القوات العراقية تستأنف التقدم في المدينة القديمة غربي الموصل
القوات العراقية تستأنف التقدم في المدينة القديمة غربي الموصلالقوات العراقية تستأنف التقدم في المدينة القديمة غربي الموصل

القوات العراقية تستأنف التقدم في المدينة القديمة غربي الموصل

استأنفت القوات العراقية، اليوم الإثنين، عملياتها في المدينة القديمة وسط الجانب الغربي للموصل، بعد أيام على صدور تقارير تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين جراء ضربات جوية استهدفت المتشددين في ثاني مدن العراق.

وتمكنت القوات العراقية التي بدأت في شهر شباط/فبراير الماضي عملية لاستعادة الجانب الغربي من الموصل، من استعادة عدد كبير من أحياء هذا الجانب من المدينة، إلا أن هذه المعارك تُعرض حياة المدنيين للخطر الشديد.

وقال مسؤولون عراقيون وشهود عيان، إن الضربات الجوية خلال الأيام الماضية أدت الى وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين في منطقة الموصل الجديدة غربي المدينة، وتحدث البعض عن عشرات، وآخرون عن مئات الضحايا ولكن لم يتم التأكد من أي حصيلة.

وجاء في بيان صادر عن الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية، أن "وحدات الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع، شرعتا اليوم بالتقدم في محور جنوب غرب المدينة القديمة".

وأشار جودت إلى أن القوات اندفعت باتجاه أهدافها في مناطق قضيب البان وطريق الفاروق القريب من جامع النوري الكبير.

وتضم المدينة القديمة مباني متلاصقة وشوارع ضيقة لا تسمح بمرور غالبية الآليات العسكرية التي تستخدمها قوات الأمن، ما يجعل المعارك فيها أكثر خطورة وصعوبة.

ويقع في داخل المدينة القديمة مسجد النوري الذي أعلن منه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي عام 2014 "الخلافة" في مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا.

وتخوض قوات وزارة الداخلية والشرطة الاتحادية والرد السريع، معارك ضارية في المدينة القديمة منذ عدة أسابيع، لكنها تواجه مقاومة شديدة أدت إلى تباطؤ التقدم.

وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب أنها حققت تقدمًا على المحور الغربي من هذا الجانب.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من وجود 400 ألف شخص عالقين في وسط الموصل يعيشون في ظروف حصار، في الوقت الذي تخوض القوات العراقية معارك ضد تنظيم داعش المتشدد المتحصن بين المنازل المتلاصقة.

أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين

وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة: إن وزارة الداخلية نشرت قناصة لاستهداف الجهاديين الذين يتخذون من المدنيين دروعًا بشرية.

وتمثل قذائف الهاون والصواريخ غير الموجهة خطرًا كبيرًا على السكان.

وأدت المعارك بالفعل إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من المدنيين، ما دفع أكثر من 200 ألف شخص إلى الفرار من الجانب الغربي للموصل.

وقامت فرق الدفاع المدني ومتطوعون بعمليات حفر يوم أمس الأحد، بين أنقاض منازل مدمرة في منطقة الموصل الجديدة، لانتشال جثث ضحايا قضوا جراء ضربات جوية خلال الأيام الأخيرة.

وشوهدت جثث 12 شخصًا على الأقل بينهم نساء وأطفال، تم وضعها داخل أكياس خاصة لحفظ الجثث بعد انتشالها مباشرة من بين أنقاض أحد المنازل المدمرة.

وأكد العميد يحيى رسول، أن وزارة الدفاع فتحت تحقيقًا حول التقارير التي تحدثت عن مقتل مدنيين جراء ضربات جوية في غربي الموصل.

وأكدت قوات التحالف السبت الماضي، أنها وجهت ضربات إلى القطاع الذي وردت تقارير عن سقوط عدد كبير من المدنيين فيه.

وقال التحالف في بيان، إنه "بعد الاستعراض الأولي لبيانات الضربات،  ضربت قوات التحالف مقاتلين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي ومعداتهم بناءً على طلب من القوات العراقية، في 17 مارس/آذار غرب الموصل في موقع، حيث قيل إن ضحايا مدنيين سقطوا".

وفيما تحدثت الأخبار عن ضربة نفذت خلال يوم واحد، قال مسؤولون عراقيون إن الضربات نفذت على مدى عدة أيام .

روسيا تدعو مجلس الأمن لبحث الوضع

وأعلنت روسيا، اليوم الإثنين، أنها طلبت عقد جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الموصل مؤكدة أنها "تراقب الوضع عن كثب".

واعتبر قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أمس الأحد، أن مقتل عدد كبير من المدنيين في ضربات جوية في الموصل العراقية يشكل "مأساةً رهيبة"، من دون أن يقر رسميًا بأن التحالف الدولي شن هذه الغارات.

وقال الجنرال جو فوتل في بيان: "نجري تحقيقًا حول هذا الحادث لنحدد بالضبط ما حصل، ونواصل اتخاذ اجراءات استثنائية لتجنب ضرب المدنيين".

أسف فرنسا

من جهتها أعربت فرنسا عن "الأسف لوقوع الكثير من الخسائر في صفوف المدنيين التي يمكن أن تنجم عن المعارك التي يخوضها التحالف" ضد الجهاديين في العراق، دون أن تشير بوضوح إلى مسؤولية التحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا، واتهمت داعش في المقابل باستخدام المدنيين "دروعًا بشرية".

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي لا تشارك بلاده في التحالف، فاعتبر أن "مأساة 17 آذار/مارس شهدت مقتل أكثر من 200 مدني بحسب بعض الإحصاءات".

وأضاف "إنه أمر غير معهود، سواءً على مستوى الحجم أو على مستوى استمرار هذا القصف عدة ساعات"، موضحًا أن "تعذر التحقق من قصف الأهداف المطلوبة لفترة طويلة كهذه يبدو مستغربًا على الجيش الأميركي".

وتابع لافروف، أن روسيا التي يتهمها الغربيون "بجرائم حرب" أثناء حصار حلب السورية في العام الفائت، وخصوصًا بتهمة قصف مدنيين "ستطرح أسئلة" بشأن الموصل على مجلس الأمن الذي طلبت منه عقد جلسة استثنائية بحسب الوزير الروسي.

وبدأت القوات العراقية في 19 فبراير/شباط الماضي عملية عسكرية لاستعادة غربي الموصل  في إطار عملية كبيرة انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول، لاستعادة السيطرة على الموصل، آخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد.

واستعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، السيطرة على أغلب المناطق التي سيطر عليها داعش في العراق، إثر الهجوم الشرس من التنظيم في يونيو/حزيران 2014.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com