القاهرة تقود تحالفاً إفريقياً لمواجهة الإرهاب
القاهرة تقود تحالفاً إفريقياً لمواجهة الإرهابالقاهرة تقود تحالفاً إفريقياً لمواجهة الإرهاب

القاهرة تقود تحالفاً إفريقياً لمواجهة الإرهاب

تقيم القاهرة جولة مشاورات بدأته منذ شهور لتشكيل "تحالف إفريقي موسع لمواجهة الإرهاب"، فيما يقول مراقيون إنه لا يتعارض مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه سيتخذ أشكالاً مختلفة تتناسب والقاهرة الإفريقية.



وأسفر اجتماع الدورة الخامسة للجنة المشتركة بين مصر وإثيوبيا بأديس أبابا في الثالث من الشهر الجاري عن نتائج إيجابية للغاية في هذا الشأن، بحسب مصادر دبلوماسية مصرية.

الاتحاد الإفريقي

قال مصدر لشبكة "إرم" الإخبارية، إن القاهرة توصلت إلى نتائج إيجابية للغاية بشأن تشكيل ذلك التحالف خلال الفترة المقبلة، عبر اتصالات أجرتها بلاده مع العديد من الدول الإفريقية كانت آخرها إثيوبيا، لافتاً إلى أن مصر تتواصل الآن مع عدد من الدول المؤثرة في الاتحاد الإفريقي من أجل تبني الاتحاد ومجلس السلم والأمن التابع له تلك المقترح من أجل إعطاء شكلاً أكثر فعالية وتأثير.

وأشار إلى أن نتائج المباحثات التي أجرتها القاهرة إيجابية في مجملها، فيما جاءت ردود الأفعال بين مستحسن للأمر ومؤيد بشدة وبين من يطلب شروطًا معينة وضمانات حتى لا تتحول القارة الإفريقية إلى ساحات حروب هي في غنىً عنها بطبيعة الحال.

السودان.. موافقة مشروطة

وأوضح المصدر أن مناقشات الرئيس السودان عمر البشير بالقاهرة نهاية الشهر الماضي تطرقت إلى ذلك الأمر، فيما أبدى البشير موافقته على المقترح، لكنه طرح عدة تحفظات وشروط جاءت مجملها متوافقة مع الرؤية المصرية، من أجل ضمان عدم تطور الدول الإفريقية في صدام مع جماعات مسلحة أو تكتلات إقليمية أخرى.

وعرضت السلطات المصرية على الرئيس السوداني عدة مطالبات حال الانضمام إلى التحالف الإفريقي ونجاح التعاون المشترك بين بلاده والقاهرة، وعلى رأسها عدم إيواء العناصر المتشددة التي هربت ومازالت من مصر عبر الحدود السودانية، كما طالبت مصر من البشير تسليم كافة المطلوبين أمام المحاكم المصرية وهاربين إلى السودان، لاسيما أن معظم المضبوطين من المطلوبين أمنيًا كانوا في طريقهم إلى السودان وعلى رأسهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة.

اجتماع مرتقب

وتوقعت المصادر أن تتفق الدول الموافقة على المقترح المصري على اجتماع تحتضنه القاهرة مطلع العام المقبل لمناقشة تفاصيله والاتفاق على الخطوات العملية لذلك، منوهًا بأن المقترح المصري ما زال طي المشاورات ولن يتم الإعلان عن أي من تفاصيله قبل الحصول على وعود رسمية بالموافقة على تدشينه.

ولم تكشف المصادر عن تفاصيل المقترح المصري، لكنها أشارت إلى أنه سيحتوي على بنود تتعلق بضرورة تسليم كافة المطلوبين أمنيًا لدي أي من الدول أعضاء التحالف المزمع تكوينه، بالإضافة إلى تنفيذ خطة توعوية من خطورة الإرهاب ومحاصرة مصادر تمويله، وتقديم كافة المعلومات الاستخباراتية بشأن التنظيمات المسلحة بين دول التحالف، ورصد وتعبئة موارد مالية كبيرة للمساعدة على بتر تلك التنظيمات.

وقالت المصادر إن التحالف المزمع تشكيله لن يكون بديلاً عن القوات الدولية لحفظ السلام، أو متجاهلاً الجهود الدولية في هذا الصدد، ولكنه سيكون إطارًا تنظيميًا وتعاونيًا أكثر منه مسلحًا يهدف إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية بالدول التي تعاني إرهابًا منظمًا، لافتًا إلى التحالف لن يكون موجهًا للمناطق التي تشهد نزاعًا أهليًا أو خلافًا سياسيًا.

التنظيمات الإفريقية

وتعاني الدول الإفريقية من جحيم التنظيمات الإرهابية والحروب المسلحة منذ سنوات، ما أسفر عن مقتل المئات وتشريد الآلاف وتأخير القارة الإفريقية عن مسيرة التنمية العالمية، فضلاً عن غياب الثقافة وتعليم وتنفشي الجهل والأموية بنطاق واسع.

وتنتشر في القارة السمراء عدة تنظيمات مسلحة أهمها جماعة بوكو حرام بنيجريا والتي قتلت المئات وشردت الآلاف واختطفت عددًا كبيرًا من النساء والأطفال على رأسهم اختطاف عدد من الطالبات لم تفرج عنهن حتى الآن وقالت إنهن اعتنقن الإسلام.

وبمصر تنشط جماعة "أنصار بيت المقدس" التي أعلنت مسئوليتها عن العديد من العمليات التفجيرية التي طالت قوات الجيش والشرطة بمناطق متفرقة من البلاد وكان آخرها استهداف كمين للجيش بالشيخ زويد بشمال سيناء قتل 30 من أفراد القوات المسلحة وأصاب مثلهم، ما دفع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجول بالمنطقة بالتوازي مع شن حربًا وتمشيط للمنطقة خاصة الشريط الحدودي لملاحقة تلك العناصر المسلحة.

والوضع في شمال إفريقيا أو الساحل أو القرن الإفريقي ومؤخرًا في إفريقيا الوسطى، لا يبدو مطمئنًا كثيرًا، وسط نشاط غير مسبوق للجماعات المسلحة التي تهدد المدنيين. وفي الصومال، فإن تنظيم حركة الشباب الإسلامية أضحت خطرًا يُهدد دول الجوار وليس الدولة الصومالية فحسب.

إلى ذلك، كان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي أعرب أكثر من مرة عن "قلقه الكبير" إزاء "التهديدات الإرهابية" التي تواجهها القارة بشكل متزايد.

داعش على أبواب إفريقيا

وإذا كان التواجد الداعشي غير ظاهر بشكل علني في القارة الإفريقية إلى الآن فإن كافة العمليات الإرهابية والمجازر التي تشهدها القارة الإفريقية تشير إلى حقيقة أن كافة التنظيمات المسلحة هي في حقيقتها "داعشية التفكير والعنف" وإن سُميت بمسميات أخرى. إلا أن أكثر ما يهدد القارة الإفريقية هو ذلك الهاجس الذي بات كابوسًا لكافة الدول والمتمثل في "عودة المقاتلين من سوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية".

تلك المجموعات المسلّحة تجمعها أهداف مشتركة وقرابة أو جوار إيديولوجي، تنشط بشكل منفصل في أغلب الأحيان، لكنها سرعان ما تُنسق في أحيانًا هي بحاجة إليه للتنقل بين الدول المتعددة. فضلاً عما سبق تتشابك تلك التنظيمات بحسب المعلومات الأمنية ضمن خلية عمل واحدة من خلال التنسيق الميداني أحيانًا أو المعلوماتي أحيانًا أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com