من نفذ مجزرة خان شيخون؟.. هذه كل الفرضيات‎
من نفذ مجزرة خان شيخون؟.. هذه كل الفرضيات‎من نفذ مجزرة خان شيخون؟.. هذه كل الفرضيات‎

من نفذ مجزرة خان شيخون؟.. هذه كل الفرضيات‎

قبل أن تصل مشاهد المجزرة المروعة التي شهدتها مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال سوريا، وصل صدى الاتهامات المتبادلة بين النظام والمعارضة إلى معظم وسائل الإعلام وصناع القرار.

هذه الاتهامات والروايات، فتحت باب السؤال جديا عن حقيقة الفاعل ومن هو المستفيد من مجزرة بهذا التنفيذ السيىء الممعن في الإجرام؟.

فالمعارضة ومنذ اللحظة الأولى، قالت إن طائرات النظام قصفت خان شيخون بقذائف تحمل غاز السارين، وهو ما تبنته وسائل الإعلام المؤيدة لموقف المعارضة، استنادا إلى أن طائرات النظام هي من تغير عادة على المدينة خاصة، وأنها اليوم على خطوط الجبهة المشتعلة في ريف حماة الشمالي الملتصق بريف إدلب.

وبالتالي ليس هناك من شك لدى المعارضة بأن الفاعل هو النظام مع روايتين مختلفتين، إحداهما تقول إن الأمر تم تنفيذه عبر القيادة العليا المتمثلة بالرئيس بشار الأسد بعد أن اطمأن لبقائه لفترة غير محددة بعد تصريحات الإدارتين الأمريكية والفرنسية بأن رحيله لم يعد أولوية، وبالتالي أراد رفع مستوى الهجمات والضغط على المعارضة للسيطرة على إدلب مجددا.

ولكن رواية أخرى تدين النظام أيضا، قالت بأن الهجوم ناجم عن أوامر ضباط وقادة ميدانيين دفعهم  الغضب أو ردة الفعل بعد هجوم المعارضة الأخير على ريف حماة الشمالي الذي يضم مدنا وقرى موالية للنظام، ولم يتم الرجوع إلى وزارة الدفاع وبشار الأسد، الذي يدرك أن خطوة من هذا النوع يمكن أن تكون حماقة كبرى في هذا التوقيت، الذي يتلقى فيه الأسد إشارات إيجابية بالنسبة له من المجتمع الدولي.

النظام وفي بيان لمؤسسته العسكرية، أدان الهجوم محملا فصائل المعارضة المتحالفة مع جبهة النصرة المسؤولية، مذكرا أنه أبلغ المنظمات الدولية المعنية قبل أيام بأن معارضين أدخلوا من تركيا غازات سامة لأهداف عسكرية، وأثناء تحضير الحشوات في معمل داخل خان شيخون حصل انفجار في المعمل أدى إلى تسرب غاز السارين وتسبب بالمجزرة.

ويدعم النظام روايته بأن المدينة تحت سيطرة الفصائل المعارضة وهم من يتحكمون بها، مع تأكيد الآلة الإعلامية التابعة له بأن الجيش السوري لديه خيارات عسكرية أخرى، ربما تكون أكثر تدميرا ودقة خاصة وأنه يسيطر على الجو والمدينة تحت مرمى مدافعه وصواريخه التكتيكية.

ولكن الحليف الروسي للنظام كان له رواية تجمع بين روايتي المعارضة والنظام، حيث أكد أن القصف تم بطائرات سورية، ولعل موسكو تريد هنا أولا تبرئة ساحة سلاح الجو الروسي الذي ينفذ عشرات الغارات يوميا فوق أرياف حماة وإدلب وحلب والرقة وحمص، لكن روسيا أكدت في الوقت ذاته  أن هدف الطائرات الحربية السورية كان مستودعا للمعارضة مخصصا لصناعة المتفجرات والذخائر، وكان يحتوي غاز السارين الذي تسرب بفعل القصف دون أن تشير وزارة الدفاع الروسية ما إذا كان النظام على علم بوجود الغاز والأسلحة الكيماوية أم أن معلوماته كانت تنحصر بوجود مستودع للذخائر.

وفي حال كان المقصود من قبل روسيا أن النظام يعلم بوجود السارين قبل القصف فهذه إدانة واضحة للنظام السوري، الذي من المفترض أنه يعلم بمدى خطورة هذا الاستهداف، وبالتالي كان يمكن له تجنب الكارثة، وإن كان يهدف من خلال ذلك فضح بعض فصائل المعارضة بامتلاكها للأسلحة الكيماوية وإثبات ما زود به المنظمات الدولية من معلومات قبل يومين، فإنه قد أدان نفسه بأنه استخدم السارين حتى وإن كان بحوزة المعارضة.

وبين هذه الروايات والترجيحات والاتهامات، ثمة 500 ضحية بين قتيل ومصاب بالاختناق، ومن المؤكد أن مجلس الأمن سيدين قتلهم بالإجماع وحتما سينتج عنه تشكيل لجنة تحقيق دولية لتبيان من يقف وراء الهجوم، بانتظار أن تعلن نتائج تحقيقاتها خلال سنوات، كما هو حال اللجان الأخرى التي تشكلت لتقصي الحقائق في غوطة دمشق وفي ريف حلب وجسر الشغور وخان العسل وغيرها.

وهو ما يعني أن إدانة الجريمة والبحث في حيثياتها، من شأنها أن تمنح المجرم فرصة للإفلات من العقاب، وهو الذي يتخفى خلف الفرضيات المتناقضة والوضع السوري المعقد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com