5 سنوات على هزيمة "داعش" وجراح مدينة الرقة السورية لم تندمل بعد

5 سنوات على هزيمة "داعش" وجراح مدينة الرقة السورية لم تندمل بعد

بعد 5 سنوات على طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من مدينة الرقة التي كانت معقله في سوريا، لا تزال المدينة تتعافى ببطء من الدمار الناجم عن المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية مدعومةً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والتنظيم الإرهابي من جهة أخرى.

ولا تزال المباني المتضررة بشدة تحمل آثار المعارك التي دارت في جنبات المدينة، وانتهت في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 بهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي كانت لحظة فارقة في زوال "الدولة" المزعومة المعلنة من جانبه في سوريا والعراق.

ويقول راغب عبيد الذي لا يزال يعيش في منزل مدمر جزئياً، إنه "بعد تحرير الرقة، كان الناس يخافون من منظر الدمار الموجود فيها، خصوصاً عندما كانت تنقطع الكهرباء بعد منتصف الليل".

وذكر أن "قطاعاً كبيراً من المدينة أعيد بناؤه بعد التحرير، لكن وتيرة العمل تباطأت بعد ذلك؛ بسبب انهيار‭‭‭ ‬‬‬قيمة الليرة السورية" التي هوت بشدة قبل نحو 3 سنوات.

وأضاف: "مع ارتفاع عملة الدولار مقابل الليرة السورية، بدأت أسعار المواد ترتفع، فخفت الأعمال معها".

ومع ذلك، بدأت بعض مظاهر الحياة الطبيعية تعود على استحياء إلى الشوارع، حيث استعرض تنظيم "داعش" الإرهابي في السابق مركباته العسكرية، ونفذ عمليات إعدام، واليوم، تجد الحدائق العامة مفتوحة والشوارع مزدحمة بالسيارات والمارة، ويتفقد المتسوقون واجهات المحال التجارية.

المدنيون يدفعون الضريبة

وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد قد هزمت تنظيم "داعش" الإرهابي في الرقة بدعم من ضربات جوية شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتركت المعارك أحياء مدمرة بالكامل.

وفي عام 2019، قالت منظمة العفو الدولية، ومجموعة "ايروارز" لإحصاء ضحايا الصراعات، إن الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة لطرد تنظيم "داعش" من الرقة "أسفر عن مقتل أكثر من 1600 مدني".

وقال التحالف في ذلك الوقت، إنه "اتخذ كافة التدابير المعقولة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وإنه يحقق في مزاعم مقتل عدد منهم".

والرقة واحدة من عدة مدن دُمرت خلال الأزمة السورية المستمرة منذ 11 عاماً، والتي خرجت من رحم احتجاجات بدأت في عام 2011.

وبينما خفتت حدة القتال إلى حد كبير، تقول الأمم المتحدة إن "عدداً متزايداً من السوريين أصبح بحاجة إلى مساعدات إنسانية أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب".

الدمار تجاوز 90%

وتحكم الرقة اليوم سلطات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وليس الحكومة المركزية في دمشق.

وقال محمد نور الذيب، رئيس مجلس الرقة المدني، إنه "تم إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والطرق وإعادة فتح المدارس والمستشفيات والمتنزهات".

لكنه أشار إلى أن "الموارد المتاحة لا تتناسب مع حجم الاحتياج الذي تتطلبه إعادة البنية التحتية؛ نظراً لأن إجمالي نسبة الدمار في الرقة يتجاوز 90%، كما لا تزال هناك مناطق من المدينة بدون كهرباء".

واستخدم تنظيم "داعش" الإرهابي الرقة كمركز إداري وقاعدة للتخطيط لهجمات أتباعه في سوريا وجميع أنحاء العالم، كما فرض قوانينه العنيفة والمتطرفة على السكان.

من جهته، قال الموسيقي خميس طعمة (48 عاماً)، إن "التنظيم عمل على خنق كافة مظاهر الحياة الثقافية في المدينة".

وأضاف طعمة الذي كان يخفي آلته الموسيقية إبان حكم التنظيم الإرهابي: "لم تتوافر في تلك الأيام فرصة للعزف على أي آلة موسيقية في الحفلات أو مقابلات للفنانين، ولا فرصة للأدباء أو الشعراء".

وتابع أن "الحياة عادت إلى الرقة بعد هزيمة المتشددين وتحرير المدينة، وأصبح هناك تجمع للموسيقيين والفنانين، كما أصبح لدينا مركز ثقافي ندرب فيه الأطفال على الغناء والمسرح".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com