امتلاك إسرائيل مقاتلات "F-35" يخلق مواجهة جديدة بين واشنطن وموسكو
امتلاك إسرائيل مقاتلات "F-35" يخلق مواجهة جديدة بين واشنطن وموسكوامتلاك إسرائيل مقاتلات "F-35" يخلق مواجهة جديدة بين واشنطن وموسكو

امتلاك إسرائيل مقاتلات "F-35" يخلق مواجهة جديدة بين واشنطن وموسكو

يعتبر استلام سلاح الجو الإسرائيلي للدفعة الأولى من المقاتلات الأمريكية الأحدث على مستوى العالم من طراز "F-35"، والتي شملت مقاتلتين حتى الآن، كان يفترض أن تهبطا اليوم الإثنين في قاعدة "نفاتيم" الجوية بصحراء النقب، بداية لنقلة نوعية في قدرات الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلي.

وتقرر تأجيل حفل استقبال المقاتلتين اللتين كان يفترض أن تقلعا من قاعدة "كامري" الجوية الإيطالية، بسبب سوء الأحوال الجوية، بعد أن وصلتا خلال الأيام الأخيرة عبر رحلة طويلة قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر سيكون في حاجة للبقاء قليلاً في إسرائيل انتظاراً لوصول التكنولوجيا الأمريكية الأحدث على الإطلاق.

وعلق عاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" سابقاً، على تأجيل وصول المقاتلتين من إيطاليا بقوله إنه "لم تكن هناك حاجة ملحة لإرسالهما في ظل وجود غيوم كثيفة، لأننا لسنا في حالة حرب ولا يضطر الأمريكيون للقيام بخطوة من هذا النوع حرصاً على السلامة".

فترة تأهيل

وأطلقت إسرائيل اسم "أدير" على المقاتلة الجديدة، وهي كلمة عبرية تعني "عظيم"، وتعوّل عليها في تنفيذ خطتها الاستراتيجية لتحديث أسطولها من المقاتلات، وامتلاك قدرات استثنائية مقارنة بجيرانها العرب، على حد قولها.

ويحتاج طيارو سلاح الجو الإسرائيلي لفترة تأهيل كي يمكنهم بدء التحليق بهذه المقاتلات، التي تتسم بقدرتها العالية للغاية على التخفي عن الرادارات المعروفة حتى الآن.

ويمكن التدليل على كون الأمر يحمل دلالة محددة بمثال قريب يتعلق بسلاح الجو المصري، حين تسلم 3 مقاتلات فرنسية من طراز "رافال" مطلع العام الجاري، وحرصت مصر على أن يقود المقاتلات في طريقها إلى مصر طيارون مصريون، فيما يبدو أن إسرائيل لم تحرص على ذلك أو أن لديها مخاوف محددة.

دفاعات روسيا

وتختلف الظروف الراهنة عن تلك التي كانت قائمة إبان توقيع صفقة المقاتلات الأولى عام 2012، ووقتها لم تضع إسرائيل في الحسبان أنه في اللحظات التي ستصل فيها تلك المقاتلات، ستكون الدفاعات الجوية الروسية الأكثر تقدما منصوبة على مقربة من حدودها، كما لم تتوقع الولايات المتحدة ذلك.

وسيشكل التواجد الروسي في سوريا، وبالتحديد نظم الدفاعات الجوية من طرازي "S-400/300"  التي أعلنت موسكو نشرها في قاعدة "حميميم" بريف اللاذقية غرب سوريا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 مواجهة عملية هي الأولى من نوعها بين التكنولوجيا الروسية والأمريكية الأكثر تطوراً على مستوى العالم.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه موسكو أن أنظمتها الدفاعية في سوريا لديها القدرة على كشف جميع الأهداف الجوية، من طائرات أو صواريخ، تقول إسرائيل إن مقاتلات  "F-35" يمكنها التخفي عن أعين جميع الرادارات المعروفة حالياً.

وتشكل الساحة السورية محكا ًحقيقياً أمام روسيا وأمريكا لاختبار الأسلحة الأكثر حداثة، والتي استغرق تطويرها عقوداً طويلة، وتقول مصادر روسية إن منظومة "s-400" المنصوبة في قاعدة "حميميم" السورية تستطيع اكتشاف 300 هدف في مدى 600 كيلومتر، ويمكنها تدمير 36 هدفاً دفعة واحدة، في غضون 5 دقائق.

