هيئة البث: فوضى التصريحات الإسرائيلية نسفت مفاوضات الهدنة

كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، أن حماس وإسرائيل كانتا على وشك الاتفاق على صفقة الأسرى، إلا أن تصريحات نتنياهو الأخيرة نسف بها المفاوضات إرضاءً لليمين المتطرف.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت مبكر اليوم، بدء إخلاء الأحياء الشرقية في رفح؛ تمهيدًا لشن العمليات العسكرية بالمدينة، وسط مخاوف بشأن كارثة إنسانية قد تحل بقرابة 1.3 مليون نازح فلسطيني.

فشل المفاوضات

هيئة البث الإسرائيلية أماطت اللثام عن الملابسات التي أحاطت بإعلان الجيش عن تلك الخطوة، إذ ارتبطت بما يُعد فشل المفاوضات مع حركة حماس، وهو الفشل الذي حمَّلته لرئيس الوزراء وشركاء اليمين المتطرف بالائتلاف.

واقتبست عن مصدر إسرائيلي على صلة بالموضوع، لم يكشف هويته، أن إسرائيل وحركة حماس "كانتا أقرب لِما يكون من إتمام الصفقة، إلا أن تصريحات نتنياهو، التي أكد خلالها أن عملية رفح ستُنفذ حتى مع إبرام صفقة، أدَّت إلى تقويض المفاوضات".

وذكرت أن حركة حماس التي استمعت لتصريحات نتنياهو "أصبحت في حاجة لضمانات من الوسطاء بأن تل أبيب ستحترم الاتفاق ولن تعود للعمليات القتالية خلال وقف إطلاق النار ضمن المرحلة الأولى من الصفقة".

تقويض الاتفاق

وأكد مصدر مصري على صلة بالموضوع، لهيئة البث الإسرائيلية، أن التصريحات التي أطلقها ساسة إسرائيل في اليومين الماضيين "قوّضت المفاوضات، ووضعت عراقيل أمام نجاحها".

وتابعت أن التصريحات التي صدرت عن نتنياهو ومكتبه وعن وزراء بالحكومة برهنت على عدم رغبة تل أبيب في وقف دائم لإطلاق النار، ما يعني أنه حتى ولو أبرمت صفقة كانت إسرائيل ستشن الهجوم على رفح.

القناة العبرية أوضحت أن مفاوضات الأسرى كانت في غاية الحساسية، وأن الفوضى التي أحدثتها التصريحات الإسرائيلية لاعتبارات داخلية أفسدتها، وأنه في مثل هذا الوضع الحساس، كان على وزراء الحكومة التزام الصمت، والكف عن تصريحات من هذا النوع. 

وفي السياق ذاته، كشفت القناة العبرية أن وزير الدفاع يوآف غالانت أكد لنتنياهو أن الظروف الراهنة جيدة للغاية للوصول إلى صفقة أسرى.

وذكر غالانت لنتنياهو خلال اجتماع "الكابينت" الأخير: "أمامنا صفقة جيدة، وتلك فرصة لإعادة الأسرى إلى الديار".

"لا حكومة دون رفح"

وعلى خلاف الرؤية التي تبنّاها وزير الدفاع الإسرائيلي، ودعمه لبنود الصفقة التي كانت مطروحة خلال مفاوضات القاهرة، خرج وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وغيرهما للتظاهر بالأمس، ضد نتنياهو ذاته، لتهديده بأنه "من دون رفح لا حكومة".

وأكدت القناة العبرية نقلًا عن مصدر إسرائيلي، أن الانطباعات السائدة لدى داعمي إعادة الأسرى من الوزراء والنواب هي أن حركة حماس "قدمت مؤشرات إيجابية للغاية، ولكن حدثت أمور أدت إلى دفع حركة حماس إلى تشديد مواقفها"، في إشارة إلى تصريحات نتنياهو والوزراء.

ويسعى نتنياهو لإنقاذ مستقبله السياسي وإرضاء الشركاء الائتلافيين من اليمين المتطرف، ولو على حساب الأسرى المتبقين على قيد الحياة، حسبما تتهمه عائلات الأسرى وبعض وسائل الإعلام العبرية.