الأولوية لشباب سيناء في العمل بهذه المشروعات من خلال تخصيص نسبة 50% من عدد العاملين بكل مشروع لهم.

ويشير أبو القيعان إلى أن 75% من حملة الشهادات العليا والمتوسطة من أبناء البادية لا يجدون فرصة عمل، فضلا عن أنّ بعض السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدولة في أنظمة سابقة أدت إلى شعور أبناء سيناء بالإقصاء والتهميش نتيجة استبعادهم من الوظائف المرموقة بالأجهزة الأمنية، والنظر إليهم طوال الوقت بعين الاشتباه والشكوك من جانب السلطات.



أزمة إعلام وتشريع

ويعتب الشيخ راشد السبع، البرلماني السابق بمجلس الشورى عن شمال سيناء، على وسائل الإعلام وصناع السينما والدراما التلفزيونية بسبب الصورة النمطية التي رسختها في أذهان الرأي العام والتي تقرن أبناء سيناء بتجارة السلاح والمخدرات، معتبرا أنها تقدم بذلك - دون أن تقصد - أفضل خدمة للإرهاب والمتطرفين حيث عممت سلوك القلة على الأغلبية الساحقة من المواطنين الشرفاء.

ويحذر الشيخ راشد من خطورة الروتين والبيروقراطية التي دائما ما تعوق تنمية المجتمع السيناوي، فضلا عن الافتقار إلى الدراسات الميدانية للمشروعات الكبرى، وأيضًا غياب التنسيق وتجاهل آراء أبناء المنطقة حول المشروعات التي يتم تنفيذها على أرض سيناء، مما تتسبّب في تعطل المشروعات وإهدار المال العام، مشيرا إلى عدم وجود إرادة سياسية لتحقيق التنمية الشاملة في الفترات السابقة، حيث دأبت الحكومات المتعاقبة على الإعلان عن مشروعات تنموية ضخمة دون توضيح للجداول الزمنية أو المالية للتنفيذ.

ويؤكد الشيخ راشد أنّ العقبات التشريعية والقانونية من أهم معوقات التنمية، حيث يخضع الاستثمار بسيناء لنفس المنظومة التشريعية التي يخضع لها الاستثمار في مصر بصفة عامة وهو ما يتجاهل خصوصية شبه الجزيرة، بالإضافة إلى القانون رقم 14 لعام 2012 المنظم لتملك الأراضي والمشروعات في سيناء، وتتعدد هذه القوانين وأحيانا تتعارض فيما بينها.

وزارة جديدة

ويطالب الشيخ عبد الله جهامة – رئيس جمعية مجاهدي سيناء وعضو المجلس الرئاسي للقبائل العربية – بإنشاء وزارة مستقلة لتنمية سيناء، والإسراع في ترسيم حدود محافظة جديدة هي وسط سيناء تضاف إلى محافظتي شمال وجنوب شبه سيناء، مشيرا إلى أن سيناء تعد من أفضل المناطق التي تتمتع بمقومات مشجعة للاستثمار الزراعي، نظرا لوجود المناخ المناسب وتوفر أشعة الشمس على مدار السنة وبذلك يمكن إنتاج النباتات الطبية المختلفة في الوقت الذي يغطي فيه الجليد أراضي أوروبا وغيرها من البلاد التي تستورد أنواعا كثيرة منها بالإضافة إلى الطبوغرافية بسطح التربة من حدود السواحل الشمالية حيث البحر المتوسط حتى السواحل الجنوبية حيث البحر الأحمر مما يوفر المناخ المتعدد والأنواع المختلفة من الأراضي والملائمة لزراعة العديد من النباتات النادرة والمحاصيل النوعية.

إمكانيات واعدة

ويضيف الشيخ عبد الله أنّ المنطقة الشمالية من شبه جزيرة سيناء تصلح لزراعة أصناف عديدة من محاصيل الخضر والفاكهة. مثل الزيتون الذي تستورده أسبانيا حيث يعد الزيتون السيناوي أفخر أنواع الزيتون في العالم، كما أن البلح السيناوي يمكنه أن ينافس نظيره العراقي في كل مجالات إنتاجه سواء الحفظ أو التعبئة.

وعن الاستزراع السمكي أوضح أنه يمكن لمصر أن تنتج أفخر أنواع الأسماك من سيناء عبر سلسلة من البحيرات والمصايد والمزارع بشرط وضع ضوابط تتمثل في تحريم الصيد في أوقات محددة لإعطاء فرصة لنمو الأسماك، مشيرا إلى أن سيناء كانت تشتهر بإنتاج أكثر أنواع الزهور جمالا وندرة وتصدرها لأوروبا، وللأسف أصبحت هذه الزراعات غير موجودة.

وقال إنّ تقديرات الخبراء تشير إلى أنّ هناك أكثر من نصف مليون فدان قابلة للزراعة في وسط وشمال سيناء والتي ينبغي التركيز عليها وإعطاؤها أولوية على أي مشروع آخر للتوسع الزراعي بمصر، مؤكدا أنه من البديهي أن يحصل أهل سيناء على أولوية في توزيع الأراضي التي سيتم استصلاحها فيها، إذا كانوا سيقومون بزراعة تلك الأراضي بأنفسهم فعليا بمساحات محددة بخمسة أفدنة لكل فلاح أو خريج من خريجي المدارس أو الكليات الزراعية. ومن الضروري أن يترافق مشروع كهذا مع استخدام أحدث تقنيات الزراعة وتربية الماشية والأسماك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com