الفلسطينيون يعلقون آمالهم على قمة عمان.. فما الذي ستحمله لهم؟
الفلسطينيون يعلقون آمالهم على قمة عمان.. فما الذي ستحمله لهم؟الفلسطينيون يعلقون آمالهم على قمة عمان.. فما الذي ستحمله لهم؟

الفلسطينيون يعلقون آمالهم على قمة عمان.. فما الذي ستحمله لهم؟

يعول الفلسطينيون كثيرًا على القمة العربية التي ستنطلق بعد أيام في العاصمة الأردنية عمان، حيث أن القيادة الفلسطينية تنظر لها بوصفها "قمة مفصلية".

ويؤكد وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية، الدكتور تيسير جرادات، خلال لقاء مع "إرم نيوز" أن "مجموعة من القرارات سيتم وضعها على طاولة القمة العربية الـ28، التي تعتبرها القيادة الفلسطينية قمة مفصلية لسببين، الأول هو الظروف الصعبة التي تعيشها الدول العربية من صراعات وحروب، وقد آن الأوان لأن يكون هناك وقفة جادة في العمل العربي المشترك لإنهاء هذه المشاكل".

ويضيف جرادات "أما السبب الآخر فهو القضية الفلسطينية وتطوراتها التي هي محور وبند أساسي ودائم على جدول أعمال القمة العربية منذ انعقاد القمة الأولى وحتى هذه القمة، واستمرار القضية الفلسطينية دون حل، والتحركات الجارية في هذا الوقت من مبادرات سياسية وما تقوم به حكومة إسرائيل من انتهاكات واستفزازات".

ويشدد على أن "تجاهل إسرائيل للقانون الدولي وحل الدولتين، إضافة إلى زيادة الخطوات التصعيدية فيما يتعلق بالاستيطان ومحاولات سلب وضم الأراضي الفلسطينية، وقانون التسوية الإسرائيلي الأخير وما يشكله من خطر مقابل قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي أشار بوضوح وأكد على أن الاستيطان غير شرعي، كل ذلك يحتم بالضرورة أن تكون هذه القمة مفصلية لبحث هذا الموضوع وبحث ما يتفق عليه الزعماء العرب من تحرك أساسي لإنجاح أي مبادرات سياسية وإعادة تفعيل عملية السلام وصولًا إلى حل الدولتين".

ويبيّن أن "القضية الفلسطينية لها حيز كبير في هذه القمة، وقد تم وضع وتحضير مجموعة من القرارات من أجل طرحها على اجتماع وزراء الخارجية العرب في الـ27 من الشهر الحالي للاتفاق والتوافق عليها ومن ثم رفعها إلى القمة العربية في الـ29 من الشهر ذاته".

ويتابع: "ستؤكد القمة مجددًا على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب، وستؤكد على الهوية العربية للقدس الشرقية أيضًا كعاصمة لدولة فلسطين، وهذا التأكيد مهم في هذه الفترة تحديدًا في ظل المحاولات التي نسمع عنها فيما يتعلق بالشرعية الفلسطينية وفيما يتعلق بتجمعات إسلامية تحاول الانتقاص من تلك الشرعية".

ويؤكد على أن "القمة العربية ستركز على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس، وستؤكد على التزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية كما طرحت في قمة بيروت لأنها شرط لتحقيق السلام".

وينوه إلى أن "المباردة مطروحة على الطاولة ويجب تفعيلها لكن بنفس الطريقة والمستوى التي وضعت به، ولا نريد لهذه المبادرة أن تتغير مجرياتها كما تريد إسرائيل، بمعنى أن مبادرة السلام العربية تستند على أساس انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بحدود الرابع من حزيران العام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

ويقول إنه "إذا ما تم ذلك وإذا ما كانت هناك تسوية لموضوع اللاجئين وحقوقهم كما جاء في المبادرة، سيتم بعد ذلك تطبيع علاقات واعترافات من الدول العربية. وكلنا نعلم أن الحكومة الإسرائيلية بهذا الصدد تريد أن تغير الموضوع وتقبله، فهي تريد أن يكون هناك تطبيع وعلاقات عربية إسرائيلية وعلاقات إسلامية إسرائيلية، قبل أن يتم الانسحاب والاعتراف بحدود الرابع من حزيران والدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا ما لا نريده نهائيًا".

ويشير جرادات إلى أنه "سيكون هناك مطالبة للمجتمع الدولي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2334، ونطلب من الشرعية الدولية من الجمعية العامة ومن مجلس الأمن، تنفيذ هذا القرار، فبعد غد سيكون قد مر 3 أشهر على صدور هذا القرار المهم، الذي ألزم الأمين العام للأمم المتحدة بعمل مراجعة كل 3 أشهر".

ويضيف أنه "يوم الجمعة المقبل سيكون هناك مناقشة في مجلس الأمن لوضع الآليات أو للتصور الذي سيضعه أو التقرير الذي سيقدمه الأمين العام لمجلس الأمن حول تنفيذ هذا القرار، لهذا سيتم التركيز عليه أيضًا خلال القمة. فهذا القرار يؤكد على أن المجتمع الدولي لن يعترف بأي تغييرات بحدود الرابع من حزيران كما جاء في هذا القرار، بمعنى كل ما جاء من تغييرات منذ العام 1967 إلى الآن هي تغييرات غير شرعية".

القدس

ويؤكد جرادات أن "القدس والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية هناك لها حيز خاص، وستحوز على العديد من البنود التي تؤكد على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وأن الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية هي أيضًا أماكن فلسطينية وتحت سيادة فلسطينية، وسيكون هناك قرارات لدعم أهالي القدس وصمودهم بشكل خاص وأهل فلسطين بشكل عام، وهذا ما ستؤكد عليه القمة حيث في الدورة 147 تم تجديد الدعم المالي والصناديق الداعمة حسب قمة بيروت 2002 ، سيتم التأكيد عليها وسيتخذ بها قرارات خلال القمة".

وينوه جرادات إلى أنه "سيكون هناك أيضًا إدانة للسياسات الإسرائيلية التي تسعى للقضاء على حل الدولتين وتكريس نظام الفصل العنصري، وتطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات المقامة والمخالفة للقانون الدولي، إضافة إلى العديد من القرارات التي تؤكد كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكذلك إدانة الدعوات الموجهة للاحتفال بوعد بلفور، واستمرار العمل العربي والإسلامي المشترك على مستوى الحكومات والبرلمانات لدعم القضية الفلسطينية والتشاور مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي فيما يتعلق بالمواضيع التي تخص القدس والصراع الديني الذي تحاول إسرائيل القيام به من خلال تهويدها للأماكن المقدسة ومن خلال منع الأذان وتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا بعد أن قامت بتقسيمه زمانيًا".

واختتم جرادات حديثه بالقول إن "قضية الاستيطان بشكله العام والجدار ومشكلة اللاجئين والاونروا والتنمية ستكون محاور النقاش، ومعظم القرارات التي تصدر عن القمة العربية لا خلاف عليها عربيًا وما نلمسه نحن دائمًا في تلك القمم هو إجماع القادة العرب على أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية، دعمها واجب عربي وواجب قومي، ولا أحد يقصر في ذلك، ولكن نطلب ألا يكون هناك تدخلات سلبية تعمل على تقويض العمل والنضال الفلسطيني وكذلك التمثيل الفلسطيني، ونحن نرحب بكل جهد عربي ونثمن تلك الجهود الداعمة للقضية الفلسطينية والتي نأمل أن تظل كذلك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com