كيف غيّرت الطائرات بدون طيار وجه الحرب في سوريا ولبنان؟
كيف غيّرت الطائرات بدون طيار وجه الحرب في سوريا ولبنان؟كيف غيّرت الطائرات بدون طيار وجه الحرب في سوريا ولبنان؟

كيف غيّرت الطائرات بدون طيار وجه الحرب في سوريا ولبنان؟

أكدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن الطائرات بدون طيار غيرت وجه الحرب في سوريا ولبنان، بعد أن تمكنت جماعة حزب الله في لبنان من اقتناء تلك التكنولوجيا، التي أصبحت رخصية ومتاحة بسهولة.

وقالت الصحفية  في تقرير لها، "ارتفعت مبيعات الطائرات بدون طيار صغيرة الحجم في السنوات الأخيرة، حيث أن تلك التكنولوجيا أصبحت أرخص ومتاحة بسهولة للجمهور، ولكن لقطات فيديو التقطت مؤخرًا لطائرات بدون طيار صغيرة، تم تشغيلها من قبل جماعة حزب الله في لبنان عن بعد، واستطاعت إسقاط قنابل على الفصائل المتمردة في شمال سوريا، أظهرت السهولة النسبية للترويج التجاري للطائرات بدون طيار، والتي يمكن استخدامها كسلاح من قبل مسلحين".

وأضاف التقرير، أن سرعة هذه الطائرات وقدرة البعض على حمل الحمولات الخفيفة، يشكل تحديًا أمنيًا جديدًا مثل الجماعات المتطرفة وداعش، مشيرة إلى أن تنظيم داعش، وأتباعه في الغرب، يبحث عن طرق جديدة لتنفيذ هجماته.

ويقول بيتر سينغر، وهو زميل بارز في مؤسسة أمريكا الجديدة والمتخصص في مستقبل الحروب، "كانت الأنظمة الآلية مجرد خيال علمي، ثم تطور الأمر لتصبح تلك الطائرات بدون طيار فقط في أيدي جيوش الدول المتقدمة، أما الآن يمكن لأي شخص الحصول على واحدة، سواء كانت مجموعات غير دولية، مثل داعش وحزب الله، والسلام الأخضر، أو أنت وأنا".

وبحسب الصحيفة، فإن الأهداف التي ظهرت في مقطع الفيديو، هي أهداف مواقع يحرسها جيش الفاتح، في قرية خالصة جنوب حلب.

وتظهر اثنان من ثلاث لقطات منفصلة، انفجارات صغيرة بجانب مبنى وفوق سيارة، والمقطع الثالث هو الأكثر كشفًا، لأنه يظهر اثنتان من القنابل العنقودية المصنوعة في الصين، وهي تسقط من طائرة بدون طيار علي بناية، ويظهر رجل يجري من أمام المبنى، قبل لحظات من انفجار العبوات العنقودية.

ومن المعروف أن حزب الله وتنظيم داعش، يستخدمان الطائرات بدون طيار، كطائرات استطلاعية في ساحات القتال في سوريا.

طائرات بدون طيار لحزب الله

وكشفت وكالة أنباء المصدر الإخبارية، وهو موقع موالي للنظام السوري، عن حجم القدرات العسكرية والتطورات التكنولوجية لحزب الله، مؤكدة أن حزب الله يستخدم الطائرات التي تعمل بدون طيار منذ العام 2004، عندما أرسلت طائرة أبابيل تي الإيرانية، إلى المجال الجوي الإسرائيلي في مهمة استطلاع وجيزة قبل أن تعود إلى لبنان دون أن يتم كشفها.

وفي أثناء الحرب، التي استمرت شهرا بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006، أرسل حزب الله 3 طائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل، واحدة منها على الأقل كانت تحمل متفجرات. وتم اسقاطها جميعاً من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.

وفي أكتوبر 2012، قام حزب الله باطلاق طائرة بدون طيار إيرانية متقدمة صوب جنوب إسرائيل، وكانت على مسافة عدة مئات من الكيلومترات، حين تم اكتشافها وإسقاطها.

وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، ذكرت صحيفة "ديفنس ويكلي جين" البريطانية، أن حزب الله يبني مهبطا للطائرات بعيدة المدى في منطقة نائية من شمال وادي البقاع في لبنان. وعلى الرغم من نفى حزب الله هذه الادعاءات في حينها، إلا أن المهبط تم تجهيزه بالفعل للاستخدام، ولكن ليس واضحاً ما إذا كان قد تم استخدامه فعليا.

ومقارنة بقدراته الواسعة في استخدام الطائرات بدون طيار، فإن قدرة حزب الله على شراءها كبيرة لاستخدامها في إسقاط القنابل العنقودية صغيرة الحجم صوب أهدافه.

ويقول كريس أبوت، المدير التنفيذي لشركة الاستشارات أوبن بريفينج، والمؤلف الرئيسي لتقرير الطائرات بدون طيار العدائية، الذي نشر في يناير 2016 ، "في حين أن الفيديو لا يمثل عرضاً جيداً لقدرات الطائرات بدون طيار المملوكة لحزب الله، إلا أنه دليل آخر على الخطر الذي تشكله الجماعات الإرهابية مثل المتمردين والمجرمين، وقدراتها علي استخدام وتطويع هذه الطائرات لشن هجمات وجمع المعلومات الاستخباراتية ".

المخاطر التي تواجهها

لايوجد نقص من التقنيات التي يمكن استخدامها للتسلح بالطائرات بدون طيار صغيرة الحجم. بل إنها يمكن أن تتزود بمسدس أوتوماتيكي يطلقه جهاز التحكم عن بعد، ويمكن استخدامها لتفريق المواد المشعة على حشد من الناس، أو استخدامها لتنفيذ الهجمات، فالطائرات بدون طيار متعددة الاستخدامات، ويمكن أن تحمل عبوات ناسفة تنفجر في ساحة مزدحمة مثل ملعب لكرة القدم.

وقد أدى تهديد طائرات مسلحة بدون طيار إلى طفرة في التقنيات، التي صممت لإلحاق الهزيمة بها. وتشمل التقنيات تشويش الإشارات اللاسلكية وتركيب شاشات المعارضة للأهداف المحتملة، وإطلاق النار عليها أو باستخدام تكنولوجيا الطاقة الموجهة مثل أشعة الليزر، والموجات الدقيقة عالية الطاقة لحرقها في الهواء.

ويقول أبوت، "ينبع القلق الرئيسي من تسليح الطائرات بدون طيار بحمولات قليلة متفجرة أو عبوات كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية، أو أسلحة النارية، أو استخدام الطائرة بدون طيار نفسها كقذيفة وتوجيهها نحو محركات طائرات أثناء هبوطها، على سبيل المثال".

تهديد محتمل

وقد أدى تهديد الطائرات المسلحة بدون طيار، إلى طفرة في التقنيات التي صممت للتصدي لها، وتشمل "السياج الجغرافي"، حيث تتم برمجة طائرة بدون طيار من قبل الشركة المصنعة، لا تطير داخل دائرة نصف قطرها معين من موقع حساس، مثل المطار.

وعندما تحطمت طائرة فانتوم بطريق الخطأ العام الماضي داخل فناء البيت الأبيض العام، أصدرت شركة كوادكوبتر تحديثاً للبرامج الثابتة إلزاميا للحيلولة دون تحليق ذلك النموذج فوق 15.5 ميل من المبنى.

وبسبب أهمية الموضوع، حددت الحكومة الأمريكية التهديد المحتمل، وأصدرت إدارة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (DARPA) الأسبوع الماضي، طلبا للحصول على التكنولوجيات الجديدة، التي "يمكن الاستعانة بها لتحسين الحماية من مجموعة الأنظمة الصغيرة بدون طيار والتهديدات والتكتيكات".

ويقول سينغر، "تبذل كل أنواع الاستثمارات للوصول إلى كيفية الدفاع ضد هذا التهديد ... فالكثير مثل العبوات الناسفة، وصغر حجمها ورخص سعرها يجعلها تحدياً كبيراً".

وبينما لم يكن هناك أي هجوم كبير باستخدام طائرات بدون طيار صغيرة، يعتقد الكثير من المحللين أنها ليست سوى مسألة وقت، إذ يقول أبوت "لم يعد الأمر ما إذا كان سيتم استخدام طائرات بدون طيار ضد المدنيين في هجوم إرهابي، ولكن السؤال هو متى".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com