العاصمة الليبية طرابلس
العاصمة الليبية طرابلسأ ف ب

بعد سنوات من الغياب.. ماذا وراء "العودة المفاجئة" لنشاط إعلام القذافي؟

عادت الروح مرة أخرى إلى قنوات ليبية تُروّج لنظام القذافي، وبدأت تتأهب للعودة إلى المشهد الإعلامي بالتزامن مع شهر رمضان، فيما تُثار التساؤلات حول الجهة التي تقف وراء الخطوة التي يربطها متابعون بالترتيبات الجارية لإجراء الانتخابات.

وكانت قنوات موالية لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي قد استأنفت البث بعد سنوات من الغياب عن المشاهد الليبي، إلا أن العودة لم تكن الأولى من نوعها لقناة "الجماهيرية العظمى"، التي اكتشف المشاهدون على القمر الصناعي "نايل سات"، منذ سنوات، شروعها في تقديم برامج تلفزيونية وأفلام عربية من دون نشر فكر النظام السابق، كما كانت تفعل ما قبل ثورة فبراير2011.

وقبلها حاولت في عام 2012 قناة "الجماهيرية"، التي كانت تابعة لنظام العقيد الليبي، العودة عن طريق بث أغانٍ تمجّد القذافي بعد مقتله، ليتمّ غلقها إثر تهديدات من أنصار الثورة المناوئين لخطابه بالإقدام على إغلاق الحدود مع مصر في حالة عدم التراجع عن القرار.

قناة الجماهيرية
قناة الجماهيريةمتداولة
أخبار ذات صلة
قنوات تلفزيونية موالية للقذافي تستأنف البث بعد 13 عاماً من سقوط نظامه

عودة "الليبية" و"النجع"

لكن المفاجأة كانت بعودة قناتي "الليبية"، و"النجع"، تزامنًا مع شهر رمضان الكريم، عقب توقّف دام أكثر من عقد من الزمن، حيث تصدّرتا المشهد الإعلامي في ليبيا خلال فترة حكم القذافي.

ففي مسعى لاستقطاب الجماهير الليبية، قرّر القائمون على مشروع قناة "الليبية"، التي تم تأسيسها عام 2007، تحت إشراف سيف الإسلام القذافي والتابعة لمؤسسة القذافي للتنمية التي يديرها، بعث الروح في المحطة التلفزيونية. كما عاد شعار قناة "النجع" إلى الواجهة، وهي التي أسسها ابن عم الزعيم الراحل معمر القذافي الشاعر علي الكيلاني، والمتخصصة في تقديم المحتوى الترفيهي المنوع.

ويربط مراقبون بين هذا الحراك الإعلامي الجاري في الساحة الليبية وبين المسار السياسي والترتيبات لمشروع المصالحة، الذي بدأ بالتحضير لمؤتمر جامع يُعقد في أبريل المقبل، كبادرة من الجهات المشرفة على المشروع لتلطيف الأجواء وإنجاح الوئام الوطني.

قناة "الليبية"
قناة "الليبية"متداولة
أخبار ذات صلة
مصدر لـ"إرم نيوز": سيف الإسلام القذافي سيشارك في مؤتمر المصالحة

من الراعي ومن المستفيد؟

وتزامنًا مع هذه العودة، يُثار تساؤل حول من يقف وراء استعادة الأذرع الإعلامية للنظام السابق، ومن المستفيد منها، في ظل استمرار الاستقطاب الدولي الحاد في ليبيا؟

تتهم مصادر أمريكية الجانب الروسي بدوره المزعوم في عودة قنوات القذافي، مشيرين إلى شركة "فاغنر" الأمنية الروسية، التي تسعى أيضا إلى توجيه الرأي العالم بالبلاد من خلال التدخل في الإعلام.

ففي دراسة لمركز السياسات السيبرانية في جامعة "ستانفورد" الأمريكية، نُشرت عام 2020، كشفت عن محاولة شركة "فاغنر" تشكيل رأي عام مؤيد لسيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، وشخصية أخرى من الشرق الليبي.

سيف الإسلام القذافي
سيف الإسلام القذافيمتداولة
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي: إقصاء أحد من الترشح للانتخابات قد يجهضها من الأساس

وفي تقرير آخر أعدته مؤسسة "دوسير" للأبحاث ومقرها لندن، أكدت أن "فاغنر" أقدمت على أنشطة من قبيل "الدخول في شراكة بقناة الجماهيرية التلفزيونية التي تعود لنظام القذافي، والقيام ببث برامج لصالح سيف الإسلام القذافي".

ووفق التقرير، استحوذت "فاغنر" على 50 بالمئة من رأسمال قناة "الجماهيرية" التلفزيونية، التي توقفت عن البث عقب الثورة التي أطاحت بالقذافي، ومن ثم استأنفت بثها من مصر.

ولفت التقرير إلى أن القناة تطوّرت من حيث القدرات التقنية عقب دخول "فاغنر" على الخط، وباتت تبث بانتظام بعدما كان ينقطع بثها كل شهرين أو ثلاثة. وزعمت أن القناة أصبحت تتمتع بشعبية كبيرة بين أنصار سيف الإسلام القذافي؛ إذ يُعتقد أن نحو ستة ملايين شخص يتابعونها أسبوعيا.

اتهامات لروسيا

ويوضح عضو تجمع القوى السياسية لإقليم فزان (جنوب ليبيا)، وسام عبد الكبير، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن قناة "الخضراء" "الجماهيرية" السابقة كان لها وجود منذ سنوات تقريبا من مصر، عبر الإعلامي حمزة التوهامي، وتعرّضت لبلاغات إغلاق كثيرة بعد قيامها بحملات تشهير ضد رجال أعمال ليبيين متنفّذين، حسب قوله.

ويعتقد المحلل السياسي أن "روسيا تعمل بقوة لدعم منظومة النظام السابق في جميع الاتجاهات".

لكن الكبير قلّل من تأثيرها في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتعدّد القنوات الليبية التي أصبحت اليوم تمتلك خبرات وقدرات وإمكانيات لها القدرة على التأثير في الرأي العام، أكثر بكثير من القنوات المحسوبة على النظام السابق.

وبيّن أن "أغلب فئات المجتمع لا تنسجم مع الخطاب الإعلامي الركيك والشعبوي الذي تجاوزته المرحلة، مع النضج السياسي والوعي الذي حدث بعد التحول الديمقراطي في فبراير 2011".

عودة متزامنة مع الانتخابات

ويوافق عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي "الرأي القائل إن المحطات الليبية الجديدة كانت تعمل منذ فترة، لكن الآن تكاتفت حتى تشارك في صياغة الرأي العام الذي بدأ يشعر بأن هناك انتخابات".

وربط التكبالي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، هذه التطورات باستعداد واشنطن لدفع الانتخابات مع إصرارها على تشكيل حكومة انتقالية تُشرف عليها، وبدأت في توحيد الميليشيات والجيش.

ورأى التكبالي أن هذه القنوات تهدف للتحكم بالرأي العام الليبي، ومنح الفرصة لرجالات النظام السابق للدخول في الاستحقاقات.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com