رغم وقوعه تحت جبل.. غارات الأسد تعطل مستشفى سوريا عن العمل (صور)
رغم وقوعه تحت جبل.. غارات الأسد تعطل مستشفى سوريا عن العمل (صور)رغم وقوعه تحت جبل.. غارات الأسد تعطل مستشفى سوريا عن العمل (صور)

رغم وقوعه تحت جبل.. غارات الأسد تعطل مستشفى سوريا عن العمل (صور)

لم تشفع كتل الصخور الصلدة التي احتمى بها مستشفى الكهف المركزي شمالي حلب تحت الجبل من القنابل التي يقول العاملون الطبيون إن قوات الحكومة السورية أو حلفاءها من الروس ألقوها عليها.

فقد أقامت جماعات المعارضة المستشفى  لتتحدى القصف وذلك بحفر نفق على مدى أكثر من عام تحت كتل من الصخور يبلغ ارتفاعها 17 مترًا.

ونجحت الخطة إلى حد ما، فعندما قصفت طائرات روسية أو سورية المستشفى في موجتين من الضربات الجوية يوم الأحد لم يصب أي ممن كانوا داخل الكهف بجروح خطيرة.

القنابل دمرت جناح الطوارئ

ودمرت القنابل الضخمة جناح الطوارئ قرب المدخل وتسببت في سقوط الأسقف الداخلية وتهدم جدران أسمنتية وتدمير مولدات كهربائية وصهاريج مياه ومعدات طبية؛ ما أدى إلى تعطل المستشفى عن العمل.

وقال مدير المستشفى عبد الله درويش في تصريحات صحفية من المستشفى "الحمد لله أن الصخور الجبلية لم تتداع"، مؤكدا أن "موجتين من القصف أصابتا المستشفى وتسببت الموجة الأولى في انفجار هائل عند المدخل الأمامي للمستشفى قبل أن تسقط قنبلة أخرى ضخمة على مقربة؛ ما أثار فزع العاملين".

وأضاف درويش بقوله "لن أخفي أن العاملين في المستشفى يشعرون بخوف كبير، لكننا سنعود بإذن الله للعمل بعد الإصلاحات، وعندما يبقون في عمق المستشفى لن يحدث لهم شيء".

دمشق وموسكو تنفيان

وتقول دول غربية من بينها الولايات المتحدة إن الحكومة السورية وحلفاءها الروس ارتكبوا جرائم حرب لتعمد استهداف المدنيين ومساعدات الإغاثة والمستشفيات خلال تصعيد للحرب الأهلية على مدى ثلاثة أسابيع.

وبالمقابل تؤكد موسكو ودمشق أن قواتهما لا تستهدف إلا المقاتلين وتنفيان أنهما تقصفان المستشفيات رغم إصابة عدد منها خلال حملة القصف الأخيرة التي بدأت بعد انهيار وقف لإطلاق النار في أيلول/سبتمبر الماضي.

ومنذ بدء حملة القصف الجوي المكثفة الأخيرة تستخدم القوات الروسية والسورية قنابل أشد تدميرا مخصصة لاستهداف النقاط الحصينة يقول سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إنها تتسبب لشدة قوتها في هدم مبان بالكامل.

من ناحيته، قال أحمد الدبيس من اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة وهو تحالف يضم وكالات الإغاثة الدولية التي تمول المستشفيات في سوريا ومنها ذلك المستشفى إن "واحدة على الأقل من القنابل التي سقطت على مستشفى الكهف كانت من القنابل المخصصة للنقاط الحصينة بسبب قوة انفجارها".

وأظهرت صور وجود شروخ طويلة حول السقف الصخري المنحوت على شكل قبة كما غطى الركام حجرات المستشفى من جراء تهدم الجدران.

وأضاف الدبيس "لا أمان في أي شيء عندما تستخدم هذه الأنواع من الأسلحة"، موضحا أن "المستشفى أصيب في ذروة عملنا في وقت كان فيه أكبر عدد من المرضى والجرحى".

إخلاء جميع المرضى والعاملين

وأكد الدبيس على أنه "تم إجلاء جميع العاملين الطبيين والمرضى وتخزين المعدات خشية وقوع هجوم آخر على المستشفى، الذي وصفه بأنه أكثر المستشفيات تحصينا في كل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا".

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف الاثنين إن "الاتهامات بأن موسكو تقصف المستشفيات لا أساس لها"، مضيفا أن "المقاتلين المتشددين يستخدمون المدنيين والمستشفيات المزعومة كدروع بشرية ويقيمون منشآت طبية في المدن دون أن يضعوا عليها العلامات الصحيحة".

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الفور على طلب التعليق على هذا الحادث بالتحديد.

وكرر مصدر عسكري سوري نفي الحكومة استهداف المستشفيات، ومع ذلك قال المصدر إن المتشددين مستهدفون أينما كانوا على الأرض أو تحت الأرض".

ومنذ انهيار وقف إطلاق النار شهدت مدينة حلب الشمالية معارك ضارية إذ تحاول قوات مؤيدة للحكومة السيطرة على آخر معقل رئيس في المدن الكبرى تحت سيطرة المعارضة. كما وقعت اشتباكات شرسة قرب حماة حيث شنت المعارضة هجوما يهدد المدينة المهمة الخاضعة لسيطرة الحكومة.

الرعاية المركزة

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع قصف عنيف من جانب القوات الحكومية في المنطقة شمل بلدة كفر زيتا وقرى أخرى يوم الأحد.

وقال المرصد إن "طائرات هليكوبتر أسقطت براميل متفجرة بالقرب من المستشفى في اليوم السابق.

 ونقل المرصد عن مصادر قولها إن "انفجار القنابل تسبب في اختناق عدد من الناس في مؤشر على وقوع هجوم كيماوي. كما تحدث مقاتلو المعارضة عن هجوم بالكلورين في المنطقة".

وتنفي الحكومة بشدة استخدام الأسلحة الكيماوية غير أن تحقيقا أجرته الأمم المتحدة الشهر الماضي ذكر أن الجيش السوري مسؤول عن هجمات بغازات سامة وقعت في الماضي.

وقال أدهم سحلول من الجمعية الطبية السورية الأمريكية التي تمول معظم مصروفات التشغيل للمستشفى "هجوم الكلورين الليلة قبل الماضية كان ضحاياه 30 مصابا عولج معظمهم في الكهف. لكنهم غادروا المستشفى".

ويقول اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة إن الأطباء في المستشفى يجرون أكثر من 150 عملية جراحية ويعالجون 40 حالة من الحالات التي تحتاج للرعاية المركزة من المناطق الريفية قرب حماة كل شهر.

وافتتح مستشفى الكهف في أواخر عام 2015 بعد أن دفعت جماعات إغاثة ومانحون آخرون حوالي نصف مليون دولار لبنائه وتجهيزه، ويقع المستشفى قرب الخط الأمامي الذي شهد اشتباكات وقصفا عنيفا في الأيام الأخيرة.

ويوفر المستشفى العلاج الطبي دون مقابل ويخدم في الأساس من يعيشون في المدن القريبة الذين فروا من بيوتهم إلى مناطق أخرى في سوريا، وبعض الجرحى من مقاتلي المعارضة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com