محادثات تركية عراقية لتشكيل غرفة عمليات بشأن الحدود

قالت مصادر عراقية مختلفة، إن الزيارة التي أجراها وزير الدفاع التركي يشار غولر، إلى العاصمة بغداد قبل يومين، على رأس وفد عسكري رفيع، هدفت لتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين البلدين لضبط الحدود والتنسيق الأمني المشترك بكافة المجالات.

ورافق غولر في زيارته عدد من كبار القادة العسكريين بالجيش التركي، يتقدمهم رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش متين غوراك.

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من زيارة رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالن إلى بغداد، واجتماعه مع عدد من المسؤولين العراقيين.

وبيّن المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"إرم نيوز"، أن "المسؤولين العراقيين أبلغوا غولر رفضهم أي محاولة لتوسع القوات التركية بشكل أكبر في العمق العراقي، ورفض أي محاولة لتنفيذ عمليات برية جديدة في الأراضي العراقية تحت مبرر ملاحقة حزب العمال الكردستاني".

وأضاف: "من أهداف الزيارة أيضاً محاولة توسيع عمليات ملاحقة عناصر حرب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية".

وأضاف أن "المسؤولين العراقيين بلغوا غولر استعداد بغداد لدراسة فكرة عقد اتفاق أمني جديد مع أنقرة، لضبط الحدود بشكل أكبر، مقابل إخراج القوات التركية وإيقاف الضربات الجوبة، إضافة للترحيب بفكرة تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين البلدين لضبط الحدود والتنسيق الأمني المشترك بكافة المجالات".

من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أحمد الموسوي، لـ"إرم نيوز"، إن "زيارة وزير الدفاع التركي إلى العاصمة العراقية بغداد جاءت من أجل زيادة التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين، ولمناقشة ملف حزب العمال الكردستاني، وطلب أنقرة دعمًا أكبر من بغداد لمحاربة هذا الحزب".

وبين الموسوي أن "غولر طالب خلال اجتماعاته المختلفة مع المسؤولين العراقيين، عقد اتفاقيات أمنية تساعد في ضبط الحدود المشتركة بين البلدين بشكل أكبر؛ لسد أي ثغرات قد تستغل لتسلل عناصر حزب العمال الكردستاني إلى العمق التركي، وعمل الحكومة العراقية على إبعاد هذه العناصر عن الشريط الحدودي، وكان هناك تجاوب عراقي بهذا الخصوص، فالعراق لا يقبل أن تكون أراضيه منطلقًا لأي اعتداء على دول الجوار".

وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أن "المسؤولين العراقيين شددوا خلال الاجتماع مع وزير الدفاع التركي على ضرورة إيقاف أنقرة لضرباتها الجوية على الأراضي العراقية، وسحب قواتها التي تتواجد بشكل غير قانوني داخل الأراضي العراقية، إضافة الى حسم الملفات العالقة بين الطرفين خاصة المتعلقة بالمياه، وكذلك إعادة تصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان".

وتستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقار وعناصر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، منذ منتصف عام 2021، وأدت تلك العمليات إلى مقتل المئات من عناصر حزب العمال الكردستاني، وتدمير مقار ومخازن سلاح، وفقًا لبيانات وزارة الدفاع التركية.

وعقد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال الفترات الماضية، اجتماعات عدة لمجلس الأمن الوطني الأعلى الذي يضم الوزارات والهيئات الأمنية وقادة تشكيلات الجيش العراقي، على وقع التطورات العسكرية التي تشهدها المناطق الحدودية العراقية مع تركيا ضمن إقليم كردستان العراق.