"أم الخير".. قرية فلسطينية تتحدى الاستيطان ببناء الخيم
"أم الخير".. قرية فلسطينية تتحدى الاستيطان ببناء الخيم"أم الخير".. قرية فلسطينية تتحدى الاستيطان ببناء الخيم

"أم الخير".. قرية فلسطينية تتحدى الاستيطان ببناء الخيم

تعيش الفلسطينية خضرة الهذالين وأبناؤها، في خيمة بسيطة وسط ظروف صعبة، بعد أن هدمت جرافات عسكرية إسرائيلية منزلها نهاية الشهر الماضي.

عائلة "الهذالين" واحدة من ست عائلات فلسطينية تقطن في قرية "أم الخير" الواقعة أقصى جنوب الخليل، هدمت الجرافات الإسرائيلية بيوتها في الـ 24 من آب/ أغسطس الماضي، بحجة البناء دون ترخيص في المناطق (ج).

وتخضع المناطق (ج) التي تمثل 61% من مساحة الضفة الغربية، لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ويعيش فيها ما يقرب من 300 ألف فلسطيني، في 532 منطقة سكنية، فيما تمثل المناطق (أ) 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا، أما المناطق (ب) فتمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.

وتقول الهذالين البالغة من العمر 58 عامًا: "خلال دقائق حولت الجرافات الإسرائيلية المنزل لركام دون سبب، يريدون طردنا من بيوتنا، نعيش هنا منذ سنوات طويلة، منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967"، مضيفة: "نعيش في خيمة، لا تقي حر الصيف، ونخشى برد الشتاء".

وكانت جرافات عسكرية هدمت مسكن "الهذالين" مرات عديدة، لكنها أعادت بناءه من جديد، بحسب قولها.

وتتساءل "أين نذهب؟"، قبل أن تضيف بلهجة يعلوها التحدي: "سنعيد بناء البيت.. هم يهدمون ونحن نبني.. هذه بلادنا".

أمتار تفصل بيت "الهذالين" سكان "أم الخير" عن مستوطنة كرمئيل، التي تقول عنها السيدة الفلسطينية: "يعيشون في بيوت جديدة، عندهم مياه وكهرباء وأشجار، لا يوجد لدينا شيء، المياه نجلبها على الحمير".

الحياة في قرية "أم الخير" تبدو بدائية، بكل تفاصيلها، حيث لا يتوافر فيها أي من مقومات الحياة العصرية، ويعتمد السكان على تربية الأغنام، والعمل في البلدات المجاورة.

وينحدر السكان من عائلة الجهالين (العائلة الأم للهذالين)، التي كانت تسكن في منطقة يطلق عليها "عراد" في النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، وهجروا عام 1956 وتفرقوا في الضفة الغربية ومنهم من هُجر إلى الأردن ومصر وسوريا.

من جانبه، يقول سليمان الهذالين شيخ قرية "أم الخير": "نعيش مثل القدامى، مياه نجلبها على الحمير، ولا كهرباء، مؤخرًا تم تركيب خلايا شمسية لتوليد الكهرباء دعمًا من مؤسسات دولية، تفي ببعض الحاجات البسيطة".

ويضيف شيخ القرية "لا يمكن أن يتحمل أحد العيش كما نعيش نحن،.. نحيا حياة بدائية وصعبة، لكننا نصبر لنحافظ على أرضنا، لن نتركها، نملك أوراقا رسمية في ملكيتها".

وتابع "إسرائيل تسعى لتطهير المنطقة من السكان، لبناء مزيد من المستوطنات وبناء مزارع خاصة لتربية الأبقار والدواجن، كل بناء في الخربة مهدد بالهدم بدعوى البناء دون ترخيص".

وبحسب سليمان الهذالين، فإنهم يسكنون على أراضي ملك خاص، اشتراها والده وعشيرته من أهالي بلدة "يطا" الفلسطينية القريبة من "أم الخير".

ويسكن في قرية "أم الخير"، وفق "سليمان الهذالين" نحو 130 فردًا، ورغم بدائية الحياة إلا أن عددًا من أبناء القرية الصغيرة حاصلون على شهادات جامعية، ويعملون في وظائف حكومية.

وتنتشر بين بيوت القرية خزانات مياه بلاستيكية، وتسمح السلطات الإسرائيلية للسكان باستخدام مياه شركة "ميكيروت" الإسرائيلية مرة أسبوعيًا، لتعبئة خزاناتهم، لكن "الهذالين" يقول "ساعات معدودة يسمح لنا أسبوعيًا، لا تفي بربع احتياجات السكان، نعتمد على المياه التي ننقلها من الآبار، من مناطق بعيدة".

وتشكو المسنة "عيدة الهذالين" (81 عاما) من قلة المياه قائلةً: "الناس يموتون من العطش، ولا يوجد مياه للشرب، المياه يجلبها الشباب من مكان بعيد".

وتضيف "يريدون طردنا من أرضنا، احتلوا البلاد ولا يريدون السكان، هذه الأرض ملك لأبي ومسجلة بأوراق تركية وأردنية".

وتقف السيدة بين الركام وتقول: "العام الماضي تزوج أربعة من أبنائي، هدموا بيوتهم، دمروا كل شيء".

ورغم حرارة الجو إلا أن أطفالًا في السادسة والسابعة من عمرهم، يلهون بين الركام والبيوت، ويشربون قليلًا من الماء، ويغتسلون ببعض منه.

ويقول الطفل "سالم الهذالين" البالغ من العمر ستة أعوام، بينما يغسل رأسه بالماء: "الدنيا حر.. يبتسم ويركض خلف أشقائه وأطفال من الحي"، وفي الجانب الآخر أطفال مستوطنة كرمئيل الإسرائيلية يلهون في حديقة خاصة بهم، ويحملون البالونات فرحين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com