"معركة الخرطوم".. هل اقتربت ساعة الحسم؟

"معركة الخرطوم".. هل اقتربت ساعة الحسم؟

كثف الجيش السوداني غاراته الجوية على مقار قوات الدعم السريع، في العاصمة الخرطوم، كما دفع بعدد من قوات المشاة من شرطة الاحتياطي المركزي إلى شوارع العاصمة، في مشهد يوحي بأن المعركة ربما "اقتربت من الحسم"، وفقا لمراقبين.

وشهد يوما الاثنين والثلاثاء تحليقا مكثفا للطائرات المقاتلة فوق الخرطوم، واستهدفت غارات جوية أهدافا عسكرية في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، فيما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش باستهداف منشآت خدمية ومرافق طبية.

جميع المؤشرات تؤكد أن حسم المعركة في الخرطوم أمر بات مقضيًا.
المحلل السياسي الدكتور محيي الدين محمد محيي الدين

ميزان القوى

ويقول المحلل السياسي الدكتور محيي الدين محمد محيي الدين إن "الوضع العملياتي يميل لصالح الجيش؛ بسبب انحسار قدرة الدعم السريع على مهاجمة وضرب مراكز استراتيجية، حيث تراجعت هجماتها على مقر القيادة العامة للجيش؛ بسبب تدمير غارات الجيش الجوية المقار الرئيسية لقوات الدعم السريع، وقطع المؤن والإمداد القادم لها من دارفور.

ويضيف محيي الدين، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "جميع المؤشرات تؤكد أن حسم المعركة في الخرطوم أمر بات مقضيًا".

ويشير المحلل السياسي إلى أن انحسار القوة العسكرية لقوات الدعم السريع داخل الخرطوم بدا واضحًا لكن يحتاج إلى وقت، ما قد يدفعها إلى الانسحاب غربا باتجاه إقليم دارفور والحدود الليبية لتبقى هناك.

ويوضح محيي الدين أن الغارات الجوية دمرت البنية التحتية لمعسكرات قوات الدعم السريع كليا ومنعتها من الوصول إليها مجدداً والحصول على الأسلحة، مشيرا إلى وجود مخازن تحت الأرض داخل تلك المقار التي كان أغلبها يتبع لهيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.

ويستبعد محيي الدين أن يذهب الطرفان حاليا إلى طاولة التفاوض، لانشغالهما بحسم المعركة عسكريًا على الأرض.

ويقول المحلل السياسي إن "الجيش يريد أن يذهب لطاولة التفاوض بعد تأمين الخرطوم وإخراج كل ما تبقى من قوات الدعم السريع خارج الأماكن التي تسيطر عليها حاليًا".

في المقابل، يرى محي الدين أن قوات الدعم السريع تريد الذهاب إلى المفاوضات اعتقادا منها أن التفاوض سيحفظ لها وضعا جيدا على الأرض، باعتبار أنها تسيطر حاليا على مناطق استراتيجية تمنحها موقفا تفاوضيا أقوى.

وتوقع محي الدين أن لا يتفاوض الطرفان وأن المعركة لن تتوقف إلا بحسم عسكري ونصر كاسح لصالح الجيش، أو أن تتمكن قوات الدعم السريع من تغيير ميزان القوة العسكرية من خلال تحقيق تقدم جديد على بعض المحاور.

استحالة الحسم

في المقابل، يستبعد المحلل السياسي محمد صالح البشير أن تُحسم المعركة عسكريًا قريبا، لتعادل ميزان القوة بين الطرفين، مشيرًا إلى أن سلاح الطيران الذي يتفوق به الجيش على قوات الدعم السريع اتضح عدم فعاليته في حرب المدن.

ويقول البشير، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن الحرب في شوارع العاصمة الخرطوم تحسمها قوات مشاة على الأرض، وليس الطيران؛ لأن الأهداف متحركة وليست ثابتة.

ويضيف: "قوات الدعم السريع تتفوق تكتيكيا في حرب الشوارع وفق ما أثبتته الوقائع خلال الأسبوعين الماضيين من خلال سيطرتها على جميع المقار التي هاجمتها واشتبكت فيها مع قوات الجيش، كما تصدت للقوات القادمة من الولايات لدعم الجيش بالخرطوم في أربع محاور.

ويرى البشير أن المعركة قد تُحسم بطول الوقت عن طريق الحصار، حيث يحاصر الطرفان بعضهما البعض داخل الخرطوم بالاعتماد على الإمدادات الموجودة لدى الطرفين.

وحذر من أن استمرار الأوضاع الميدانية على تلك الحال قد يفتح الباب أمام التدخل الخارجي.

معركة كسر العظم

من جهته، يصف المحلل العسكري علي ميرغني مجريات الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني بأنها "معركة كسر العظم".

ويؤكد، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن قوات الدعم السريع باتت الأقرب لخسارة المعركة؛ لأنها لا تمتلك إمدادات ولا مقار بعد الضربات الجوية التي طالتها، في المقابل، لا يزال الجيش يمتلك احتياطيا كبيرا من العدة والعتاد داخل معسكراته بالعاصمة الخرطوم والولايات.

ويوضح المحلل العسكري أن الغارات الجوية لعبت دورًا كبيرًا في تدمير مقار قوات الدعم السريع في الخرطوم، ما دفعها للهرب والانتشار داخل الأحياء السكنية.

ويقول الميرغني إن احتماء قوات الدعم السريع بسكان بعض الأحياء كدروع بشرية تسبب في الحد من قدرة الغارات التي يشنها الجيش لتدمير مقارها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com