تنظيم الإخوان يحاول إعادة السيطرة على الساحات
تنظيم الإخوان يحاول إعادة السيطرة على الساحاتأ ف ب

المتاجرة بآلام الفلسطينيين.. مساعي "الإخوان" لتكوين قواعد شعبية جديدة

أجمع محللون على أن تنظيم "الإخوان" يستغل القضية الفلسطينية في الوقت الحالي، من بوابة الحرب الإسرائيلية على غزة، باعتبارها "فرصة ذهبية" لإعادة شعبيتهم من جديد.

وأوضحوا أن المتاجرة بآلام الفلسطينيين ورقة مهمة يناور بها التنظيم لإثارة الجماهير والتربح منها على مَر تاريخه، ولتقديم نفسه للشارع على أنه المؤهل للدفاع عن هذه القضية، لاسيما عند حصرها على أنها "قضية دينية" في حين أنها قضية قومية، تخص الشعوب العربية كافة.

وحذّر المحللون من تمادي التنظيم في مخططه، خلال الفترة الحالية، مشددين على ضرورة توفر الوعي الكامل والتعامل الأمثل من جانب الحكومات العربية تجاه هذا المخطط، لافتين إلى أن إضفاء "الصبغة الدينية" على القضية الفلسطينية لهو بمثابة أسوأ إضرار بها.

"أكبر خطر"

وقالت د. عزة هاشم مدير "مركز الحبتور للأبحاث"، إن "تنظيم الإخوان أكبر خطر يهدد القضية الفلسطينية وتماسك المجتمع العربي كافة في مواجهة إسرائيل".

وشددت في تصريح لـ "إرم نيوز" على أن "هذه القضية ليست دينية، وأي فصيل سياسي يحاول خصخصتها لصالحه لتحقيق مكاسب سياسية تخصه سيضر القضية".

وأضافت أن "إعادة السعي الإخواني وراء الحشد الجماهيري عبر هذه البوابة، يأتي بعد احتراق كروتهم الجماهيرية وتراجع شعبيتهم في الدول العربية، وهم يرون أن استغلال القضية الفلسطينية في الوقت الحالي، فرصة ذهبية لإعادة شعبيتهم، ولابد أن يكون هناك وعي تجاه هذا المخطط الإخواني".

ونوهت عزة بأن "القضية الفلسطينية قضية قومية لا تخص فصيلا سياسيا أو دينيا بعينه، وأن المشكلة الكبرى والأساسية في طرح علاقة التنظيم بهذه القضية أو حرب غزة، تكمن في اختزال القضية في فصيل سياسي أو ديني، في حين أن القضية الفلسطينية قومية اجتمع عليها مختلف الطوائف والديانات والأعمار، وجمعت العالم العربي على رأي واحد وقضية واحدة".

واستدركت قائلة: "لكن فكرة اختزال القضية بشعارات دينية أو تعيين فصيل سياسي نفسه متحدثا باسمها، أمر يضرها ويضر أيضاً التماسك والتلاحم في الوقت الراهن، الذي يخدم الحديث عن القضية أمام المجتمع الدولي".

ورأت أن "ربط القضية بطائفة معينة لا يخدمها، فالإخوان طوال تاريخهم يراهنون ويتاجرون دائماً بالقضايا التي هي من هذا النوع، فعندما يرون أن هناك قضية يجتمع حولها الناس، يقومون باستغلالها بالدعاية للتربح من الشحن النفسي للجماهير، بإضافة الصبغة الدينية على القضية".

"إعادة الإنتاج"

من جهته، أكد د.عامر السبايلة المحلل السياسي الأردني، أن "تنظيم الإخوان وجد منذ 7 أكتوبر الماضي في ما جرى ويجري في غزة، فرصة لإعادة إنتاج نفسه ودعايته، عبر محاولة الاستفادة شعبياً من الحرب على غزة، وتقديم نفسه للشارع لقيادة هذه المرحلة سياسياً، وبعث رسائل بأنه قادر على تحريك الجماهير وأيضاً خلق حالة من عدم الاستقرار".

وأضاف في حديث لـ "إرم نيوز": "بالتالي يسعى التنظيم لإنجاز صفقات سياسية لاسيما عند الحديث عن الأردن والانتخابات المقبلة؛ إذ من الممكن رؤية ذلك من هذه الزاوية، من خلال السعي لتحقيق مكاسب داخلية سياسية، عبر تسويق فكرة قادمة من الخارج - أي حرب غزة - وما جرى من محاولة تأجيج المشاعر".

ولفت السبايلة إلى أن "تنظيم الإخوان يرى في الآونة الأخيرة، أن كل أزمة تتعلق بقطاع غزة، تحمل مكاسب سياسية له يجب استغلالها، وفرصة ذهبية قد لا تتكرر له؛ لأن الشعبية التي حصلت عليها حركة حماس في بداية الحرب كانت كبيرة، وبالتالي وضع نفسه في قيادة هذه المرحلة ويريد أن يستمر في ذلك".

وأشار إلى أن "فكرة الشرعية الشعبية التي يسعى التنظيم للاستفادة منها من خلال حرب غزة يمكن أن تعطيه فرصة للحصول على مكتسبات سياسية من الأنظمة؛ وهذا ما يفسر الزخم المتزايد أخيراً، قبيل الوصول إلى المرحلة النهائية للحرب وإتمام معركة رفح".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com