من الفتور لتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر.. لماذا جاء قرار الأردن الآن؟
من الفتور لتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر.. لماذا جاء قرار الأردن الآن؟من الفتور لتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر.. لماذا جاء قرار الأردن الآن؟

من الفتور لتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر.. لماذا جاء قرار الأردن الآن؟

لسنوات طويلة لم تكن العلاقات بين عمان والدوحة على ما يرام، فقد اتسمت بالبرود في أحيان كثيرة، فيما اتهم مسؤولون أردنيون في وقت سابق قطر بتمويل وسائل إعلام تسعى إلى تشويه صورة المملكة.

هذه الحقيقة لا يمكن إغفالها عند قراءة القرار الأردني، مساء أمس، بتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وإغلاق مكتب قناة الجزيرة، التي طالما اتهمت باستهداف النظام في الأردن.

ولم يكن قرار الأردن، مساء أمس، مفاجئًا، فعمان ليست بعيدة سياسيًا عن أبوظبي والرياض والمنامة والقاهرة، كما أنها واجهت الكثير من الاستفزازات القطرية لسنوات خلت.

وعزا كثير من المراقبين، تأخر القرار الأردني نسبيًا، إلى رغبة الأردن بالتريث ودراسة الحالة وأبعادها بتأنٍ، وهو ما حدث.

القرار يأتي في سياق عربي

وقال الوزير والدبلوماسي الأردني الأسبق والكاتب، محمد داوودية، في حديث مع  "إرم نيوز"، إن القرار الأردني "يأتي في سياق عربي عام، وليس قرارًا خاصًا أو منفردًا، وهو تعبير عن  ضرورة وضع حد لتطاولات قناة الجزيرة على كل البلدان العربية، ومن ضمنها الأردن".

وأكد داوودية،  أن "السياسة الإماراتية والسعودية سياسة قومية حكيمة ومتوازنة، لذا من الطبيعي أن يأتي القرار الأردني منسجمًا مع هذه التوجهات".

وحول تأخر الإعلان عن القرار الذي وصفه  بالمتريث وغير الفوري، قال داوودية، إن الأردن عمل على "توازن الحالة التي وجدها صعبة ومرشحة للتفاقم".

وأكد داوودية  أن الدول العربية التي اتخذت قرار المقاطعة "لها ما يبرر خطوتها إزاء قطر، التي تدير ملفاتها بعناد ومكابرة وتشيد بإيران التي تحتل ثلاث جزر عربية إماراتية وتعبث في اليمن وسوريا والعراق ولبنان".

وحمل داوودية قطر المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع، "فالدول العربية اضطرت لهذا القرار للدفاع عن مصالحها وعدم التشويش عليها".

حفاظ على المصالح

من جانبه قال النائب الأردني الأسبق والكاتب حمادة فراعنة، في حديث مع "إرم نيوز"،  إن الأردن "اضطر لاتخاذ هذا القرار، وإنه سعى لأن يكون موقفه متوازنًا، ولذلك اكتفت عمان بقرار تخفيض التمثيل الدبلوماسي ولم تتجه إلى قرار قطع العلاقات بالكامل، بالرغم من أنها لا تتفق مع السياسة القطرية".

وفيما يتعلق بأسباب القرار، قال الفراعنة، إن الأردن "يسعى للحفاظ على مصالحه الوطنية والاستراتيجية، كأي دولة في هذا العالم، كما يسعى  إلى الحفاظ على المصالح القومية ولو في حدها الأدنى"، مؤكدًا أن الأردن "سيكون جزءًا من الحل لا جزءًا من المشكلة".

جدية في الموقف الخليجي

وقال الصحفي منصور المعلا، لـ "إرم نيوز"، إن القرار الأردني جاء "بعد أن اطلع الأردن على جدية الموقف السعودي والخليجي تجاه قطر"، خاصة بعد زيارة أمير الكويت للرياض واتصال الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان مع الملك عبد الله الثاني.

وتابع المعلا، أن الأردن "أمام هذه المعطيات  قرر ألّا يكون خارج السرب العربي، بعد أن استشعر أن الدول العربية ماضية بخطواتها تجاه قطر".

وتتباين مواقف الأردن وقطر في ملفات حيوية متعددة، ابتداءً من القضية الفلسطينية والحرب في سوريا والتطورات في مصر، فيما يرتبط الأردن بعلاقات استراتيجية مع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، وهي الدول التي بادرت بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com