المسجد الأقصى.. ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في القدس الجمعة
المسجد الأقصى.. ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في القدس الجمعةالمسجد الأقصى.. ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في القدس الجمعة

المسجد الأقصى.. ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في القدس الجمعة

يترقب الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء، ما ستسفر عنه فعاليات الغضب التي ستنطلق غداً بعد صلاة الجمعة مباشرة في القدس والأراضي الفلسطينية، احتجاجاً على الإجراءات الاحتلالية الأخيرة بحق المسجد الأقصى وأهالي القدس، والتي تم على إثرها إغلاق الحرم القدسي أمام المصلين وتركيب بوابات إلكترونية لعرقلة دخول المصلين للمسجد.

وكانت فصائل فلسطينية وأحزاب سياسية وفعاليات مجتمعية دعت إلى يوم غضب ونفير عام في القدس والأراضي الفلسطينية لتصعيد الاحتجاجات ضد دولة وحكومة الاحتلال بعد الإجراءات القمعية التي شهدتها وتشهدها مدينة القدس وأهلها يومياً، والتي كان من ضمنها الاعتداء على خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، وإطلاق النار على السياسي مصطفى البرغوثي واعتقال المئات من المقدسيين.‎

تأهب إسرائيلي

وقررت سلطات الاحتلال  بعد جلسة تقييم للوضع، الإبقاء على 5 فرق من الجيش في حالة تأهب، تحسبًا واستعدادًا لأي تصعيد قد يطرأ، غدًا الجمعة في المسجد الأقصى، وما قد يرافقه من مواجهات قد تندلع في البلدات والمدن الفلسطينية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، كما تقرر أيضًا إلغاء إجازات الجنود، وأن يبقى الحال على ما هو عليه حتى صدور قرار جديد من قيادة الجيش.

فيما تواصل سلطات الاحتلال البحث عن مخرج بشأن مسألة البوابات الإلكترونية، حيث قال وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدرس تغيير قرار وضع البوابات الإلكترونية وأجهزة الكشف عن المعادن عند مداخل المسجد الأقصى، رغم أن نتنياهو كان قد صرح أمس من المجر أن إسرائيل لن تغير موقفها بهذا الشأن.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن المشاورات مستمرة على المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل بحثًا عن تسوية قبل يوم غدٍ، وسط ترجيحات بأن تُعلن، مساء الخميس، بعد جلسة تقييم سيعقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع الأجهزة الأمنية والجهات ذات الصلة، فور وصوله عائدًا من هنغاريا.

ولفتت التقارير، إلى أنه خلال الساعات القادمة فإن على الحكومة الإسرائيلية أن تحسم أمرها بإزالة هذه البوابات، فيما قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إن نتنياهو سيجري مشاورات مساء اليوم بعد عودته من بودابست.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام 'الشاباك' يطالبان بإزالة البوابات، في حين تصر شرطة الاحتلال على بقاء البوابات وتعارض إزالتها بذريعة أن ذلك سيحفز تنفيذ المزيد من العمليات في ساحات الحرم.

وتخشى إسرائيل من حدوث مواجهات عنيفة بين عشرات الآلاف من المصلين وقواتها الأمنية الاحتلالية عقب انتهاء صلاة الجمعة، في حال عدم إزالة البوابات، كما يخشى جيش الاحتلال وقوع مواجهات في الضفة الغربية بينه وبين الفلسطينيين الغاضبين على وضع  هذه البوابات، كما تخشى  إسرائيل إطلاق صواريخ من قطاع غزة على جنوب البلاد.

دعوات للنفير

وتستمر الدعوات الفلسطينية إلى "النفير للأقصى"، يوم الجمعة، لأداء الصلاة في المسجد الأقصى وعند بواباته، وهي خطوة، وصفتها صحيفة "هآرتس" أنها  إنجاز حققه المقدسيون لم يسبق له مثل.

وكتب مراسل الصحيفة لشؤون القدس، نير حسون: " من الصعب التنبؤ بشأن كيفية انتهاء الأزمة الحالية في الحرم المقدسي، ولكن الأيام الأخيرة أثبتت أن صاحب السيادة الحقيقية في الحرم المقدسي ليس إسرائيل ولا الأردن ولا الأوقاف، بل السيادة  للفلسطينيين المقدسيين.

وأضاف: "ما كان يميز المجتمع الفلسطيني المقدسي هو نقاط ضعفه، الفقر وغياب القيادة والارتباط بالاحتلال وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، ولكن في الأيام الأخيرة حقق المقدسيون إنجازًا لم يسبق له مثيل، إذ أنهم بواسطة الاحتجاج غير العنيف، الذي اشتمل على مقاطعة الدخول إلى المسجد الأقضى، دفعوا إسرائيل إلى زاوية خطيرة جعلها تدرس بجدية التراجع وإزالة البوابات المغناطيسية الإلكترونية، قائلاً: "هذا القرار يتوقع أن يصدر قبل صلاة يوم الجمعة، وفي حال تم إلغاء الصلاة فإن ذلك سيكون سابقة تاريخية".

وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة "فتح" في تصريحات سابقة: "هناك اتصالات مكثفة بين الأردن وإسرائيل من جانب، والسعودية وإسرائيل عبر الولايات المتحدة من جانب ثانٍ، للتوصل إلى حل بشأن الأزمة التي تثيرها قضية تركيب البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى والتي يرفضها الفلسطينيون".

وأكد عبد القادر، أن الأردن والسعودية تحاولان بلورة حل للأزمة، تفاديًا لما قد يحدث يوم غد في ظل دعوات فلسطينية للتصعيد ضد إجراءات الاحتلال في الأقصى.

ويواصل المقدسيون لليوم الخامس على التوالي اعتصامهم أمام أبواب المسجد الأقصى، رفضًا للبوابات الإلكترونية التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي على أبوابه، وسط دعوات فلسطينية للنفير العام غدًا الجمعة وأداء الصلاة في الميادين العامة في كل من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والداخل، استنكارًا لاعتداءات الاحتلال في الأقصى.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية أصدرت قرارًا بإغلاق جميع المساجد في أحياء وقرى وبلدات القدس، الجمعة، والتوجه لأداء صلاة الجمعة أمام أبواب الأقصى، رفضًا للبوابات الإلكترونية، كما دعت المرجعيات الدينية والقوى الوطنية للتوجه إلى المسجد الأقصى الجمعة، بدلًا من الصلاة في جوامع القرى والأحياء.

ومن المتوقع أن تنطلق مسيرات غضب نصرة للمسجد الأقصى من مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل ومخيمات الشتات، رفضًا لما يتعرض له المسجد من إجراءات إسرائيلية عنصرية.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية أن يوم غدٍ الجمعة، سيكون يوماً مفصلياً في وجه مخططات الاحتلال الإسرائيلي، محذرة من محاولات تمرير اتفاق يعطي الاحتلال السيادة على المسجد الأقصى، مقابل تنازلات وهمية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com