لماذا كبحت إسرائيل ردَّها على صواريخ غزة بعد وفاة خضر عدنان؟

لماذا كبحت إسرائيل ردَّها على صواريخ غزة بعد وفاة خضر عدنان؟

أقرَّ مسؤولون أمنيون إسرائيليون، بصعوبة الرد على إطلاق الصواريخ من غزة اتجاه إسرائيل، وذلك بعد إطلاق 22 صاروخًا تجاه المستوطنات الجنوبية"، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.

يأتي ذلك بعد إجراء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مناقشة حول تقييم الوضع في معسكر "جيلوليت" مع رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، ووزير الجيش يوآف غالانت، مساء الثلاثاء.

وأضاف القادة الأمنيون أنه "في الوقت الحالي لا يوجد أي اجتماع لمجلس الوزراء، وأن الخطوة الأولى ستكون ردة فعل أكثر أهمية من المرات السابقة في ضوء حجم إطلاق النار على إسرائيل".

وتم إطلاق وابل من الصواريخ من غزة اتجاه إسرائيل، بعد وفاة القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، في السجون الإسرائيلية، إثر إضرابه عن الطعام لمدة 87 يومًا.

فضَّلت إسرائيل إنهاء جولة القتال الحالية بسرعة، بسبب عدم وجود شرعية دولية لعمل إسرائيلي كبير بعد وفاة الأسير الفلسطيني خصر عدنان في سجن إسرائيلي. في ظل اهتمام الإدارة الأمريكية بعملية السلام في الساحة الفلسطينية وخاصة في الضفة الغربية.
"يديعوت أحرونوت"

لماذا كَبَحت إسرائيل ردَّها؟

ووفقًا لتقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كان لإسرائيل والمنظمات الفلسطينية في غزة مصلحة في إنهاء جولة القتال الأخيرة هذه، إثر وفاة خضر عدنان بسرعة، وبالتالي تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الساعة الـ02:00 ليلًا بوساطة ممثل الأمم المتحدة ومصر.

وقالت إنه "من المثير للسخرية أن إسرائيل لا تعلن رسميًّا عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لأنها ليست مستعدة للاعتراف بأنها تتفاوض مع المنظمات المسلحة الفلسطينية، حتى عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات غير المباشرة. وكالعادة، كانت هذه المرة أيضًا على (مسافة ثابتة)، لأن الجهاد الإسلامي وحماس لا يسيطران تمامًا على شعبهما، ولا يسيطران على الجماعات المسلحة الصغرى، التي تستغل الفرصة لتبادل إطلاق النار مع إسرائيل".

وأضافت أن "السبب الرئيس لانتهاك وقف إطلاق النار، هو أن الفلسطينيين يمارسون بانتظام محاولة إطلاق الصاروخ الأخير. والثمن كالعادة، دفعته حماس والجهاد الإسلامي بعد تعرضهما لهجوم جوي آخر دمر أصولهما العسكرية. وحتى الآن، كان كل شيء يسير وفقًا لقواعد اللعبة التي تم استخدامها في ساحة غزة لسنوات، أو بشكل أكثر دقة منذ عملية (حارس الأسوار)، إذ امتنعت حماس عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، لكنها سمحت لحركة الجهاد الإسلامي بإطلاق أكثر من 100 صاروخ وقذائف الهاون باتجاه إسرائيل".

أما السبب الثاني وراء تفضيل إسرائيل إنهاء الجولة الحالية بسرعة، فهو عدم وجود شرعية دولية لعمل إسرائيلي كبير بعد وفاة الأسير الفلسطيني خصر عدنان في سجن إسرائيلي. في ظل إشارة الإدارة الأمريكية إلى إسرائيل منذ عدة أشهر، بأنها مهتمة بعملية السلام في الساحة الفلسطينية وخاصة في الضفة الغربية. ولذلك فإن القيام بعمل إسرائيلي كبير وحتى مجرد ضربة جوية قوية للغاية، كان سيساعد الفلسطينيين على جر إسرائيل إلى مجلس الأمن وإدانتها بدعم من روسيا والصين، وربما أيضًا من الولايات المتحدة والدول العربية في المنطقة.

وبحسب التقرير، هناك نقطة أخرى مهمة، وهي أن الخلاف الداخلي بشأن التعديلات القضائية في إسرائيل، لا يزال مستمرًا على قدم وساق، وهذا له تأثير سلبي للغاية على قدرة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على الصمود في وجه صراع مستمر في قطاعين وربما ثلاثة قطاعات فلسطينية هي: "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، والفلسطينيون في جنوب لبنان، الذين قد ينضمون إلى الصراع.

انتهى رمضان ولا مزيد من الأعذار

بدورها، أجمعت أحزاب الائتلاف الحكومي والمعارضة على ضرورة الرد على الصواريخ التي أطلقتها المنظمات الفلسطينية المسلحة من غزة اتجاه إسرائيل، لتعزيز قوة الردع الإسرائيلية.

وقال رئيس "المعسكر الرسمي"، وزير الدفاع السابق بيني غانتس، إن "المنظمات الإرهابية في غزة ستدفع ثمن إطلاق النار باتجاه جنوب إسرائيل. وسيتم دعم أي عمل أمني حازم ومسؤول ضد العنف. وفي هذه اللحظات نحن جميعًا مع سكان غلاف غزة وقوات الأمن".

وكتب وزير الدفاع الأسبق، أفيغدور ليبرمان، عبر تويتر: "انعدام الأمن في حكومة اليمين، أدى إلى إطلاق أكثر من 20 صاروخًا باتجاه قطاع غزة، منها 5 سقطت في مستوطنات غلاف غزة".

وغرد سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، عبر تويتر: "انتهى رمضان، وانتهت الأعذار. هذا هو الوقت المناسب للهجوم بقوة على من يؤذوننا".

وكتب عضو الكنيست ألموغ كوهين من حزب (عوتسما يهوديت) المتطرف الذي يتزعمه إيتمار بن غفير:"انتهت الأعذار. حان الوقت لرد ساحق ومؤلم!".

أخبار ذات صلة
إسرائيل تقصف مواقع في غزة.. والفصائل الفلسطينية تجدد إطلاق الصواريخ

الخوف من اضطرابات السجون

بالتوازي مع ذلك، حذَّرت مصلحة السجون الإسرائيلية، من مغبة حدوث اضطرابات في السجون وإلحاق الأذى بالعاملين، ردًّا على وفاة خضر عدنان، إذ تم إجراء تقييم للوضع، برئاسة وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، ومفوض شرطة السجون الحاخام جوندر كاتي.

وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن ما يقرب من 460 من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي معتقلون في السجون الإسرائيلية، لذلك يعد هذا حدثًا مهمًّا من الممكن أن يؤدي إلى عدة اضطرابات في السجن، مثل الهجوم على عناصر الشرطة وإلحاق الأذى بهم، وحتى التأثير على الأحداث الخارجية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com