اغتيال العاروري يضع نصرالله في موقف محرج

بعد مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري، في ضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، يجد الأمين العام للميليشيا حسن نصرالله نفسه في موقف محرج، بعد أن توعد مسبقا بالرد على أي عمليات اغتيال إسرائيلية في لبنان، وفق محللين سياسيين أكدوا أن أي تحرك للحزب سيكون "مضبوطًا على ساعة المرشد الإيراني".

قبل بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، هدد نصرالله، في أغسطس، بالرد وبقوة على أي اغتيالات إسرائيلية تستهدف "المقاومة" في لبنان، وهو أمر أثار تكهنات وتساؤلات بين المؤيدين والمعارضين بشأن موقفه من اغتيال قيادي في حركة حماس الحليفة، ويفترض أنها تحت حماية الميليشيا، لا سيما أن الاغتيال وقع في مركز نفوذ الحزب.

لكن المحللين يرون أن هذه التهديدات التي يطلقها نصرالله مخصصة لـ"الاستهلاك المحلي"، ولتغذية القواعد التي تعجبها اللغة الحماسية، مشيرين إلى توعد نصرالله بحرب شاملة في حال شنت إسرائيل حربا برية على القطاع.

وقالوا: "دخلت إسرائيل بريًا ولم يتحرك نصرالله".

ثمن باهظ

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبدالرزاق علي، لـ"إرم نيوز": "سيظل يهدد (نصرالله) دون أن يرد فعليًا؛ لأن الرد له أثمان والتهديد لن يضر أحدا في شيء، بل بالعكس يستفيد منه داخل قاعدته الشعبية، وكذلك التهديد والوعيد يشكل مادة إعلامية دسمة لمن يريد أن يروج للحزب ولما يسمى محور المقاومة".

وأضاف أن "إيران لا ترغب بتوسيع المواجهات خوفًا من امتداد الصراع إلى حدودها، وتسعى بكل قوة إلى توسيع جبهات المواجهة عن طريق أذرعها في المنطقة.. في تلك الحالة، طهران ليس فقط لا تخسر شيئًا، إنما تحقق مكاسب كبيرة".

ويؤكد المحلل السياسي أن "الميليشيات لا تملك قرار إطلاق رصاصة واحدة دون إيعاز من طهران"، مشيرًا إلى أن هذه "الجماعات مسلوبة القرار والإرادة وفي مقدمتها حزب الله".

وتطرق المحلل السياسي إلى خطاب حسن نصرالله الأخير الذي أشار فيه إلى حرية حزب الله في القرار، وقال: "هذا ليس صحيحا بالمطلق، من يملك قرار تحركات جميع الميليشيات من العراق إلى اليمن مرورًا بلبنان وسوريا هو إيران وليس شخص أو جهة أخرى".

ويؤيد المحلل السياسي جورج حايك أن "التهديدات التي يطلقها حسن نصرالله مجرد كلام وشعارات لإرضاء بيئته"، غير مستبعد أن يرد حزب الله على الاغتيال لكن ضمن حسابات قواعد الاشتباك التي تضمن عدم الانجرار لمواجهة شاملة، أو ضد مصالح لإسرائيل في الخارج.

وقال حايك: "رغم الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة لحزب الله، إلا أن إيران لا تريد الانجرار لحرب إقليمية قد تنتهي بتطبيق القرار الأممي 1701 الذي يدعو إلى إبعاد حزب الله عن الحدود إلى ما وراء نهر الليطاني".

واعتبر أن "الحديث عن استقلالية الأذرع الإيرانية مجرد وهم"، مشيرا إلى أن أي رد في المستقبل سيكون بالتنسيق مع طهران.

ويعتقد حايك أن الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر مرتبطة بجنوب لبنان، وقال إن "إيران قد تقايض وقف التهديدات البحرية مقابل صرف النظر عن القرار 1701".