لاجئ في "أدنبرة": أولادي لا يريدون الاعتراف بأنهم سوريون
لاجئ في "أدنبرة": أولادي لا يريدون الاعتراف بأنهم سوريونلاجئ في "أدنبرة": أولادي لا يريدون الاعتراف بأنهم سوريون

لاجئ في "أدنبرة": أولادي لا يريدون الاعتراف بأنهم سوريون

أجرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، حوارًا مع عائلة اللاجئ السوري "أيمن هيرة"، والذي تحدث عن أطفاله، وقال إنه أحيانًا ينظر إلى طفليه التوأم، وتساءل أين ذهب الأطفال الصغار الخائفون الذين هربوا من سوريا قبل 4 سنوات؟.

واستطرد "هيره" بأن ولديه بشير وباسل، يبلغان الآن من العمر 6 سنوات، ولم يعودا يفكران في القنابل عندما يشاهدان الألعاب النارية في السماء من منزلهما في "أدنبرة"، ولا يتذكران أيضًا الرصاصة التي ثقبت زجاج نافذتهما في منزلهما بدمشق، فهم الآن يعرفان القليل عن الحرب التي شتتت عائلتهما، وقتلت أصدقاءهما وأقاربهما وأجبرتهما على الاغتراب.

وأضاف، " الآن يتحدثان اللغة الإنجليزية مع لكنة اسكتلاندية، وقد أخبرني مدرسهما، منذ أسابيع مضت، أنه لا أحد يمكن أن يقول الآن إن الإنجليزية ليست لغتهما الأم".

ويستمر "أيمن" في حديثه: "نحن لا نريد أن يتذكرا أو أن يكون لديهما ذكريات سيئة في عقولهما، فأنا وزوجتي إيمان، لا نسمح لهما بمشاهدة الأخبار، ولكن في نفس الوقت، لا نستطيع أن نخفي جميع الصور الخاصة بسوريا، عندما يشاهدان التليفزيون، ثم يسألانني لماذا يبكي هذا الطفل يا أبي؟ أقول لهما لأنه فقد منزله وفقد عائلته أيضًا، ثم يسألان بعد ذلك لماذا فقدوهم؟ هما لا يستطيعان فهم لماذا يقوم بشار الأسد بهذه الحرب على شعبه؟، ونحن نخبرهما فقط بأن هناك حرباً كبيرة في سوريا".

وعلى الرغم من أن "أيمن" فقد وظيفته، إلا أن عائلته لا تشتكي.

كان أيمن يعمل في مطار "أدنبرة"، لكنه فقد عمله منذ 8 أشهر مضت، وذلك بسبب عدم اكتمال أوراقه التي يجب أن يحضر الناقص منها من سوريا.

وهو الآن متطوع في مؤسسة الصليب الأحمر البريطاني في "جلاسكو"، وهذا العمل لا يقتصر فقط على جعله ينمي لغاته الأربع، بل يجعله أيضا يشعر بأنه شخص مفيد، على حد قوله.

ويستطرد "أيمن": "نحن نؤمن الرعاية لجميع اللاجئين وطالبي اللجوء من كل مكان في العالم، من  سوريا، والسودان، والأكراد، وفي كل مرة أذهب فيها الى العمل أسمع قصصًا مختلفة، فعندما أقابل السوريين أسمع الكثير عن جميع أنحاء سوريا، وكلما أقابل واحدًا منهم يحكي لى قصة مأساوية عن كيف أنه جاء عن طريق تركيا إلى أوروبا، ثم وصل إلى بريطانيا، وهذه القصص محزنة جدًا، ولكن فى نفس الوقت، أنا سعيد لتقديم الخدمة لمن يحتاجونها.

ومنذ عام مضى تقريبا، عندما كان "أيمن" على متن قطار ذاهب إلى لندن، تلقى اتصالا من شخص سوري آخر، يقول: "عندما كنت متجهًا إلى لندن، رن هاتفي برقم من بريطانيا، وعندما قمت بالرد، وجدت أنه ابن أخي، يهمس ويقول لي إنه موجود الآن في بريطانيا، وهو على متن شاحنة كبيرة تسير بسرعة، لكنه لا يعرف أين هو بالضبط، ولا إلى أين تتجه الشاحنة، فأخبرته بأن يفتعل أي ضوضاء فى الشاحنة حتى ينتبه إليه السائق ويجعله بعد ذلك يتصل بالشرطة، وبالفعل، حصل ابن أخيه الآن على وضع اللاجئ و يعيش أيضا في اسكتلندا.

أصبحت الحياة الآن أسهل بالنسبة للأسرة، خاصة بعد أن وجدت الأم "إيمان" عملاً، كخادمة غرف في فندق بـ"ادنبرة"، وكان "هيرة" سعيدًا للغاية بما حققته زوجته، فقد جاءت إلى بريطانيا لا تعرف اللغة الإنجليزية، وما حققته الآن غير سهل، لكن الأطفال كانوا سعداء لسبب آخر، فبمجرد استلامها الوظيفة قالوا لها يمكنك أن تشتري لنا "اكس بوكس" الآن.

وبحسب الصحيفة، أحس بشير وباسل بسعادة كبيرة، عندما رسمت جمعية الصليب الأحمر البريطانية وجه "هيره" على الجدران، وجعلته واحدًا من الوجوه التي تعاني من الأزمة السورية، وفي كل مساء يسأل "أيمن" زوجته إذا ما كانوا يستطيعون العودة إلى سوريا ثانية، ولكن كل المعلومات والظروف المحيطة حولهم تجيب عن هذا السؤال بأنهم لا يستطيعون العودة، كما أن أبناءهم لا يريدون الاعتراف بأنهم سوريون و يقولون لوالدهم "نحن لسنا من سوريا.. هذه هي بلدك أنت فقط".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com