الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في عكا ونهاريا وبلدات عدة
أثار تسريب خطة الجيش الإسرائيلي لتسليح عناصر محلية في قطاع غزة؛ بهدف تولي مهمة تأمين المساعدات الإنسانية، ومنع وصولها إلى حركة حماس، انتقادات حادة داخل أروقة السياسة الإسرائيلية، وسط اتهامات للجيش بـ"صناعة حماس جديدة" في القطاع، بحسب تقرير لصحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، أمس الجمعة.
وجاءت الانتقادات من داخل الائتلاف الحاكم؛ إذ ركزت على أن المؤسسة العسكرية لم تستخلص دروس الماضي، في إشارة إلى تكرار تجربة تعزيز حركة حماس من أجل إضعاف شوكة السلطة الفلسطينية، فكانت النتيجة هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على حد تعبير الصحيفة.
وكشفت "يسرائيل هايوم"، أمس الجمعة، النقاب عن خطة تسليح عناصر من غزة، التي طُرحت في اجتماعات مغلقة، وقالت إن تلك هي الطريقة الوحيدة من وجهة نظر المؤسسة العسكرية لضمان تأمين المساعدات العسكرية وتوزيعها، ومنع "نهبها" من جانب حماس، وفق الرواية الإسرائيلية.
إلا أن التسريب جلب معه موجة من الانتقادات الحادة ضد المؤسسة العسكرية وخطتها، من قبل نواب في الكنيست ووزراء في الحكومة الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قوله إن "إدخال المساعدات لقطاع غزة شكَّل وقودًا لحماس، والآن المؤسسة العسكرية ترتكب خطأً جديدًا، وتريد أن تُسلح الغزِّيين".
وتابع بن غفير أن "المؤسسة العسكرية لم تتعلم من دروس 7 أكتوبر، وأن المفهوم ذاته الذي تسبب في تلك الكارثة مازال متبعا من قبل بعض قادة تلك المؤسسة"، داعيًا إلى إدراك "عدم وجود شريك في الطرف الثاني، وأنه من المحظور ترك أمن الإسرائيليين في أيدي الآخرين".
بدوره، عارض وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، خطة المؤسسة العسكرية لتسليح مواطنين غزّيين، وقال إنه من المستحيل صناعة بديل لحماس"، وفق الصحيفة.
وأضاف شيكلي أن "هناك احتمالا أن تحدث فترة انتقالية تتضمن إدارة عسكرية إسرائيلية محدودة لقطاع غزة، وسيعني تسليح غزّيين في هذا التوقيت حماقة".
من جانبها، رأت النائبة من حزب "الليكود"، طالي غوتليب، أن قادة المؤسسة العسكرية "أفلسوا"، مشيرة إلى أنهم "يريدون هذه المرة تسليح فلسطينيين في غزة لتأمين المساعدات الإنسانية، في وقت يقاتل فيه الجنود هناك"، بحسب الصحيفة.
وأضافت غوتليب "لقد قال هؤلاء المجهولون أنه دون تسليح غزّيين، لا يمكن مهاجمة رفح.. ألا يوجد جنون أخطر من ذلك؟".
وهاجمت ما رأت أنه "منح الثقة لفلسطينيين في غزة، في الوقت الذي يهيم فيه مسلحو حماس في القطاع"، ووصفت الأمر بـ"فشل عميق في التفكير".
واتهمت غوتليب رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بالعمل على تمرير تلك الخطة، وقالت إنه يعمل منذ شهر على إعدادها، في وقت أصدرت فيه المؤسسة السياسية تعليمات بأن يتولى الجيش تأمين المساعدات الإنسانية.
وكانت الصحيفة ذاتها قد نقلت، أمس الجمعة، عن مصادر بالمؤسسة العسكرية، أن الرأي السائد هو أنه من دون عناصر محلية مسلحة لتأمين المساعدات، لن تتوقف سرقتها، سواء كان دخولها من خلال المعابر البرية أو البحر.
وذكرت أن تلك العناصر ستصبح "جزءًا من الحل" فيما يتعلق بخطط اليوم التالي للحرب، وأن من يتمكن من تأمين المساعدات سيستطيع إدارة غزة بعد ذلك.