الأردن يَشرَع في اتخاذ موقف من إيران بعد زيارة محمد بن سلمان
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي نبيل غيشان أن الأردن شرع في اتخاذ مواقف أكثر تشدداً تجاه إيران، بعد زيارة وزير الدفاع السعودي لعمّان الأسبوع الماضي، متخلياّ عن البراغماتية المعهودة والحذر اللذين كانا يطبعان العلاقات بين البلدين سابقاً.
وذكر غيشان، في تصريحات لموقع "إرم نيوز" أن الأردن اتخذ قراراً بالانحياز بشكل كامل للسعودية في صراعها مع إيران، خاصة فيما يتعلق بأزمة اليمن، مدللاً على ذلك بالخطوات الأردنية الأخيرة.
واستدعى الأردن، اليوم الإثنين، سفيره في طهران للتشاور، رداً على ما اعتبره "جملة من الأفعال والأقوال التي تشكل تدخلات مرفوضة من قبلنا في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة"، بحسب الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني.
من جهته، بيّن رئيس الديوان الملكي الأسبق جواد العناني أن الأردن كان دوماً داعياً لحوار الأديان والمذاهب وضد تحريك الحروب الطائفية في المنطقة، معتبراً أن الرسائل الأردنية الأخيرة لإيران تعبّر عن ضيق من التصرفات الطائفية التي تقوم بها المليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
ويتابع العناني مدللاً على مستوى الضيق الرسمي الأردني من "السياسة الخارجية" لإيران، معتبراً أن الدور الإيراني في إذكاء الحروب في سوريا والعراق واليمن ساهم في زيادة المشكلات الأمنية والاقتصادية في الأردن، مشيراً إلى أن الأردن يحاول دفع إيران للعب دور لتسوية الأوضاع فيها نحو التهدئة والسلام.
يذكر أن العلاقات بين الأردن وإيران اتسمت بالفتور منذ وصول الخميني للسلطة عام 1979، ووصلت في بعض الأحيان إلى درجة العداء خاصة مع تأييد الأردن للعراق في حربه ضد إيران عام 1980، ووصلت إلى مستوى قطع التمثيل الدبلوماسي، فيما شهدت العلاقات تحسناً طفيفاً مطلع التسعينات وعاد التمثيل الدبلوماسي لكن العلاقات لم تشهد تطوراً نوعياً.
وتشير التقارير الواردة من عمّان بوجود مزاج تصعيدي تجاه السلوك الإيراني الاستفزازي، في تعامله مع الدول العربية، خاصة التدخلات الإيرانية في شؤون دول الخليج العربي.
واتضح المزاج الأردني السلبي تجاه السلوكيات الإيرانية بشكل كبير مع زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى عمّان الأسبوع الماضي ولقائه بالعاهل الأردني.
وجاء البيان الختامي المشترك للزيارة ليفصح بوضوح عن الموقف الأردني الراهن من السلوك الإيراني حيث أكد "أن التدخل يشعل الفتن الطائفية وينمي الإرهاب".
