قال محللون سياسيون إن الاجتماع الذي عقدته الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو، شكل خيبة أمل للفلسطينيين، وسيؤدي إلى مزيد من "الخلافات والانقسام".
وأكدت الفصائل في بيان بعد الاجتماعات، أنها ستواصل جولات الحوارات لحين الوصول للوحدة الوطنية الشاملة، مؤكدين رفضهم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دون التطرق لأي قرارات جديدة بشأن ملف الانقسام أو تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصر الله، لـ"إرم نيوز"، :"إن البيان لم يكن بالمستوى المأمول لتشكيل الحكومة"، مبينا أن ذلك يحتاج لحوار فلسطيني معمق.
ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني، رياض العيلة، أن اجتماع موسكو يمثل حلقة جديدة من حلقات "الفشل" الفلسطيني في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين الفصائل وحركتي فتح وحماس بشكل خاص، ما يعني تعميق الخلافات الداخلية.
ويعتقد العيلة، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن عواقب فشل الاجتماع ستكون "وخيمة" على الفلسطينيين، وقال :"فتح وحماس غير معنيتين بإنهاء الخلافات القائمة بينهما وكل حركة تسعى خلف مصالحها الحزبية والشخصية لقيادتها السياسية".
وأضاف: "المصالح الحزبية التي تحكم الحركتين وخصوصا حماس والعلاقات الإقليمية لها تشكل العائق الأكبر أمام نجاح أي جهود لإنهاء الانقسام وتشكيل القيادة الفلسطينية الموحدة".
وبين أن "غياب القيادة الموحدة ستؤدي لتعقيدات كبيرة بالمرحلة المقبلة، وستؤخر عمليات إعادة إعمار القطاع وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية الطارئة له".
من جهته، ذهب المحلل السياسي، طلال عوكل في تحليله إلى أن فشل الاجتماع "كان متوقعا"، لكونه جاء بعد خمسة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال: "لو كانت هناك رغبة لدى الفصائل الفلسطينية بإنهاء الخلافات السياسية ولو بشكل مؤقت لأعلنت منذ السابع من أكتوبر الماضي التوافق على تشكيل قيادة موحدة للفلسطينيين".
لكن عوكل يؤكد أن فتح وحماس لم "تغادرا" حتى اللحظة مربع الانقسام الفلسطيني، متوقعا أن يؤدي فشل الاجتماع إلى مزيد من الانتخابات.
وحذر المحلل السياسي من أن المرحلة المقبلة ستكون الأخطر على الفلسطينيين، ومن أن الانقسام سيؤدي إلى عزوف المجتمع الدولي عن المشاركة في إعادة إعمار غزة.
وقال :"إن الحل الوحيد في الوقت الحالي سيكون اتخاذ المجتمع الدولي قرارا بتشكيل لجنة دولية توكل لها مهمة إعادة إعمار القطاع.. لكن مثل هذا الخيار سيصطدم بعقبات ستضعها حماس".
وعلى مدى سنوات طويلة عقدت لقاءات عدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وكان آخرها اجتماعات الجزائر في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 ولقاء بمدينة العلمين المصرية في 30 يوليو/ تموز 2023، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادة تحقق هدفها.
وجاءت المحادثات الجديدة في روسيا على وقع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، فضلا عن دمار هائل بالبنية التحتية في القطاع.