يصطف الناس لساعات طويلة للحصول على قطعة خبز فقط في غزة
يصطف الناس لساعات طويلة للحصول على قطعة خبز فقط في غزةUNRWA

بعد أشهر من الحصار.. أطفال يموتون جوعا في غزة

يحاصر شبح الموت جوعًا الغزّيين شمالي قطاع غزة؛ جرّاء الحصار القاسي الذي يتعرض له 600 ألف فلسطيني هناك حوالي نصفهم من الأطفال.

ولم يعد الأمر في إطار التحذيرات فقط بل بات حقيقة مع وفاة عدة أطفال جوعًا؛ بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية.

من بين هؤلاء الأطفال كان محمد الكفارنة البالغ من العمر 7 سنوات، الذي توفي في أحد مراكز الإيواء شمال قطاع غزة جوعًا، بعد أن عاش 4 أيام يشرب الماء غير الصالح للشرب فقط.

وقال بسام الكفارنة والد الطفل محمد، إن "ما حدث أشبه بالخيال، لم أكن أصدق أن هناك أحدًا يمكن أن يموت من الجوع".

أخبار ذات صلة
مسؤولة في "أونروا" لـ"إرم نيوز": شح المواد الإغاثية يهدد بتوقف خدماتنا في غزة

وأضاف الكفارنة: "حتى جاءت لحظة الحقيقة ومات طفلي بسبب الجوع وعدم وجود أي شيء يمكنني أن أطعمه إياه؛ بسبب تعرض المدرسة التي لجأت إليها نازحًا من بيت حانون قد تعرضت للحصار الإسرائيلي المشدد بالدبابات والآليات العسكرية".

وتابع لـ"إرم نيوز"، بقي طفلي محمد يصارع الموت طيلة أربعة أيام لم أتمكن فيها من الخروج وسط إطلاق النار والقذائف العشوائي حتى توفي أمام عيني وعين والدته التي سقطت مغشيًّا عليها، والتي أخشى أن تموت جوعًا هي الأخرى بعد أن صامت عن الكلام والطعام.

وأردف: "بقي ابني ميتًا ومكفنًا بجانب الخيمة في ساحة مركز الإيواء لمدة يومين كاملين، في انتظار أن تنسحب الآليات العسكرية من محيط المدرسة، حتى يتسنى لي دفنه في أحد المقابر القريبة، ومع ذلك لم تنسحب الآليات فاضطررت إلى دفنه مؤقتًا حينها داخل فناء مركز الإيواء التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في مناطق شمال قطاع غزة".

وأكمل والد الطفل المتوفي، أن مراكز الإيواء التابعة للأونروا تحولت لمقابر للاجئين والنازحين على حدٍّ سواء، بعد وقف عملها في الأيام الأولى للحرب وانقطعت إمدادات الغذاء والماء والدواء عن مناطق شمال غزة، وتحولّت المنطقة بأسرها إلى منطقة عمليات خطيرة جدًّا من قبل الجيش الإسرائيلي.

وأوضح الكفارنة، أن عشرات الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء يعيشون ظروفًا معيشية قاسية وصلت إلى حد المجاعة؛ بسبب عدم إدخال أي مواد غذائية منذ قرابة 3 أشهر على محافظتي غزة وشمال غزة، ونفاذ المخزون الغذائي الذي كان موجودًا قبل خروج العاملين في الأونروا باتجاه جنوب القطاع.

أخبار ذات صلة
دخول 10 شاحنات إلى غزة.. خطوة صغيرة أمام أزمة جوع كبيرة

من جهته، قال رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني د.صلاح عبد العاطي أن الجيش الإسرائيلي يرتكب حرب إبادة جماعية بحق قرابة 600 ألف مواطن في مناطق شمال غزة، بقطع إمدادات المساعدات الإغاثية والطبية عنهم منذ أكثر من 3 أشهر.

وحذر عبد العاطي في تصريح "إرم نيوز"، من مخاطر اتساع دائرة حرب التجويع التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين في القطاع، بغرض تعميق الإبادة الجماعية التي تمارسها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكد أنهم تلقوا في الهيئة "إفادات بتسجيل حالات وفاة الأطفال جوعًا داخل مدارس تابعة للأونروا في مناطق شمال قطاع غزة، بعد معاناتهم من مضاعفات صحية نتيجة سوء التغذية".

وشكك المسؤول الحقوقي في الذرائع الأمنية التي تتحجج بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمؤسسات الأممية، لتبرير ترك مئات الآلاف المدنيين يواجهون خطر حرب التجويع الإسرائيلية بمفردهم، دون أن يكون لهم الدور الحازم في الوصول إلى كل فرد في قطاع غزة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن المساعدات المحدودة التي تدخل القطاع يتم توزيعها على مدينة رفح فقط؛ بسبب التوتر الميداني في مدينة خان يونس، وعزل الجيش الإسرائيلي المنطقة الوسطى ومدينة غزة وشمالها.

وتشير بيانات رسمية للأونروا إلى أن متوسط المساعدات الإنسانية الواردة عبر معبر رفح البري بين القطاع ومصر، يقدر بـ55 شاحنة يوميًّا، تمثل 5% فقط من الاحتياجات الأساسية لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com