عقود من التطوير

ويحذر خبراء إسرائيليون من المبالغة في وصف قدرات المقاتلة الأمريكية الجديدة، ويعتقدون أنه مثلما عكفت الولايات المتحدة الأمريكية طوال ما يقرب من 30 عاماً على تطوير الجيل الخامس من المقاتلات الشبحية، فقد بدأت روسيا أيضا في تطوير حلول لمواجهتها منذ عقود، وأصبح لديها تكنولوجيا قادرة على مواجهة المقاتلات الأمريكية التي يمكنها التخفي من الرادارات.

وعبّر المحلل العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد في حزيران/ يونيو الماضي عن قناعته بأن لدى روسيا تكنولوجيا يمكنها اكتشاف المقاتلة من طراز "F-35"، وانتقد بشدة من يبالغون في الحديث عن قدرات تلك المقاتلة، وقدر أن إسرائيل التي تواصل التزود بأكثر التكنولوجيا تطورا في العالم، ستصطدم بروسيا التي لن تقف عاجزة أمامها.

ولم يتردد وقتها في وصف الصفقات الضخمة بشأن هذه المقاتلات بأنها مجرد خداع للإسرائيليين، دون أن يقلل من شأن المقاتلة الجديدة، أو المزايا التي ستمنحها لسلاح الجو الإسرائيلي، معتبرا أن الحديث يجري عن إهدار غير مسبوق للأموال العامة، وأنه كلف أكثر بكثير مما هو مخطط له.

ولفت حينذاك إلى المزايا وقال إنه مثلما تزودت إسرائيل بالمقاتلات الأمريكية من طراز "F-15" في سبعينات القرن الماضي، ومقاتلات "F-16" في ثمانينات القرن الماضي، ونجحت في تغيير موازين القوى لصالحها مقارنة بجيرانها العرب، فإن تزودها بالمقاتلة "F-35" حاليا يجعلها تحتفظ بهذا التفوق.

قصور في الأداء

ومن غير المعروف إذا ما كانت الولايات المتحدة قد عالجت جميع أوجه القصور في عمل تلك المقاتلة قبيل إرسالها إلى إسرائيل أم لا، حيث شهد آب/ أغسطس الماضي تحذيرات كبيرة من مشاكل طبقاً لمذكرة أرسلها مايكل غليمور، مدير شعبة اختبارات الأداء بوزارة الدفاع الأمريكية، إلى رئيس الأركان  الجنرال جوزيف دانفورد، وإلى السكرتارية العامة لسلاح الجو الأمريكي.

وتتلخص المشاكل التي أشار إليها غليمور في كون برنامج المقاتلة المستقبلية، التي يفترض أنها قادرة على التخفي عن جميع الرادارات المعروفة حالياً، لا يسير في مساره الصحيح، وأنه بدلاً من ذلك يمكن الإشارة إلى قصور شديد في الأداء، عقب الاختبارات التي أجريت عليها، وأن التحليقات التجريبية أظهرت مشاكل تتعلق بالبرمجيات والنظم الإلكترونية وغيرها من المشاكل التقنية.

وقبل ذلك تحدثت العديد من التقارير عن مشاكل وثغرات عديدة في نظم التشغيل، على رأسها أن هذه النظم عرضة للاختراق عبر هجمات سيبرانية معادية، كما أن نظم الرادار تعاني من بعض العيوب، ما فتح الباب أمام التكهنات بشأن الانتهاء الكامل من مرحلة الاختبارات واستخلاص النتائج، ووصل الأمر إلى توقع ألا تنتهي هذه المسيرة قبل عام 2020.

بداية الصفقات

ووقّع سلاح الجو الإسرائيلي اتفاق إطار عام 2012 مع وزارة الدفاع الأمريكية على شراء 75 مقاتلة من طراز "F-35"، وتم الاتفاق على شراء 19 مقاتلة عام 2012، ثم 14 مقاتلة أخرى عام 2014، مع توقعات بشراء 17 أخرى بحلول عام 2017، وكان من المفترض أن يصل السرب الأول قبل نهاية عام 2016، وتصل باقي المقاتلات بين 2017 – 2018.

وتنتج شركة "لوكهيد مارتين" الأمريكية ثلاث فئات من تلك المقاتلة، تسمى الفئة الأولى "F-35A" وهي مخصصة للإقلاع والهبوط الاعتيادي، وهذا الطراز مخصص لسلاح الجو الإسرائيلي، والفئة الثانية "F-35B" ذات الإقلاع والهبوط العمودي القصير، بينما تخصص الفئة الثالثة ""F-35C لسلاح الجو الأمريكي، وهي  للعمل على متن حاملات الطائرات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com