جندي إسرائيلي يقف قرب دبابتين في قطاع غزة
جندي إسرائيلي يقف قرب دبابتين في قطاع غزةرويترز

هل تشمل التهدئة المرتقبة كافة الجبهات القتالية في غزة؟

تباينت الآراء السياسية حول إمكانية أن تشمل التهدئة المرتقبة بين حركة حماس وإسرائيل، كافة الجبهات القتالية، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يعمل على 3 جبهات رئيسة، هي: قطاع غزة، والضفة الغربية، والحدود مع لبنان.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بتوتر أمني وعسكري كبير في الجبهات الثلاث، فيما يجري وسطاء دوليون وإقليميون مفاوضات غير مباشرة بين طرفي الحرب من أجل التوصل لاتفاق تهدئة ينهي الصراع الدائر حاليًا.

ضمانات إقليمية

وقال المحلل السياسي، أليف صباغ، إن "توصل إسرائيل وحماس لتهدئة في غزة سيؤدي بالتأكيد إلى عودة الهدوء لمختلف الجبهات"، مبينًا أن ذلك سيكون جزءًا من الاتفاق المتوقع بين الجانبين بضمانات إقليمية ودولية.

وأوضح صباغ، لـ"إرم نيوز"، أن "الهدوء على الجبهتين الشمالية وفي الضفة الغربية يعد أحد الأهداف الرئيسة لإسرائيل من مباحثات التهدئة مع حماس، وأنه دون ضمان ذلك؛ فإن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لن تقبل بأي اتفاق ولن تقدم أي تنازلات".

عناصر من حركة حماس خلال الإفراج عن رهائن إسرائيليين في صفقة هدنة سابقة
عناصر من حركة حماس خلال الإفراج عن رهائن إسرائيليين في صفقة هدنة سابقةأ ف ب

وأشار أن "حماس تستغل تلك الجبهات منذ بداية الحرب للضغط على إسرائيل بهدف الحصول على تنازلات في أي صفقة تهدئة محتملة، وهذا الأمر تدركه تل أبيب جيدًا، وتحاول التهرب منه من خلال الضغط على الحركة في غزة".

وقال صباغ إن المؤسسات الأمنية والعسكرية في إسرائيل لا ترغب في إشعال جبهتي الضفة والشمال، كما أن هناك ضغوطًا أمريكية ودولية وإقليمية من أجل منع اندلاع حرب بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا حزب الله اللبنانية.

ولفت المحلل السياسي أن أي مواجهة بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل ستدخل المنطقة في حرب إقليمية، ستمتد لدول المنطقة، وأن الحرب في غزة توشك على الانتهاء في إطار اتفاق إقليمي ودولي شامل.

وزاد: "بتقديري الاتفاق سيكون في إطار تعهد حماس بالعمل على تهدئة جميع الجبهات، وهو الأمر الذي ستقوم به الحركة، كما أنها ستضغط من أجل تجميد أي توتر بين إسرائيل وإيران"، مؤكدًا أن الأولوية ستكون لإعمار غزة.

أخبار ذات صلة
حماس: تلويح إسرائيل بمهاجمة رفح ينسف آفاق أي هدنة

تفاهمات سياسية

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أن "أي اتفاق للتهدئة بين حماس وإسرائيل سيشمل الهدوء على جبهة الضفة الغربية؛ لكنه سيكون منفصلًا عن الجبهة الشمالية مع لبنان، وفي إطار تفاهمات سياسية بين الجانبين".

وأوضح كيوان، لـ"إرم نيوز"، أن "الأطراف الدولية والإقليمية ترغب في اتفاق سياسي بين إسرائيل ولبنان يُحيد ميليشيا حزب الله عن أي توترات إقليمية"، لافتًا أن ذلك سيعزز الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية.

عنصر من ميليشيا حزب الله خلال قصفه موقعًا إسرائيليًا
عنصر من ميليشيا حزب الله خلال قصفه موقعًا إسرائيليًامتداولة

وأضاف أن الاتفاق بين حماس وإسرائيل ربما يضمن هدوءًا مرحليًا مع ميليشيا حزب الله ولبنان؛ "لكن هذا الهدوء لن يدوم في حال لم يتم التوصل لاتفاق سياسي برعاية الولايات المتحدة"، وأن واشنطن ستنجح في هذه المهمة بعد وقف الحرب في غزة.

وأشار إلى أن "الحرب على غزة أعادت تشكيل المنطقة، كما أنه مع توقفها سيكون هناك ترتيبات جديدة لإسرائيل على مختلف الجبهات بالتوافق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، مبينًا أن هذه الترتيبات ستضمن الهدوء لأعوام طويلة.

ووفق المحلل السياسي، فإن "التهدئة المرتقبة ستدفع حماس نحو البحث عن حلول سياسية للأوضاع في قطاع غزة، بما في ذلك الوصول لاتفاق سياسي مع إسرائيل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر الوسطاء الإقليميين".

وختم كيوان بالقول، إن "حماس تسعى، في الوقت الحالي، للاستفادة من أي اتفاق بطرح نفسها بديلًا عن منظمة التحرير الفلسطينية، كما أنها تريد ضمان بقاء حكمها لقطاع غزة"، مشددًا أن هذه الأهداف ستكون مدخلًا لأي اتفاق سياسي بين الحركة وإسرائيل.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com