رأى محللون سودانيون في "إعلان نيروبي" فرصة للسلام تصطدم بأطماع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، الذي يصر وحلفاؤه على استمرار القتال ويرفضون أي مبادرة لإنهاء الصراع.
وتوقع المحللون، أن يعمد البرهان والميليشيات المتحالفة معه وفي صدارتهم "الإخوان"، على إفشال "إعلان نيروبي" الذي تم توقيعه في العاصمة الكينية أمس السبت.
وقالوا إن الإعلان يمثل بارقة أمل، ولكن قد يعمد الجيش إلى حجبها عن طريق التصعيد وتسليح المدنيين ومحاولة استمالة مكونات عسكرية وسياسية لصفوفه.
ويتضمن "إعلان نيروبي" 10 مبادئ، أبرزها: وحدة السودان شعبًا وأرضًا، وسيادته على أرضه وموارده، والحكم الديمقراطي اللامركزي، واعتبار الهوية السودانية التي لا تميز على أساس العرق والدين واللون واللغة والجهة.
وأبدى عضو المكتب التنفيذي والهيئة القيادية لـ"تقدم"، علاء عوض نقد، قناعته بما ورد في الإعلان كون معظم المبادئ التي تتضمنها أوراقه، متواجدة في خريطة طريق "تقدم"، لكنه لم يخف مخاوفه من عرقلته من قبل الجيش السوداني والقوى المتحالفة معه.
ولفت إلى أن مبادئ الإعلان تتضمن التزام جميع الأطراف بإنهاء هذه الحرب، ومنع اصطفاف أيّ من المكونين الأساسيين السيد عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور، مع أيٍّ من طرفي الحرب، وهو ما عمل عليه أحد أطراف الحرب عندما حاول استمالة أطراف إليه وهذا ما وضح في بيانات للجيش السوداني، بإظهار استمالة أحد الطرفين إليه، على غير الحقيقة.
من جانبه رأى الخبير في قضايا التنمية والحكم والإدارة، نجم الدين دريسة، أن إعلان "نيروبي" هو اختراق جديد لصالح السلام في الوقت ذاته الذي ظلت فيه قيادات الجيش "المختطف" تمضي في تجاه إضرام نيران الحرب رغم الهزائم المتلاحقة التي منيت بها في كل المحاور.
وأضاف دريسة لـ"إرم نيوز" أن تصريحاتهم تظهر بوضوح أنهم مستعدون للمضي بعيدًا في هذه الحرب التي سمّوها "حرب الكرامة المقدسة" وغيرها من الأسماء التي تحمل دلالات ربما لا تستجيب لنداءات التفاوض لوقفها وتحقيق السلام على غرار الخطاب والنهج الذي يدعو إليه قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو على عكس قائد الجيش "البرهان" الراضخ لقيادات جماعة "الإخوان".
وتابع: "الإعلان خطوة في تجاه البحث عن حلول للأزمة السياسية، خاصة أن أحد أطراف التوقيع هو رئيس لتنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية "تقدم"، والذي وقع بدوره اتفاقًا مع قائد قوات الدعم السريع، في تجاه إنهاء الحرب".
وأردف: "هذا الموقف يؤكد أن قوات الدعم السريع ظلت تعمل لوقف الحرب وعلى أهبة الاستعداد للعودة للمفاوضات لوقف العدائيات وتجسير الطريق نحو العملية السياسية".