مزارعات يقطفن زهور الزعفران جنوب غرب المغرب
مزارعات يقطفن زهور الزعفران جنوب غرب المغربأ ف ب

المغرب.. أمطار مارس تنعش آمال المزارعين في إنقاذ الموسم

أنعشت التساقطات المطرية التي شهدتها مجموعة من المدن المغربية منذ بداية مارس الجاري، آمال المزارعين بالبلاد، في إنقاذ المحصول الزراعي المتضرر بفعل شح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.

وبعد أسابيع من الترقب، رسمت التساقطات المطرية المسجلة، الابتسامة على وجوه الفلاحين المغاربة، ومنحتهم الأمل لإنقاذ الزراعات الخريفية، وإنجاح الزراعات الربيعية التي تعتمد على الأمطار.

وكشفت المديرية العامة للأرصاد الجوية أمس الأحد، مقاييس الأمطار التي شهدتها البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث جاءت مدينة طنجة والمدن المجاورة لها – وهي مناطق زراعية مهمة - في مقدمة المدن التي شهدت مقاييس مهمة من الأمطار، وسط توقعات المديرية باستمرار هذه التساقطات خلال قادم الأيام.

آمال كبيرة

ويتطلع المزارعون إلى أن يسفر شهر مارس الجاري باعتباره شهرًا حاسمًا عن هطول أمطار وفيرة تعوضهم عما فات.

وقال الفلاح بمدينة تاونت شمال البلاد أحمد الفتوحي، في حديثه لـ "إرم نيوز"، إن تساقطات الأيام الأولى من شهر مارس، أعطت الأمل للمزارعين لمواصلة أنشطتهم الفلاحية. لافتاً إلى أن الكثير من الزراعات الخريفية تضررت بسبب تأخر الأمطار.

وأضاف أن مجموعة من الزراعات تعتمد على هذه التساقطات المطرية، والتي توصف بالحاسمة، مشيراً إلى أن الإجهاد المائي وشح التساقطات وارتفاع مستويات تبخر مياه السدود، كلها عوامل صعبة أربكت حسابات المزارعين خصوصاً الذين يعتمدون على الأمطار وليس المياه الجوفية.

مزارع في المغرب
مزارع في المغرب أ ف ب

وكان وزير التجهيز والماء المغربي، نزار بركة، أكد في وقت سابق، أن المملكة دخلت في "مرحلة دقيقة بعد 5 سنوات متتالية من جفاف لم تعشه البلاد من قبل"؛ إذ شهدت المملكة تراجعا في تساقط الأمطار بـ57% مقارنة مع متوسط سنة عادية حتى يناير الماضي، وفق ما أوضح الوزير.

وتفاقم هذا الوضع بسبب تبخر المياه المخزنة في السدود، في ضوء ارتفاع في معدل الحرارة بـ1,8% مقارنة مع متوسط الفترة بين العامين 1981 و2010.

تساقطات مارس ودورها الحاسم

ورأى الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي، أن شهر مارس يعد حاسماً في الإنتاج الزراعي بالمغرب، خصوصاً في قطاع إنتاج الحبوب (القمح والشعير)، مشيراً إلى أن التساقطات في بعض المناطق المغربية خلال هذه الفترة؛ مهمة أيضاً للزراعات الربيعية، وأيضا في توفير الكلأ للماشية.

وأبرز أقصبي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أهمية توفير الكلأ للماشية من التساقطات المطرية، كونها تمثل ثلث الناتج الداخلي الخام للمجال الزراعي بالمملكة.

وأوضح أقصبي أن تساقطات شهر مارس "سيكون لها وقع فعّال على الزراعات الربيعية مثل: الفول، والعدس، والذرة، وعباد الشمس وغيرها"، مؤكداً أنها ستساهم أيضاً في ملء السدود التي تأثرت كثيراً جراء توالي مواسم الجفاف"؛ ما سيؤدي إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطنين وخصوصا في القرى.

بيوت بلاستيكية للزراعة في المغرب
بيوت بلاستيكية للزراعة في المغربأ ف ب

توقعات متواضعة

وتوقع الخبير الاقتصادي أن يكون محصول الحبوب من (القمح والشعير)، متوسطاً لهذا العام، حتى ولو تهاطلت الأمطار طيلة شهر مارس الجاري؛ إذ بسبب الجفاف وشح التساقطات لم تُزرع مساحات كافية بالحبوب، وحتى تلك المزروعة ستكون جودتها متوسطة"، لافتاً إلى أنه خلال "موسم زراعي عادي تكون الحبوب شبه جاهزة خلال هذه الفترة، والأمطار تزيد من جودتها؛ وهذا الأمر غائب تماماً خلال الموسم الحالي".

ويعد القطاع الزراعي أحد أعمدة الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة، ويتأثر النمو العام سلبيا أو إيجابيا وفق معدل الأمطار المسجلة كل عام، وكمية المحصول الزراعي والحبوب تحديداً، حيث توقعت الحكومة ضمن موازنة 2024 تحقيق نسبة نمو اقتصادي تقدر بـ3,7%، معتمدة على مجموعة من الفرضيات من بينها محصول زراعي في حدود 75 مليون قنطار من الحبوب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com